إقلاع طائرة من طراز إف 35. (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
إقلاع طائرة من طراز إف 35. (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
الثلاثاء 8 نوفمبر 2022 / 17:24

تحديات في انتظار وزير الدفاع الإسرائيلي... إيران على رأس اللائحة

تناولت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية التحديات التي تنتظر وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد بعد تحقيق بنيامين نتانياهو فوزاً كبيراً في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، والتي يأتي في مقدمها هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، ومحاولات كبح جماح طهران في سوريا، وخصوصاً في ظل العلاقات المتوترة مع روسيا.

وذكرت "يسرائيل هيوم" أنه بعد مرور أسبوع على الانتخابات، تستعد المؤسسة الأمنية لتغييرات سريعة في مكتب وزير الدفاع بيني غانتس المنتهية ولايته، حيث يجري بالفعل  مراسم وداع ويستعد لإخلاء المكتب في أقرب وقت ممكن.

تحديات أمنية مُعقدة
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه لم تعرف هوية وزير الدفاع المقبل بعد، لكنه أياً يكن، فهو سيواجه تحديات أمنية معقدة للغاية، خاصة في ظل حكومة يعتبر بعض أعضائها المحتملين غير مقبولين لدى الإدارة الأمريكية، فيما يعتبر وزراء محتملون آخرون سلوك نظام الدفاع غير مقبول بالنسبة لهم في أمور مثل التعليمات بفتح النار.

التهديد النووي الإيراني
رأت يسرائيل هيوم أن "النووي الإيراني" هو التهديد الأول الذي سيشغل وزير الدفاع المقبل، مشيرة إلى أنه منذ  غادر نتانياهو منصبه، غيرت الإدارة الأمريكية لجو بايدن نهجها تجاه إيران. وفي نفس الوقت الذي خففت فيه العقوبات بشكل كبير على طهران، أعلنت أنها تعتزم توقيع اتفاقية نووية جديدة معها في أقرب وقت ممكن.

أضافت الصحيفة أن نهج بايدن لم يعجب نفتالي بينيت ويائير لابيد وأيضاً وزير الدفاع بيني غانتس فيما يتعلق بالاتفاق النووي، واعتقدوا أنه أعاد القدرة على المساومة للإيرانيين على وجه التحديد عندما بدأ النظام هناك يشعر بعواقب العقوبات. وعلى عكس نتانياهو أثناء إدارة باراك أوباما، حاولت حكومة بينيت-لابيد جاهدة عدم اتخاذ نهج المواجهة تجاه الولايات المتحدة في هذا السياق.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى بكثير من العلاقة الشخصية بين رئيس ورئيس وزراء، ولكن مع ذلك، يبدو أن الديمقراطيين لا ينسون صداقة نتانياهو العميقة مع خصمهم دونالد ترامب.

وترى الصحيفة أنه رغم رغبة بايدن القوية في توقيع اتفاق مع إيران، تأخر التوقيع، ويبدو أن أياً من الطرفين ليس لديه الوقت للتعامل مع هذا الأمر، حيث إن إيران غارقة في موجة الاحتجاجات المحلية التي تجتاح البلاد في ظل قمع حقوق المرأة ، في حين أن الأمريكيين مشغولون بانتخابات التجديد النصفي.

وأشارت إلى أنه في إسرائيل، يُنظر إلى التقدم الإيراني نحو الأسلحة النووية بريبة، وبغض النظر عن الإجراءات المجهولة المنسوبة إلى الموساد، فقد سرّع الجيش الإسرائيلي أيضاً الاستعدادات للهجوم على المواقع النووية الإيرانية.



وتابعت: "مع ذلك، أهملت إسرائيل خلال ولاية نتانياهو استعداداتها لهجوم محتمل على إيران لسنوات. وبعد تغيير الإدارة في واشنطن، وتخفيف الولايات المتحدة الضغط الاقتصادي على إيران مما أدى إلى تسريع التخصيب النووي، تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخراج الخطط من الخزانة وإعداد الجيش".

إعداد خطة عسكرية
وقالت الصحيفة إنه من المرجح أن تكون قضية الهجوم الإسرائيلي على إيران مهمة للغاية خلال ولاية وزير الدفاع المقبل، ويبدو أن الانشغال بها قد بدأ بالفعل، مشيرة إلى أن القوات الجوية والجيش الإسرائيلي والموساد وجميع الجهات المكلفة تعمل على إعداد خطة عسكرية للهجوم، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تعتقد أن القدرات الإسرائيلية محدودة للغاية في الوقت الحالي.

وذكرت الصحيفة أنه بالتزامن مع تغيير وزير الدفاع، سيتغير أيضاً رئيس الأركان في غضون شهرين، حيث إن الجنرال هرتسي هاليفي سيتولى المسؤولية، وتم تعيينه من قبل غانتس، رغم أن نتانياهو ورفاقه حاولوا عبثاً فعل كل شيء لتأجيل الإعلان عن التعيين.

ولفتت "يسرائيل هيوم" إلى أن هاليفي ورئيسي الشاباك والموساد قد يجدوا أنفسهم في واقع معقد في ظل حكومة قد يطالب بعض أعضائها بإرسال الجيش الإسرائيلي لمهاجمة إيران، أو بضرورة تغيير سياسية الجيش الإسرائيلي بشأن تعليمات إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن إحدى القضايا الرئيسية التي تشغل بال الجيش الإسرائيلي حالياً هي تفشي العنف في الضفة الغربية، حيث تتطلب الهجمات المتكررة من الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بمجموعة كبيرة نسبياً من القوات في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي يضر بتدريب الجيش النظامي وقواته، والاستعدادات للحرب. وتابعت: "على وزير الدفاع المقبل أن يأخذ ذلك في الحسبان.



"حزب الله" في لبنان
وخلصت "يسرائيل هيوم" إلى أنه يجب أن تحتل مسألة جاهزية الجيش البري للحرب مكانة عالية جداً في قائمة أولويات وزير الدفاع المقبل لأن آخر مرة انخرط فيها الجيش الإسرائيلي في المعركة كان أثناء اندلاع حرب لبنان الثانية، لافتة إلى أن التقييم السائد الآن هو أن تنظيم "حزب الله" اللبناني ليس مهتماً بمواجهة مع إسرائيل، ولكن عادة ما تندلع الحروب على حين غرة "وقد رأينا بالفعل في السنوات الأخيرة  كيف وجدت إسرائيل ومنظمة حزب الله نفسهما بين الحين والآخر قريبين من المواجهة".