منشأة نووية إيرانية (تعبيرية)
منشأة نووية إيرانية (تعبيرية)
الأحد 6 نوفمبر 2022 / 14:31

تايم: على أمريكا أن تُفهم إيران أنها ستدمر برنامجها النووي

شدد مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في أتلانتيك كاونسيل، جوناثان بانيكوف، على ضرورة التزام أمريكا بمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.

على الولايات المتحدة العمل مع الحلفاء حول العالم لتجميع حزمة جديدة تقنع إيران بتفكيك، لا تأخير برنامجها النووي وحسب.

 وكتب في مجلة "تايم" الأمريكية أن صناع القرار الإيرانيين يزيدون شفافية لتحقيق هدفهم، ولا تستعرض طهران بإطلاق تهديدات بتطوير سلاح نووي، هي تريد سلاحاً نووياً واقعياً عملانياً لـ"تعزيز قواتها الردعية".

يوضح بانيكوف أن هذه الاستراتيجية منطقية تماماً من وجهة النظر الإيرانية. بالنسبة لطهران، فإن الأولوية المطلقة هي نجاة النظام، وهي أولوية أهم من نفوذها في الشرق الأوسط أو اقتصادها الداخلي.

وبينما تكافح لقمع التهديد الداخلي لآلاف النساء الشجاعات اللواتي يتظاهرن ضد وحشيتها ومحاولتها إخضاعهن، ترى طهران في السلاح النووي أفضل رادع لضمان بقائها ضد تهديدات أجنبية.

سقوط حجج 

يقول خبراء إن بعض القادة الإيرانيين قد يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق أهداف طهران الردعية بالتوقف عند مسافة قريبة جداً من تصنيع سلاح نووي عملاني.

ولكن لحظة مماثلة لن تشكل رافعة قصوى بل خطراً أقصى على إيران. في تلك اللحظة سيكون أعداء إيران أكثر استعداداً لشن ضربة عسكرية ضد برنامجها للأسلحة النووية، بما أنهم لن يرغبوا في المخاطرة  بأن تهرع إلى تطوير كامل للسلاح.

ويقول محللون آخرون يؤيدون القول إن طهران لا تريد سلاحاً نووياً لأنها طورت وكلاءها وقدراتها العسكرية التقليدية بشكل فعال ضد أعدائها.

لكن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً سابقاً قال للكاتب في الشهر الماضي إن "إسرائيل تستطيع التعامل مع أي شيء، تقليدي، لكن ليس مع سلاح نووي".

تظهر نمذجة جيدة أن قدرة الأسلحة النووية الإيرانية ستتمتع بـ"قيمة عسكرية واستراتيجية" محدودة بالمقارنة مع قدرات إسرائيل. غير أن هدف طهران من الحصول على سلاح نووي هو ردع إسرائيل عن مهاجمتها في المقام الأول، لا مجاراة قدرة إسرائيل الفتاكة حسب الكاتب.

محكومة بالفشل

أضاف بانيكوف أن نظرة إيران إلى السلاح النووي باعتباره ضرورة لردعها طويل المدى يساعد أيضاً في تفسير سبب إخفاق العقوبات في فرض تغييرات جوهرية على سلوكها.

والعقوبات أداة مهمة للسياسة الأمريكية مع إيران وفي غياب اتفاق لوقف برنامجها النووي، يجب أن تتواصل للضغط على إيران.

لكن الذين يظنون، في واشنطن، أن الضغط الاقتصادي الناجم عن العقوبات يمكن وحده أن يسقط النظام في نهاية المطاف أو إقناعه بالتخلي عن برنامجه للأسلحة النووية منخرطون في الرغبة، إنها استراتيجية محكوم عليها بالفشل كما إبان حملة الضغط الأقصى. ثمة حاجة إلى استراتيجية جديدة مع إيران.

ثلاث ركائز

طوال عقد تقريباً، تمحورت الاستراتيجية في ولايات أوباما، وترامب، وبايدن، والنقاش في واشنطن حول إيران بطريقة أعم، حول اتفاق 2015 النووي، أي مناصرته أو معارضته.

لا يخفي بانيكوف أنه كان مؤيداً له. لكن مع الاحتمال المتزايد لنهايته، هناك حاجة ماسة إلى استراتيجية جديدة شاملة مع إيران.

يجب أن يكون فهم رغبة طهران الحقيقية في سلاح نووي، والتصدي لتهديد وكلائها وأسلحتها التقليدية ضد حلفاء واشنطن الإقليميين، وصياغة استجابة فعلية للاحتجاجات هي الركائز الثلاث لتطوير هذه الاستراتيجية.

خطابات جوفاء

ديبلوماسياً، لن يكون لطهران أي اهتمام بالتواصل مع الغرب بعد نهاية الاتفاق النووي. لذلك، على الولايات المتحدة العمل مع الحلفاء حول العالم لتجميع حزمة جديدة تقنع إيران بتفكيك، لا تأخير برنامجها النووي وحسب.

وعلى هذا الجهد ألا يركز على الحوافز الاقتصادية رغم ضرورة ضمها إلى الحزمة، لكن على إقناع إيران بأن الاحتفاظ ببرنامجها النووي سيعريض النظام للخطر عوض ضمان نجاته.

ويعني هذا أن الجهود الديبلوماسية في حاجة لدعمها بتهديد عسكري واضح وذو مصداقية. كان بايدن صريحاً بأنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. على هذه الكلمات ألا تكون خطاباً أجوف يعرض ردع أمريكا العالمي للخطر.

تدريبات سنوية

لهذه الغاية، يتابع بانيكوف، على الولايات المتحدة أن تبدأ تدريبات عسكرية سنوية مشتركة مع إسرائيل لمحاكاة ضربة ضد إيران.

لا تعمل الولايات المتحدة في هذه التدريبات على إمكانات إعادة تزويد الوقود وحسب بل على نشر مقاتلات أمريكية أيضاً. وعلى واشنطن العمل مع الحلفاء الإقليميين لـ"تحديث" دفاعاتهم ضد هجمات الطائرات دون والصواريخ. كما على بايدن السعي علناً إلى الحصول على تمويل إضافي لتسريع أبحاث وتطوير العتاد العسكري من الجيل الموالي القادر على تدمير برنامج إيران النووي لا تقليصه، وحسب.

وختم بانيكوف مقاله قائلاً: "تريد إيران سلاحاً نووياً عملانياً بالكامل، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة عملانية بالكامل".