الجمعة 27 يناير 2023 / 10:54

إمارات...من ذهب

24 - سليم ضيف الله

جائحة أتت على الأخضر واليابس من أعماق الصين، إلى أدغال إفريقيا، ومن ثلوج غروينلاند إلى صحارى أمريكا الجنوبية، أعقبتها حرب مدمرة لا يبدو أنها ستضع أوزارها قريباً، فأحرقت الضرع والزرع وهددت نصف البشرية بالجوع، وسوء التغذية، في الشطر الجنوبي من الأرض، وألهب حريق الأسعار حمى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في شطرها الشمالي.

في الوقت الذي تكالبت فيه الأزمات على عشرات الدول حول العالم، تواصل سفينة الإمارات الإبحار رغم العواصف والأنواء، فصارعت كورونا، وهزمته، وأمنت الغذاء والدواء، والمأوى، للمواطن والمقيم، برعاية حامي عرينها الذي مسح دمعة الموجوع والخائف بكلمته الشهيرة "لاتشلون هم" فانصرف المواطن، ومعه المقيم، إلى تصريف مشاغله وشواغله، بهمة غير مهموم.

ومضى عام كورونا، ومضت سنة الحرب أو تكاد، ولا العجلة توقفت عن الدوران، ولا العداد توقف عن تسجيل الإنجازات، وتحطيم الأرقام القياسية، وأكثر، ففي الوقت الذي يُمثل فيه تأمين قوت اليوم، طموح الملايين في العديد من الدول، أصبح الحلم بمداعبة النجوم والكواكب "رياضة" شائعة في الإمارات، بين شبابها الحالم بالسفر إلى الفضاء وإلى الكواكب، ما يكشف حجم البون الشاسع بين واقع الإمارات، وأحلام عشرات من الدول الأخرى، التي ولت وجهها شطر أبوظبي، بحثاً عن الاستفادة من دروس القيادة والريادة.

لم تلفت الإمارات نظرها إلى "الجهة الأخرى" فلا ترى ما يجري في عالم اليوم، أو تهتم به، فهي التي تسابق الزمن لغوث الملهوث ونجدة المصاب، من اليمن إلى أفغانستان، ومن غزة والقدس إلى باكستان، سيرت قوافل الإغاثة، وأقرت برامج المساعدة والدعم، واستثمرت هنا وضخت المال هناك، في المستشفيات والمدارس، وفي المصارف وفي المصانع، ولكنها أيضاً مضت في طريقها مصممة على مداعبة الثريا بعد أن حولت ثرى أرضها إلى منجم فرص وذهب.

وبالحديث عن الذهب، شكل إعلان مصرف الإمارات المركزي أمس الخميس، ارتفاع رصيده من الذهب إلى أكثر من 15 مليار دولار، وبنمو فاق 32% في الأشهر الأحد عشر الأولى، من العام الماضي، فرصة متجددة تُثبت بها أبوظبي والإمارات، أن لا حدود للطموحات، والآمال شرط العمل القائم على التخطيط السليم، والمدعوم بقيادة قادرة على التوجيه والإحاطة والدعم، ما يُسهل تجاوز العقبات وتذليل الصعوبات.

إنها قيادة من ذهب، لإمارات من ذهب.