محتجون في طهران بعد مقتل أميني (تويتر)
محتجون في طهران بعد مقتل أميني (تويتر)
الخميس 22 سبتمبر 2022 / 18:33

الحرس الثوري يطالب بقمع الاحتجاجات والسلطات تقيد الوصول إلى الإنترنت في إيران

طالب الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية في البلاد اليوم الخميس بمحاكمة "الذين ينشرون أخباراً كاذبة وشائعات" عن وفاة شابة في حجز للشرطة أثارت احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.

وأضرم محتجون في طهران ومدن إيرانية النار في مركزين ومركبات للشرطة في وقت سابق اليوم مع تواصل الاضطرابات لليوم السادس، ووردت أنباء عن تعرض قوات الأمن لهجمات.

وتوفيت مهسا أميني، 22 عاماً، في الأسبوع الماضي بعد القبض عليها بسبب "ملابس غير لائقة". ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها.

وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقاً في سبب الوفاة، وعبر الحرس الثوري في بيان عن تعاطفه مع أسرة أميني وذويها.

وقال: "طلبنا من السلطة القضائية تحديد الذين ينشرون أخباراً وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر والتعامل معهم بكل حسم".

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة غداً الجمعة.

وقالت افتتاحية صحيفة كيهان المتشددة: "إرادة الشعب الإيراني: لا تتركوا المجرمين".

وأطلقت وفاة أميني العنان لغضب عارم بين السكان وإلى أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ 2019،
تركز معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، امتدت أيضاً إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة فيالبلاد. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.

ودعا خبراء في الأمم المتحدة إلى محاسبة المسؤولين عن وفاة أميني، ومن بينهم جاويد رحمان، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران، وماري لولور، المقررة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان.

وقال الخبراء في بيان: "نشعر بالصدمة وبحزن بالغ على وفاة السيدة أميني. إنها ضحية أخرى للقمع المستمر، والتمييز الممنهج في إيران ضد النساء وضحية فرض قواعد اللباس التمييزية التي تحرم المرأة من الاستقلال الجسدي، ومن حرية الرأي، والتعبير، والاعتقاد".

وأعلنت وكالتان إيرانيتان شبه رسميتان للأنباء اليوم، مقتل عضو في منظمة الباسيج شبه العسكرية الموالية للحكومة طعنا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد أمس الأربعاء.

ونشرت وكالتا "تسنيم" و "فارس" تقارير عن الطعن على يليغرام، إذ لا يمكن الوصول إلى موقعيهما الإلكترونيين. ولم يصدر تأكيد رسمي للحادث.

وقالت "تسنيم" أيضاً إن عضواً آخر من الباسيج قُتل أمس الأربعاء في قزوين بعد إصابته بعيار ناري على أيدي "مثيري الشغب والعصابات".

ونشرت "نور نيوز"، وهي وسيلة إعلام جهاز أمني رفيع المستوى، مقطع فيديو لضابط في الجيش يؤكد مقتل جندي في الاضطرابات، ليرتفع بذلك إجمالي عدد أفراد قوات الأمن الذين قُتلوا في الاضطرابات إلى 5.

وأظهر مقطع فيديو نشره حساب "تصوير 1500"، الذي يركز على احتجاجات إيران ووصل عدد متابعيه إلى نحو 100 ألف على تويتر، هتاف محتجين في شمال شرق البلاد "نموت نموت وتعود إيران" بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.

ولم يتسن التحقق من اللقطات.

واشتعلت النيران في مركز شرطة آخر في العاصمة طهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات من إقليم كردستان مسقط رأس أميني.


الحريات الشخصية

وأثارت وفاة أميني غضباً في إيران بسبب تقييد الحريات الشخصية بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

ويخشى حكام إيران تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد في 2019 احتجاجاً على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخها الحديث.

وذكرت رويترز أن تلك الاحتجاجات شهدت سقوط 1500 قتيل.

كما أعرب المحتجون عن غضبهم من الزعيم الأعلى علي خامنئي. وشوهد حشد يهتف في طهران "مجتبى، نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيماً أعلى"، في إشارة إلى نجل خامنئي الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.

ولم يتسن التحقق من الفيديو.

وأفادت تقارير لمنظمة هنغاو الكردية الحقوقية، لم يتسن التحقق منها، إن عدد القتلى في المناطق الكردية ارتفع إلى 15، عدد المصابين إلى 733.

وينفي المسؤولون قتل قوات الأمن المحتجين، ويقولون إنهم ربما قُتلوا برصاص مسلحين معارضين.

وفي ظل غياب المؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قيدت السلطات الوصول إلى الإنترنت، وفقاً لهنغاو وسكان ومرصد نتبلوكس، لمراقبة انقطاع الإنترنت.

ولعبت النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يلوحن بأغطية رؤوسهن ويحرقنها، وقص بعضهن  شعورهن في الأماكن العامة.

وفي شمال إيران، أظهر مقطع فيديو لم يتسن من التحقق منه، مهاجمة حشود مسلحة بهراوات وحجارة عنصري أمن على دراجة نارية، وسط ترديد للهتافات.