رافائيل نادال (رويترز)
رافائيل نادال (رويترز)
الجمعة 24 يونيو 2022 / 09:57

نادال وقدمه تحت المجهر في سعيه للقبه الثالث في ويمبلدون

عندما تفتح بطولة ويمبلدون للتنس أبوابها للترحيب بظهور رافائيل نادال لأول مرة في ثلاثة أعوام، ستكون قدمه وليست ضرباته الأمامية الهائلة تحت التدقيق إلى أقصى درجة ممكنة.

وقبل أيام قليلة ماضية، لم يعرف سوى عدد قليل للغاية عن "علاج الاستئصال بالتردد الراديوي"، وهو إجراء يستخدم الحرارة على العصب لتهدئة الألم طويل الأمد.

لكن بفضل هذا الإجراء، الذي خضع له اللاعب البالغ عمره 36 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر لعلاج حالة تنكسية تؤثر على عظام قدميه، أصبح قادراً على الحضور في نادي عموم إنجلترا والسعي للقبه 23 في البطولات الأربع الكبرى.

وعندما نال نادال اللقب في بطولة أستراليا المفتوحة في يناير (كانون الثاني)، كان الأول له في بطولة كبرى في 15 شهراً، وبعد غيابه لخمسة أشهر بسبب آلام قدمه المزمنة، واعترف بأنه كان يفكر في الاعتزال.

ولم يكن حتى في أكثر أحلام نادال جموحاً، أن يتخيل اللاعب الإسباني ما سيحدث خلال الستة أشهر التالية.

ورغم شعوره بالألم بشكل يومي وعدم الراحة في قدميه، تمكن جسده الخارق بطريقة ما من حمله عبر 50 مجموعة في ملبورن وفرنسا المفتوحة، ليصل إلى 22 لقباً في البطولات الأربع الكبرى وينفرد بالرقم القياسي بما في ذلك 14 لقباً في رولان غاروس.

وقال روجر فيدرر، أبرز منافسي نادال والحاصل على 20 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، لصحيفة تاجز أنتسايجر: "بشكل عام، ما حققه رافائيل أمر لا يصدق".

وتابع: "الرقم القياسي لبيت سامبراس، الذي تفوقت عليه، كان 14 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، الآن فاز رافائيل ببطولة فرنسا المفتوحة 14 مرة، هذا أمر لا يصدق، إنه أمر هائل".

وبفضل هذا النجاح غير المتوقع، وصل نادال إلى ويمبلدون بعدما قطع نصف الطريق نحو الجمع بين جميع ألقاب البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد، لأول مرة منذ رود ليفر في 1969، وهو أمر يحدث له لأول مرة.

وبينما يأمل عالم الرياضة في أن يحقق نادال لقبه الثالث في البطولات الأربع الكبرى هذا العام، فاللاعب الإسباني لا تحفزه السجلات القياسية أو الأرقام.

وقال اللاعب الفائز بويمبلدون في 2008 و2010: "الأمر لا يتعلق بكونك الأفضل في التاريخ، لا يتعلق الأمر بالأرقام القياسية، الأمر يتعلق بأني أحب ما أفعله، أحب لعب التنس، وأنا أحب المنافسة، ما يدفعني للاستمرار هو شغفي باللعبة، أن أعيش لحظات تبقى بداخلي إلى الأبد.. وألعب أمام أفضل الجماهير في العالم وأفضل الملاعب".

وخلال بطولة فرنسا المفتوحة، كان هناك خوف مستمر من أن تكون كل مباراة يلعبها نادال في رولان غاروس هي الأخيرة.

ولم يعد العمر في صفه، وزادت الحاجة إلى التدخلات الطبية، لذا فمن غير المرجح أن يختفي هذا الإحساس باقتراب مسيرته من النهاية.

وما زالت هناك الكثير من الأمور غير المؤكدة حول آمال نادال في ويمبلدون.

فهل سيقدر على الاستمرار على نوع الملاعب الذي كان الأشد معاقبة لجسده؟ هل سيواجه غريمه نوفاك ديوكوفيتش في النهائي في العاشر من يوليو (تموز)؟ هل ستكون آماله في إكمال ألقاب البطولات الأربع الكبرى بعد ويمبلدون حية؟.

ووسط كل هذه العوامل المجهولة، فالشيء الوحيد المؤكد هو أن الجماهير التي ستحضر بالآلاف ستقدر كل ثانية مما سيقدمه في الملعب، فبعد كل شيء لا أحد يعرف ما إذا كان هذا هو ظهوره الأخير على أشهر ملاعب التنس أم لا.