السبت 13 أغسطس 2022 / 12:13

كييف تكشف خسائر روسيا ونجاحات جزئية لأوكرانيا

في ظل خسائر شبه يومية يتكبدها الطرفان، وفي شهرها السادس، تستمر الحرب الروسية على أوكرانيا من دون أفق واضح لنهايتها، حيث يواصل الجيش الروسي عمليته الخاصة في أوكرانيا، تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بهدف تحرير أراضي دونباس، وتصعيد الضغط على قوات حكومة كييف، فيما لا تزال تواجه كييف الدب الروسي مستعينة بالدعم والأسلحة الغربية.

خسائر روسية
وأعلنت أوكرانيا القضاء على 43 ألف جندي روسي - بينهم 200يوم أمس فقط- منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي وحتى اليوم السبت.

وجاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، بحسب ما أوردته اليوم وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وبحسب البيان، تم تدمير 1856 دبابة 4115عربة مدرعة و 978نظام مدفعية و261منظومة صواريخ متعددة ،و136وحدة للدفاع الجوي ، و223طائرة حربية و193مروحية.

وتضمن البيان تدمير 779مسيرة للعمليات التكتيكية و 187صاروخ كروز و15سفينة/زورق و 3036عربة وصهريج وقود و 91وحدة من المعدات الخاصة منذ بدء الغزو.

ويتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل .



كتيبة "كراكين"

فيما، أعلن رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف، اليوم، أن منتسبي كتيبة "كراكين" النازية يتحصنون في المباني السكنية بمدينتي خاركوف، ونيكولاييف شرق وجنوب أوكرانيا.

وقال ميزينتسيف إن وحدات من القوات الأوكرانية وكتيبة "كراكين" تمركزوا في الطوابق العلوية والسفلية من المباني السكنية في خاركوف والتي تم تحويلها إلى مستودعات للأسلحة والذخيرة ومرابض للدفاع الجوي على أسطحها.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية ووحدات الدفاع المحلي تقمع السكان وتمنعهم بالقوة من مغادرة المباني التي تتمركز بها.



توقف جسرين

ومن جهتها، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، اليوم، في تقريرها اليومي عن الحرب الأوكرانية: إن "جسرين رئيسيين يؤديان إلى خيرسون أوبلاست، وهي جيب الأراضي الذي تسيطر عليها روسيا، على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، توقف استخدامها على الأرجح الآن لأغراض إعادة الإمداد العسكري".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه "حتى لو تمكنت روسيا من إجراء إصلاحات كبيرة للجسرين، فإنهما سيظلان نقطة ضعف كبيرة".

وأضافت الوزارة في تحديث للمخابرات "إعادة الإمداد البري لعدة آلاف من القوات الروسية في الضفة الغربية يعتمد بشكل شبه مؤكد على نقطتي عبور عائمتين فقط".

وقالت إنه "مع تقييد سلاسل الإمداد عبرهما، فإن حجم أي مخزونات تتمكن روسيا من وضعها على الضفة الغربية سيكون على الأرجح عاملاً رئيسياً في قدرة القوة العسكرية على الصمود".




نجاحات جزئية

هذا، ولقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب 15 آخرون أمس الجمعة في قصف روسي استهدف مدينتَي كراماتورسك شرق أوكرانيا وزابوريجيا جنوب البلاد، بحسب السلطات المحلية.

وتحدث بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك على "فيس بوك" عن "هجوم جديد على كراماتورسك. وفقًا لمعلومات أولية، قتل مدنيان وجرح 13"، مضيفاً أن "القصف ألحق أضرارا بما لا يقل عن 20 مبنى وقد اندلع حريق"، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة.

وفي زابوريجيا، تحدث المسؤول المحلي أناتولي كورتيف، عبر تلغرام، عن مقتل امرأة أمسفي غارات روسية أدت أيضاً إلى إصابة شخصين تم نقلهما إلى المستشفى.

ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف وخاركيف نهاية  مارس (آذار) الماضي، أصبحت منطقة دونباس شرق أوكرانيا مسرح معظم المعارك وفي الجنوب أيضا حيث تقود قوات كييف هجومًا مضادًا.

ومن جهتها، أقرت وزارة الدفاع الأوكرانية في رسالتها المسائية بـ "نجاحات جزئية" للقوات الروسية في اتجاه باخموت، على الطريق المؤدية إلى كراماتورسك، حيث تحاول هذه القوات حالياً الحصول على "موطئ قدم".

وفي الوقت نفسه وعبر فيس بوك، أكد المسؤول الأوكراني في منطقة خيرسون، جنوب أوكرانيا، سيرغيه خلان، أن آخر جسر كان يُستخدم لنقل أسلحة إلى القوات الروسية في المنطقة قد "تم دميره".

وفي الاسابيع الأخيرة، استهدفت قوات كييف مراراً محاور لوجستية روسية في هذه المنطقة.




انفجارات مطار ساكي
وفي ذات السياق، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، تزويد أوكرانيا بأية أسلحة تمكنها من مهاجمة وضرب الأراضي الروسية، وذلك تعليقاً على الانفجارات التي حدثت في منطقة مطار ساكي العسكري في شبه جزيرة القرم الروسية منذ عدة أيام.

وحسب "فرانس برس"، قال مسؤول رفيع في البنتاغون للصحافيين: "لم نزود أوكرانيا بما يسمح لها أو يمكنها من ضرب القرم".

واستبعد المسؤول أن تكون الانفجارات عبارة عن ضربة بواسطة صواريخ تكتيكية موجهة دقيقة متوسطة المدى التي كانت كييف طلبت التزود بها والتي يمكن أن تطلق بواسطة منظومات "هيمارس" الصاروخية الأمريكية الموجودة في أوكرانيا.

وأضاف المسؤول "ليست صواريخ متوسطة المدى لأننا لم نزودهم بها"، مؤكدا أن أي أسلحة أمريكية لم تستخدم لمهاجمة القرم.

وأوضح المسؤول أن البنتاغون ليس لديه معلومات مؤكدة حول أسباب الانفجارات التي حدثت في منطقة مطار ساكي العسكري في شبه جزيرة القرم.

ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكيّة أمس أنّ أيّ أسلحة أمريكيّة لم تُستخدم لمهاجمة القاعدة الجوّية الروسيّة في شبه حزيرة القرم، مشيرة إلى أنّها تجهل أسباب الانفجارات المدمّرة التي شهدها الموقع.

ويُعتقد أنّ القوّات الأوكرانيّة تقف وراء الانفجارات التي دوّت الثلاثاء الماضي في قاعدة ساكي الجوّية في شبه جزيرة القرم الأوكرانيّة التي تحتلّها روسيا منذ العام 2014. وقد أدّت الانفجارات إلى تدمير 8 طائرات ومخزونات ذخيرة. ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليّتها عن الانفجارات. كما لم تتّضح بعد أسباب الانفجارات في القاعدة الجوّية التي تُعدّ نقطة انطلاق رئيسيّة للعمليّات العسكريّة الروسيّة في الحرب التي تشنّها موسكو على أوكرانيا.



سوق للأثرياء الروس

وعلى صعيد متصل، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءً جديداً أمس لدول الاتحاد الأوروبي لمنع إصدار تأشيرات دخول للمواطنين الروس حتى لا يصبح التكتل "سوقاً" مفتوحاً لأي شخص لديه الوسائل للدخول.

وقال زيلينسكي إن اقتراحه لا ينطبق على الروس الذين يحتاجون إلى المساعدة بسبب مخاطرتهم بحريتهم أو بحياتهم من خلال مقاومة سياسات زعيم الكرملين فلاديمير بوتين.

وأضاف زيلينسكي في خطاب ألقاه خلال الليل "يجب أن تكون هناك ضمانات بأن القتلة الروس أو المتواطئين في إرهاب الدولة لن يستخدموا تأشيرات شنجن"، في إشارة إلى التأشيرات التي تمنح حاملها حق الوصول إلى منطقة شنجن الحالية من الحدود والتي تمتد عبر العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

ومضى يقول: "ثانياً يجب ألا نقضي على فكرة أوروبا ذاتها - قيمنا الأوروبية المشتركة. لذلك يجب ألا تتحول أوروبا إلى سوق ... يكون الشيء الرئيسي فيه أن يدفع الناس ثمن بضائعهم فحسب".

وحث زيلينسكي لأول مرة على حظر التأشيرات في مقابلة الأسبوع الماضي مع صحيفة واشنطن بوست، قائلا إن الروس يجب أن يعيشوا في عالمهم الخاص حتى يغيروا فلسفتهم.

ولم يحظ نداء زيلينسكي حتى الآن بدعم اللاعبين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي. لكنه قال إنه يشعر بالارتياح بسبب الدعم الذي قدمته دول البلطيق السوفيتية السابقة وجمهورية التشيك، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي. كما دعمت فنلندا هذه الفكرة.

وندد دمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بدعوة زيلينسكي هذا الأسبوع، قائلاً: إن "أي محاولة لعزل الروس أو روسيا هي عملية لا تتوافر لها آفاق النجاح ".