الجمعة 10 يونيو 2022 / 09:04

صحف عربية: الاتفاق النووي.. إيران تبتز وإسرائيل متحفزة

تدخل عملية إحياء الملف النووي الإيراني "الأجواء الأخيرة" قبل استنفاد الفرص الدبلوماسية مع النظام الإيراني.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، ثمة قناعة لدى العديد من العواصم العربية بأن إيران لا تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي، بل إلى كسب الوقت من أجل أن تصل إلى مرحلة يصبح فيها من المستحيل منعها من إنتاج قنبلتها النووية الأولى.

ابتزاز
في تقرير لصحيفة اندبندنت عربية، فإن المواجهة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تختمر منذ فترة، لافتا إلى أن البرلمان الإيراني ربما يحاول في إطار ممارسة تعنت شكلي، أن يصدر بعض المطالب من حكومة إبراهيم رئيسي لإبراز تعنت وتشدد داخليين في مواجهة الغرب، وذلك للضغط من أجل ابتزاز واشنطن ودفعها إلى الموافقة على المطلب الإيراني الخاص بإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وأضاف التقرير "ربما تذهب إيران في ابتزازها للغرب إلى التلويح بإمكانية ترك معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعت عليها عام 1970. المسألة الإيرانية ليست دالة في العلاقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقاريرها الفصلية، بل هي خاضعة لتأثيرات العلاقة بين إيران والولايات المتحدة والمطلب الإيراني الذي رفضته الأخيرة، وأعاق استكمال جولات مفاوضات فيينا الأخيرة".

الدبلوماسية قائمة
الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، مصطفى فحص، قال إن إمكانية الوصول إلى نتيجة نهائية للمفاوضات أصبحت أكثر صعوبة، مضيفاً "من الواضح أن الصعوبة تأتي من الطرفين، الإيراني والأمريكي، حيث يحاول كل طرف منهما أخذ المفاوضات في مسار مختلف كلياً عن الآخر، ما أدى إلى تراجع الآمال في إعادة إحياء الاتفاق القديم، وذلك بسبب مطالب إيران التعجيزية من جهة، ومن جهة أخرى عدم قدرة واشنطن داخلياً وخارجياً على تلبيتها".

إلا أن الكاتب يستبعد أن تكون الولايات المتحدة قد تخلت عن الفرص الدبلوماسية مع إيران من أجل التوصل إلى اتفاق جديد أو إحياء القديم مع بعض التعديلات. وختم بالقول "لكن يبدو أن سلوك إيران ومطالبها دفعا حتى أصدقاءها داخل إدارة بايدن وبعض الأوروبيين إلى التخلي عن مرونتهم واللجوء إلى استخدام أوراق الضغط الكثيرة حتى تتخلى طهران عن مطالبها التعجيزية، لكن طهران التي ردت بإيقاف عمل بعض كاميرات المراقبة التابعة للمنظمة الدولية للطاقة الذرية كمؤشر تصعيدي يبدأ في طهران مروراً بمسيّرة أربيل وقد ينتهي على حدود لبنان البحرية".

حرب خفية
في موازاة ذلك، توقف الكاتب في صحيفة النهار العربي، علي حمادة، عند فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وإسرائيل، على خلفية نتائج المفاوضات في فيينا، وقال "اشتدت (الحرب بين الحروب) بين إسرائيل وإيران، على خلفية اقتناع الأولى بأن الثانية تقترب بسرعة من مرحلة امتلاك القدرة على إنتاج قنبلة نووية. ولا يمكن إغفال الحرب الخفية التي تقوم بها إيران بهدف محاصرة إسرائيل ومنعها من الرد على طموحاتها الإقليمية والنووية على حد سواء".
وتابع "شكلت العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية وشخصيات أمنية وعسكرية مرتبطة إما بالبرنامج النووي أو بالأنشطة الإيرانية على الأراضي السورية نقلة نوعية في المواجهة الصامتة بين القوتين الإقليميتين".

وخلص الكاتب إلى القول "ثمة قناعة لدى العديد من العواصم العربية المعنية بالشأن الإيراني، لا سيما في دول الخليج، بأن إيران لا تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بل إلى كسب الوقت من أجل أن تصل إلى مرحلة يصبح فيها من المستحيل منعها من إنتاج قنبلتها النووية الأولى. إنه رهان النظام لبقائه بعد أن يرحل المرشد علي خامنئي. من هنا دقة الموقف الإسرائيلي الذي لا يملك ترف التفرج على ولادة قوة إقليمية نووية معادية في طهران! والسؤال: في حال الفشل في إجهاض البرنامج النووي العسكري الإيراني، هل تنتقل إسرائيل من وضعية "الحرب بين الحروب" إلى وضعية الحرب نفسها؟ وهل تقف الولايات المتحدة خلفها؟".

تعقيدات
أما صحيفة عكاظ السعودية، فأبرزت في تقرير مطول لها التعقيدات الشائكة والتداخلات في الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن إنهاء هذه التعقيدات يتوقف على عدة عوامل حددتها بالتالي:

العامل الأول: وجود إدارة أمريكية مترددة، فلا هي قادرة على صياغة جديدة للاتفاق النووي ولا هي قادرة على إعادة اتفاق أوباما السابق.

العامل الثاني: ليست هناك ضمانات إقليمية ومصداقية من الجانب الإيراني الذي ما يزال حتى هذه اللحظة يعبث بالمنطقة من سورية إلى العراق ولبنان واليمن، وبالتالي هناك "صفر" مصداقية بالجانب الإيراني.

العامل الثالث: هو الرؤية الإسرائيلية للملف النووي الإيراني، حيث تعتقد تل أبيب أن إيران لا يمكن أن تتخلى عن الطموحات النووية وبالتالي يجب وأد هذا الطموح بالقوة واستهدافه عسكريا، عند ذلك يمكن الحديث عن نهاية المشروع النووي الإيراني.

وخلص التقرير إلى القول :هذه العوامل الثلاثة بالإضافة إلى تفاصيل تقنية وسياسية واقتصادية، من الخطوط العامة في الملف النووي الإيراني وعليه فإن إيران غير الموثوقة وأمريكا الضعيفة لا يمكن لهما أن تحسمان الملف النووي، ومن هنا يأتي دخول تل أبيب على الخط وبقوة والدفع باتجاه المواجهة العسكرية".