الإثنين 12 ديسمبر 2022 / 11:42

عرض "مترو غزة".. رحلة متخيلة من جنين إلى غزة عبر المسرح

بعد نحو عشر سنوات على إنتاج الفنان الفلسطيني محمد أبو سل للعمل التركيبي المتعدد الوسائط "مترو غزة" الذي طرح من خلاله حلولاً لحركة النقل في قطاع غزة، يشكل هذا العمل اليوم أساساً لعرض مسرحي من إخراج فرنسي وتمثيل فلسطيني.

وكان أبو سل قد صمم عمله الفني آنذاك على أسس علمية بعد عملية بحث طويلة كان الهدف منها طرح إمكانية إنشاء شبكات قطارات تحت الأرض تصل الضفة الغربية بقطاع غزة وتصل مدن القطاع ببعضها.

وقال الفرنسي هيرفي لواشمول مخرج المسرحية التي حملت ذات الاسم مترو غزة بعد عرضها أمس الأحد، على مسرح القصبة في رام الله: "بدت الفكرة كأنها مزحة أن تحول عمل فني إلى مسرحية".

وأضاف "عرض العمل الفني كان في العام 2012 في المعهد الفرنسي، وبدأت بعد ذلك بورش عمل في قطاع غزة مع طلاب وممثلين شباب، لكني اعتقدت أنه من المستحيل أن ننجح في عمل مسرحية مبنية على العمل الفني".

وتابع قائلاً: "بعد مرور سنوات تذكرت عمل محمد أبو سل وبدأت أتخيل بعض الأشياء، وأعتقد أن الحلم أداة سياسية لتذكير العالم بطريقة مختلفة، فالحلم نوع من محاولات التغيير".

يبدأ العرض المسرحي بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار، أخذها‭‭‭‬‬‬‬ المترو من جنين إلى غزة، لتبدأ من هناك أحداث المسرحية.

واختار المخرج ألا يتجاوز ديكور المسرحية تلك المقاعد وخلفية بيضاء بدت في بعض الأحيان كأنها جدار، وفي أحيان أخرى كانت تظهر عليها مقاطع فيديو لأحداث حقيقية شهدها قطاع غزة من قصف وتدمير على وقع مؤثرات صوتية.

وجاءت نصوص المسرحية التي كتبتها خولة إبراهيم إلى جانب المخرج كأنها حكايات واقعية لسكان قطاع غزة وما يعيشونه أثناء الحرب المتكررة خلال السنوات الماضية.

وعلى مدى 65 دقيقة كان تفاعل الجمهور إشارة واضحة على نجاح العرض، حيث كانت تتعالى ضحكاته خلال بعض المواقف التي حاول الممثلون إبراز طاقاتهم الفردية واستخدام لغة الجسد في أكثر من موقف.

وعلق الكاتب والناقد المسرحي تحسين يقين على العرض قائلاً: "من الجيد أن يعرض في فلسطين مسرح تجريبي كما هو سائد في أوروبا اليوم، والذي يعتمد على تكسير كل القواعد في العمل المسرحي".

وأضاف "مضمون المسرحية، الحلم الفلسطيني، هو شيء معقد وبسيط استدعى هذا الشكل الفني".