السبت 13 مايو 2023 / 09:53

ضابط عراقي سابق يكشف دور إيران في غزو بغداد

كشف مدير شعبة أمريكا في المخابرات العراقية، سابقاً، سالم الجميلي، أن إيران شاركت في تسهيل الغزو الأمريكي للعراق، إذ أبرمت مع الأمريكيين عبر السياسي العراقي الراحل أحمد الجلبي تفاهمات تسهل مهمتهم في مقابل عودة المعارضين العراقيين الذين كانت تحتضنهم.

سهّلت إيران مرور أبو مصعب الزرقاوي عبر أراضيها ليوجد في العراق

وقال الجميلي في مقابلة موسعة مع صحيفة الشرق الأوسط إن "إيران أطلقت عبر الجلبي مجموعة معلومات مضللة لتبرير الغزو، واستولت عن طريقه على جزء من الأرشيف العراقي، وبموجب هذه التفاهمات سمحت إيران للطيران الأمريكي باستخدام الشريط الحدودي والمجال الجوي المحاذي للعراق لأغراض عسكرية". وأضاف "لم تستطع المخابرات الأمريكية إيصال الأسلحة إلى جلال طلباني في السليمانية لأنها يجب أن تمر عبر أجواء تركيا أو سوريا أو إيران، فتولى الجنرال قاسم سليماني شخصياً إيصال الأسلحة له".

تغلغل إيران

وأشار الضابط الاستخباراتي إلى أنه في تلك الفترة لم يكن دور قاسم سليماني بارزاً كثيراً، وكانت تدخلات "الحرس الثوري ضعيفة وتقتصر على جنوب لبنان ولم تكن ظاهرة في سوريا أو اليمن، والمد الإيراني بدأ بعد سقوط النظام العراقي". وقال "كنا قد توقعنا ذلك وأبلغنا الأمريكيين في اتصالات أجريناها في محاولة لتفادي الحرب، وقولنا لهم إنكم ستفتحون البوابة لإيران وستتغلغل في المنطقة، ولم يُظهروا اهتماماً بالموضوع وحصل ما حصل".

وتابع الجميلي أن ثأر الإيرانيين من جهاز المخابرات كان رهيباً، وقال "طبعاً كان التنفيذ عبر وكلائهم. قتلوا ما لا يقل عن خمسين من ضباط الجهاز بينهم 14 في وجبة واحدة وفي مقرات سكنهم، اغتالوا طيارين، وقصفوا أهدافاً في إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية، ووصل الأمر إلى حد نبش قبور ضباط استُشهدوا في الحرب".

وأضاف "سهّلت الأجهزة الإيرانية مهمة غزو العراق لكنها تحرّكت أيضاً في اتجاه آخر. قبل الغزو سهّلت هذه الأجهزة مرور أبو مصعب الزرقاوي عبر أراضيها ليوجد في العراق بعد مغادرته أفغانستان، ووجود قيادة القاعدة في إيران لم يعد يحتاج إلى دليل، فقد اغتالت إسرائيل أحد أفرادها هناك".

 

علاقة صدام بالأكراد

وعن علاقات صدام بالزعماء الأكراد في العراق، وهي كانت شائكة وصعبة تخللتها مواجهات واتفاقات وهدنات.
وكشف الضابط العراقي أنه قبل الغزو الأمريكي قامت إيران بتقديم دعم عسكري لطالباني. ووجّه إليه صدام رسالة قاسية نعته فيها بـ"الخائن والعميل"، وسأله "متى تنتهي من هذه العمالة؟"، ورد طالباني قائلاً "لو كان بمقدوري إزاحتكم لفعلت لكنني أخشى أن يكون البديل أسوأ منكم".

وأكد أنه يعرف من يعمل من حزبه مع المخابرات العراقية، وحدد أسماء قائلاً إنهم "يعملون معكم بعلمي"، وقال طالباني لضابط المخابرات "أبلغ الرئيس صدام ما أقوله لك. عشرون يوماً فقط وبعدها سيكون العميل جلال طالباني رئيساً لجمهورية العراق".