رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الراحل صلاح فضل (أرشيف)
رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الراحل صلاح فضل (أرشيف)
الأحد 25 ديسمبر 2022 / 14:57

صلاح فضل هرم يستعصي على معاول الشماتة الإخوانية

يتجرأ الإعلام الإخواني كعادته على القامات العربية، الذين تخلد مسيرتهم ما إن تغيب أقمارهم، في عادة بائسة لديهم وهي "الشماتة في الراحلين" الذين رفضوا مشروع التنظيم الإرهابي. وكان آخر هجوم لهم هو ما نشرته صحيفة "العربي الجديد" ذات الأهواء الإخوانية، في مقال "ممول" للهجوم على رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الدكتور صلاح فضل، الذي رحل بجسده منذ فترة قصيرة، تاركاً وراءه إرثاً يستعصي على معاول هدم جماعة الإخوان التي تعادي الثقافة والتنوير.

ورغم الإشادة الواسعة بالناقد العربي الكبير، ونعيه من أكبر الصحف والمؤسسات وأعرقها وكبار المثقفين والمفكرين، واعتبار وفاته خسارة كبيرة لمصر وللعالم العربي والثقافة العربية، وثلمة حقيقية في مسيرة اللغة العربية، التي كرس جل حياته لخدمتها، إلا أن الصحيفة الإخوانية اختارت طريقاً مغايراً لنعيه، حيث نشرت تقريراً يهاجم الراحل، وقامت بتمويل التقرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليصل إلى أكبر عدد من القراء، وهو أمر غريب مع "مادة صحافية ثقافية"، إلا أنها تكشف عن مدى الحقد الذي يعتمل في صدر ميليشيا الجماعة الإعلامية ضد الناقد الكبير الذي تصدى لهم كثيراً.
وزعمت الصحيفة الإخوانية في تقرير نشرته أخيراً تحت عنوان "رحيل صلاح فضل.. الناقد الذي خرّب الذائقة الشعرية العربية"، أنه رغم إنتاجه الغزير إلا أنه متفاوت في قيمته، ويُؤخذ عليه تخريب الذائقة الشعرية العربية، وهو كلام مرسل بلا دليل لا يكشف إلا عن طبيعة الصحيفة التي انتظرت رحيله لتهاجمه وتشمت فيه، خاصة بعد أن توسلت إليه ليكتب فيها إلا أنه رفض الكتابة في صحيفة تتبع تنظيما إرهابياً يخرب العقول والدول.

واعتبر كثيرون أن نقد الصحيفة الإخوانية غير بناء ولا يمكن أن يمس قيمة الناقد العربي الكبير د. صلاح فضل، وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم رداً على هجوم العربي الجديد، "لا يحتاج د. صلاح فضل لمن يدافع عنه ففضله على الذائقة الإبداعية والأجيال الجديدة غير محدود، لكن الإخوان وصحفهم كعادتهم لا يكفون عن الشماتة في الموتى، لدرجة أنهم يمولون خبراً للنكاية في عالم جليل ليس إلا لأنه انحاز للتنوير ولفظهم ورفض الكتابة معهم رغم أن العربي الجديد توسلته ليكتب".
ومن المعروف، أن رحلة الدكتور صلاح فضل مع الأدب تتسم بالشمول والتنوع، كذلك فإن عطاءه النقدي يتسم بمعادلة شديدة التوازن والعمق، ما بين الانفتاح على التجارب الجديدة في الكتابة ومناحي الإبداع، وفي الوقت نفسه، إعادة الاعتبار للتيارات الراسخة في التراث العربي باعتبارها حجر الأساس، وأن كل جديد لا يُبنى من فراغ، وفقاً لما كتبته صحيفة "الشرق الأوسط" في نعيها للراحل الكبير صلاح فضل.

ورفد الراحل الكبير الدكتور صلاح فضل المكتبة العربية بعشرات المؤلفات القيمة، في الأدب والنقد الأدبي والترجمة والأدب المقارن، ومنها "من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج" 1974. "تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي" 1980. "علم الأسلوب - مبادئه وإجراءاته" 1984، "بلاغة الخطاب وعلم النص" 1993. "تحولات الشعرية العربية" 2002، "محمود درويش - حالة شعرية" 2010، علاوة على مشاركته في تأسيس مجلة "فصول" للنقد الأدبي، كما اختير عضواً شرفيّاً بالجمعية الأكاديمية التاريخية الإسبانية. وكذلك شارك في تأسيس الجمعية المصرية للنقد الأدبي وعمل رئيساً لها منذ 1989.