زوارق الحرس الثوري الإيراني في الخليج (أرشيف)
زوارق الحرس الثوري الإيراني في الخليج (أرشيف)
الأربعاء 17 مايو 2023 / 13:35

بلومبرغ: استيلاء إيران على سفن تجارية يستدعي عودة أمريكا إلى الخليج

قال القائد الأسبق للقيادة العليا في ناتو جيمس ستافريديس، إن استيلاء الحرس الثوري على ناقلتي نفط ضخمتين كاد يمر دون ملاحظة، وسط الهجوم بطائرات دون طيار على الكرملين، وترقب الهجوم الأوكراني المضاد، والنشاط العسكري الصيني حول تايوان.

لا يمكن التسامح مع إيران لتستولي ببساطة على الشحن التجاري الذي يعمل بشكل قانوني للمساومة على تجنب العقوبات

وكتب في"بلومبرغ" أن بحرية الحرس الثوري احتجزت الناقلة أدفنتدج سويت التي ترفع علم جزر مارشال، والناقلة نيوفي التي ترفع علم بنما، وقادتهما للرسو قبالة سواحل إيران قرب مضيق هرمز في بندر عباس، حيث القاعدة البحرية الرئيسية في الخليج العربي.

الاستيلاء على سفينتين فقط قد لا يبدو أزمة، لكنه قد يكون بداية لدورة تسحب البحرية الأمريكية، مرة أخرى، إلى مهمة محفوفة بالمخاطر لحماية الشحن التجاري في الخليج من العدوان الإيراني.

بيان طهران

أصدرت حكومة طهران بياناً زعمت فيه أن أدفنتدج سويت التي استولت عليها في 27 أبريل (نيسان) اصطدمت بسفينة أخرى. ولا يكشف تحليل نظام التتبع العالمي للسفن أي اصطدام، كما أن مالكيها ينفون الأمر. وكانت السفينة تحمل النفط الخام من الكويت لصالح شركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون.

ويبدو أن هذا الاستيلاء هو الرد الإيراني على الحجز المشروع، بسبب انتهاكات العقوبات، للخام الإيراني في سفينة سويس راجان قبالة سواحل سنغافورة. ومن المرجح أن إيران تحاول  التفاوض على الإفراج عن أدفنتدج سويت مقابل نفط سويس راجان.

أضاف الكاتب أن قضية الاستيلاء على نيوفي في 3 مايو (أيار) أكثر ضبابية، ويبدو أنه كان وسط نزاع ناجم عن عمليات نفطية في سوق الظل. زعمت إيران أن المصادرة كانت استجابة لأمر محكمة في طهران بسبب خلاف تجاري.

مهما كانت أسباب الخطوتين، فقد رأى العالم خطة اللعب هذه من قبل.

في اجتماع عقدته أخيراً شركة الشحن اليونانية أوناسيس، والكاتب عضو في مجلس إدارتها، كان مديرو العمليات يتابعون عن كثب ما سيعتبره البعض قرصنة. بالإضافة إلى ذلك، استولت إيران في مايو (أيار) الماضي على الناقلتين اليونانيتين، برودنت ووريور ودلتا بوسايدون، واحتجزتهما حتى نوفمبر (تشرين الثاني). كان ذلك بالتأكيد انتقاماً من ضبط الحكومة اليونانية نفطاً إيرانياً من سفينة  لانا، في المياه اليونانية. 

تكتيك معتاد

استخدم الإيرانيون هذه التكتيكات مراراً طيلة عقود كلما استاؤوا من الأحداث العالمية أو غضبوا من العقوبات على عملياتهم في أي مكان في العالم.

وعادة ما يكون الاستيلاء مصحوباً بتهديدات "بإغلاق" مضيق هرمز في جنوب الخليج والذي يمر عبره ما يقارب 40%  من نفط العالم.

وخلال مسيرته في البحرية، أمضى ستافريديس سنوات عدة في دوريات بحرية في الخليج العربي وشارك في عمليات متعددة شملت إيران، بينها عملية إرنست ويل الطويلة.

وحسب الكاتب، تضمنت المهمات إعادة رفع الأعلام الأمريكية على السفن التجارية الكويتية، لمرافقتها محملة بالكامل من الكويت إلى الطرف الجنوبي للخليج والخروج معها عبر مضيق هرمز إلى بحر العرب. في نهاية المطاف، نفذت البحرية الأمريكية هجمات ناجحة عدة على سفن إيرانية عرفت العملية بـ"السرعوف المصلي" رداً على عمليات الإيرانيين في الخليج والتي تراوحت بين مصادرة السفن التجارية، وتلغيم المضيق.

 الرد الدولي

يعتقد ستافريديس أن مساراً تصادمياً مماثلاً قد يظهز مجدداً. إذا استمرت إيران في الاستيلاء على السفن التجارية دون عقاب ودون أي مبرر، وسيتعين على المجتمع الدولي الرد.

تتمركز السفن الحربية للأسطول الخامس الأمريكي في البحرين لمواجهة هذا النوع من الطوارئ، وتشمل الطرادات والمدمرات ذات الصواريخ الموجهة، وحاملات الطائرات النووية بطريقة متناوبة، وكاسحات الألغام متوفرة إذا لجأ الإيرانيون إلى الألغام البحرية.

وللقوات الجوية وجود قوي في الخليج في قاعدة العديد في قطر، وهي أكبر تمركز عسكري أمريكي في الشرق الأوسط وموطن الجناح الجوي الاستكشافي 379.

كثيراً ما ينشر حلفاء أمريكا سفناً حربية في المنطقة، ومن المحتمل أنهم مستعدون للمشاركة في قوافل للحماية حسب الحاجة، خاصة البريطانيين الذين لديهم خبرة طويلة في المنطقة. وهناك أيضاً مقر مجموعة استكشافية للقوات الجوية الملكية قرب العديد وتعمل باستمرار مع القوات الأمريكية هناك.

من المهم دائماً ترك مجال للدبلوماسية لتلعب دوراً أكبر بقليل، ولكن لا يمكن التسامح مع إيران لتستولي ببساطة على الشحن التجاري الذي يعمل بشكل قانوني للمساومة على تجنب العقوبات.

كلما أسرعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في نقل هذه الرسالة بشكل مباشر وواضح إلى طهران، كان ذلك أفضل. وإلا، يختم ستافريديس مقاله، فقد تكون هناك عودة إلى عمل قوافل الحماية مرة أخرى في الشرق الأوسط.