شرطي إيراني يدقق في التزام نساء الحجاب في باص.(أف ب)
شرطي إيراني يدقق في التزام نساء الحجاب في باص.(أف ب)
الأربعاء 7 سبتمبر 2022 / 16:34

غارديان: إيران تستعين بالتكنولوجيا لفرض الحجاب

تواصل السلطات الإيرانية التضييق على حقوق المرأة، حيث وقّعت السلطات، في 15 أغسطس (آب) الماضي، قانوناً جديداً ينصّ على استخدام تقنية التعرّف على الوجه في وسائل النقل العامة لتحديد هويات النساء اللواتي يرفضن الالتزام بقانون "ارتداء الحجاب".

بينما تواجه إيران مشاكل اقتصادية وبيئية رهيبة، وقد يصل معدل التضخم الآن إلى 50%، تختار الحكومة التركيز على حقوق المرأة


ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن أمين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران محمد صالح هاشمي كلبايكاني، قوله في مقابلة مع راديو "أوروبا الحرة"، إن الحكومة تخطط لاستخدام تكنولوجيا المراقبة ضد النساء لتطبيق قانون جديد أقرّه رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، يحدد شروطاً لملابسهن.

احتجاجات واعتقالات
وأثار القانون موجة من الاحتجاجات النسائية العارمة، حيث نشرت ناشطات صورهن دون حجاب في أماكن عامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وردّت السلطات عليهن بحملة اعتقالات موسعة واحتجاز عدد منهن وإجبارهن على تقديم اعترافات قسرية عبر التلفزيون.

واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 300 شخص من الناشطين ضد إلزامية الحجاب في الجمهورية الإسلامية، حيث قال المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي خان محمدي: "لقد حددنا أكثر من 300 شخص ينشطون ضد ارتداء الحجاب بطرق مختلفة، وتم توقيف هؤلاء الأشخاص"، من دون تفاصيل إضافية بشأن الفترة الزمنية لحصول ذلك أو مكانه.

وفي هذا الإطار، قالت أزاده أكبري، الباحثة في جامعة توينتي بهولندا، لصحيفة "غارديان": "لطالما استخدمت الحكومة الإيرانية تقنية التعرف على الوجه للوصول إلى الأشخاص الذين ينتهكون القانون. والنظام يجمع بين الأشكال القديمة العنيفة للسيطرة الشمولية عبر التقنيات الجديدة".

البيانات البيومترية
ومنذ عام 2015، تعمل الحكومة الإيرانية تدريجياً على بطاقات الهوية البيومترية، والتي تشمل شريحة تخزّن البيانات مثل مسح قزحية العين، وبصمات الأصابع، وصور الوجه.

ويخشى الباحثون من أن هذه المعلومات ستُستخدم الآن مع تقنية التعرف على الوجه لتحديد الأشخاص الذين ينتهكون قواعد اللباس المفروضة، سواء في الشوارع أو في الفضاء الإلكتروني.

وفي هذا الإطار، قالت أكبري: "إن المعلومات عن جزء كبير من السكان الإيرانيين موجود الآن في بنك البيانات البيومترية الوطني هذا، لذا فإن الحكومة لديها حق الوصول إلى جميع الوجوه. ويمكنها التعرف على شخص في مقطع فيديو سريع الانتشار في ثوان والعثور عليهم بسهولة".

وأضافت: "من خلال القيام بذلك، تريد الحكومة أن تقول لكل شخص في البلاد: لا تعتقد أن شيئاً صغيراً يحدث في حافلة في مكان ما سيتمّ نسيانه. نحن نعرف من أنت وسنجدك وبعد ذلك سيكون عليك تحمل العواقب".

هدف سهل
من جهتها، انتقدت أنابيل سريبريني، الأستاذة الفخرية في مركز الدراسات الإيرانية في جامعة سواس في لندن، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وقالت للصحيفة: "بينما تواجه إيران مشاكل اقتصادية وبيئية رهيبة، وقد يصل معدل التضخم الآن إلى 50%، تختار الحكومة التركيز على حقوق المرأة". وأضافت: "أعتقد أن هذا جزء لا يتجزأ من حكومة فاشلة تتجاهل التعامل مع هذه القضايا الضخمة المتعلقة بالبنية التحتية والاقتصادية والبيئية، وتركز على النساء باعتبار أنهن هدف سهل".