إيرانية تقف على سقف سيارة أمام مواطنين في طريقهم إلى مسقط مهسا أميني.(أف ب)
إيرانية تقف على سقف سيارة أمام مواطنين في طريقهم إلى مسقط مهسا أميني.(أف ب)
الأربعاء 8 مارس 2023 / 09:25

تسميم تلميذات إيران.. فاعل غامض وحراك دولي مطلوب في شهر المرأة

24-زياد الأشقر

سقطت مئات التلميذات الإيرانيات مرضى نتيجة تعرضهن لحالات تسمم، وتشتبه منظمات حقوق الإنسان في أن مجموعات دينية متطرفة وجدت في الجمهورية الإسلامية أرضاً خصبة لها، تقف وراء هذه الحوادث.

تواصل الجمهورية الإسلامية تقويض حقوق النساء ولكن عزم المرأة الإيرانية لن يخبو


وتكهن محللون أن أحد الدوافع وراء التسميم هو زرع الخوف، بحيث لا تحضر الفتيات إلى المدارس، وتالياً يمتنعن عن المشاركة في الاحتجاجات العارمة التي انتشرت في أنحاء إيران منذ سبتمبر (أيلول) 2022.

اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
وكتبت نائبة رئيس قسم الإستراتيجيا والعلاقات الدولية في مؤسسة الدفاع عن الديمقرطيات توبي درويشفيتز والمساعدة في شؤون العلاقات الدولية كاتي رومين في مجلة "ناشيونال إنترست"، أن على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحلفاءها، أن يثيروا هذا التطور المقلق جداً في الاجتماع المقبل للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يبدأ في 14 مارس (آذار).


وأضافتا أن مارس هو شهر النساء. واحتفل بايدن بهذه المناسبة بالدعوة إلى "خلق أمة تعرف فيها كل إمراة وفتاة إن إمكاناتها لا حدود لها في أمريكا".
وتلفت الكاتبتان إلى أن العكس يحدث في إيران.

50 مدرسة
ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، انتشرت مواد سامة، وربما عناصر كيميائية، في أكثر من 50 مدرسة، وتسببت بإصابة ما يربو على ألف تلميذة. وعانت الطالبات من الغثيان والخدر في أطرافهن، وصعوبة في التنفس، وتسارع في دقات القلب، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. ودفعت سلسلة الهجمات بفتيات إلى عدم الحضور إلى المدارس. وقالت معلمة لوسائل الإعلام الإيرانية إن "هناك 250 تلميذة مسجلة في مدرستنا، ولم تحضر منهن سوى 50". ومع ذلك، فإن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، عزا بعض الأعراض التي تعاني منها الفتيات إلى "التوتر"، مندداً بوسائل الإعلام الأجنبية لأنها تثير الذعر.


وتظاهرت عائلات التلميذات احتجاجاً على التسميم، وهتفن: "لا نريد مدارس غير آمنة". وظهر في فيديو تم تسريبه إقدام الشرطة على اعتقال أم بسبب تضامنها مع التلميذات.

احتجاجات
وتأتي حوادث التسميم وسط احتجاجات اندلعت في البلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي، عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، بزعم أنها لم تكن تضع حجابها بطريقة ملائمة. ونددت الاحتجاجات بنظام رجال الدين، وبوحشية القمع الذي مارسه النظام.
وتقول الاستخبارات والقوى الأمنية الإيرانية إنها تحقق في الحوادث. لكن إيران لا تملك سجلاً من التحقيقات ذات الصدقية. وعلى سبيل المثال، ينفي المسؤولون حدوث عمليات اغتصاب في السجون، وبأن تكون طهران قد اعتقلت آلاف المحتجين، وبأن القوى الأمنية قتلت المئات من المتظاهرين السلميين.
وبعد التعرض للتسمم مرتين، وصفت تلميذة أشارت تلميذة إلى روايات متناقضة لإدارة المدرسة. إذ تم إبلاغها بأن "كل شيء على ما يرام، وقمنا بتحقيقاتنا". ومع ذلك، فإن المدرسة قالت لوالدتها إن الدائرة التلفزيونية المغلقة في المدرسة "كانت معطلة منذ أسبوع ولا يمكننا التحقيق في الأمر". وزعمت المدرسة خطأ أن التلميذة لديها مشكلة في القلب، وأن هذا ما سبب لها أعراض الألم.

إنكار طهران
وتلفت الكاتبتان إلى أن الإنكار جزء من طريقة العمل في طهران. في فبراير (شباط)، كشفت وثيقة حكومية إيرانية أن الجمهورية الإسلامية أخفت أن عناصر الحرس الثوري اغتصبوا نساء شاركن في الاحتجاجات. وأشارت إلى "إحتمال تسرب هذه المعلومات إلى وسائل التواصل الإجتماعي وتقديمها بصورة مضللة من مجموعات العدو"، كسبب للاحتفاظ بها سراً.
وفي إيجاز صحافي مؤخراً، أمل الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في أن تجري السلطات الإيرانية تحقيقاً كاملاً في حوادث التسمم".
وترى الكاتبتان إن تاريخ إيران في إخفاء الحقائق، يجعل تحرك أطراف ثالثة في حوادث التسميم ضرورية. ويتعين على الأسرة الدولية إجراء تحقيق ذي صدقية. هناك انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في إيران، كانت السبب في طردها من لجنة الأمم المتحدة حول وضع النساء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي الوقت الذي تواصل الجمهورية الإسلامية تقويض حقوق النساء، فإن عزم النساء في إيران لن يخبو. وخلال إحيائه شهر تاريخ المرأة، أكد بايدن أن الأسرة الدولية يجب أن تتحرك. ودعونا ندعم بنشاط نساء إيران في هذا الشهر –وفي كل شهر.