تظاهرة لمناصري النظام الإيراني أمام مقر السفارة الأمريكية السابقة في طهران (أ ف ب)
تظاهرة لمناصري النظام الإيراني أمام مقر السفارة الأمريكية السابقة في طهران (أ ف ب)
الجمعة 4 نوفمبر 2022 / 19:22

إيران تحتفل بذكرى الاستيلاء على سفارة أمريكا وسط احتجاجات مناهضة

نظمت السلطات في إيران مسيرات اليوم الجمعة في ذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 في الوقت الذي تحاول فيه المؤسسة الدينية، التي تحكم الجمهورية الإسلامية منذ ذلك الحين، إخماد احتجاجات تجتاح جميع أنحاء البلاد وتدعو إلى إسقاطها.

رئيسي وبايدن يتبادلان التصريحات حول "تحرير" إيران

نائب رئيسي يطالب "بإنهاء سريع" للاضطرابات

واقتحم طلاب متشددون السفارة بعد فترة وجيزة من سقوط الشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة، واحتجزوا 52 أمريكياً رهائن هناك لمدة 444 يوماً.

وتناصب كل دولة الأخرى العداء منذ ذلك الحين، وفي الوقت الذي حثت فيه السلطات الإيرانية اليوم الجمعة قوات الأمن على القضاء بسرعة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي امتدت إلى جميع طبقات المجتمع، ظهرت توترات ثنائية جديدة.

وانتقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الأمريكي جو بايدن، بعد يوم واحد من تعهد الرئيس الأمريكي "بتحرير إيران".

وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة شارك فيها عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد في "اليوم الوطني لمحاربة الغطرسة العالمية". ورددت الحشود هتاف "الموت لأمريكا" ووصفت العدو اللدود لإيران بأنها تجسيد للشيطان.

وحمل تلاميذ المدارس لافتات مؤيدة لاقتحام السفارة ولوحوا بالأعلام الإيرانية.



وتأتي المظاهرات المؤيدة للمؤسسة الدينية اليوم الجمعة في تناقض صارخ مع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر (أيلول) بعد اعتقالها لارتدائها ملابس غير لائقة.

وأفاد حساب (تصوير 1500)، الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين على تويتر، بخروج احتجاجات في مدن زاهدان وخاش وسرافان في إقليم سيستان بلوشستان القريب من الحدود مع باكستان وأفغانستان والذي كان بؤرة للاضطرابات.

وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء إن عدداً غير محدد من الأشخاص أصيبوا في اشتباكات هاجم فيها محتجون مبنى حكومياً في خاش وأحرقوا عدة سيارات ففتحت قوات الأمن النار.

وأظهر مقطع مصور بثه تصوير 1500 ولم تتمكن رويترز من التحقق منه متظاهرين هناك يرشقون قوات الأمن بالحجارة بينما سُمع دوي طلقات نارية.



تحدي الخوف
تعد الاحتجاجات واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القيادة التي كرستها الثورة الإسلامية عام 1979، إذ تغلب العديد من الشبان الإيرانيين على الخوف الذي خنق المعارضة منذ ذلك الحين.

وألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة وأعداء أجانب آخرين في الاضطرابات، قائلة إنهم يرغبون في زعزعة استقرار البلاد. وتسعى الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من عام إلى إبرام اتفاق نووي مع القوى العالمية ورفع العقوبات التي زادت من صعوبات الحياة على كثير من الإيرانيين.

وقال بايدن أمس الخميس إن المتظاهرين سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم.

وذكر الرئيس الأمريكي في كلمة خلال حملة انتخابية في كاليفورنيا بينما تجمع عشرات المتظاهرين خارج مكان الحملة حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين "لا تقلقوا، سنُحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً جداً".

ولم يسهب بايدن في تصريحاته.

ووصف رئيسي المحتجين "بالخونة المخادعين"، مضيفاً "أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاماً".

ودعا محمد حسيني نائب رئيسي قوات الأمن إلى "العمل بسرعة لإنهاء أعمال الشغب".



وتلعب النساء، اللاتي أحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات، وطلبة الجامعات دوراً بارزاً في المظاهرات، التي تدعو إلى موت الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، لكن جميع شرائح المجتمع تشارك فيها.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) اليوم الجمعة إن 300 محتج لاقوا حتفهم في الاضطرابات حتى أمس الخميس بينهم 47 قاصراً إضافة إلى 37 من قوات الأمن.

وأضافت أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا، بينهم 385 طالباً، في الاحتجاجات التي خرجت في 134 مدينة وبلدة و132 جامعة.