الرئيس الأمريكي جو بايدن (أف ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أف ب)
الثلاثاء 23 مايو 2023 / 13:20

فرصة أمام بايدن والكونغرس لوضع سياسة جديدة للتعامل مع إيران

24-زياد الأشقر

تفتقر إدارة الرئيس جو بايدن التي تتولى السلطة منذ عامين، إلى سياسة مع إيران في 2023، بينما تتحرك طهران في أكثر من اتجاه، ولا تقف مكتوفة الأيدي.

لدى إدارة بايدن والكونغرس خيارات، أحدها اعتماد السياسة الأمريكية مع الصين، نموذجاً.

ويقول الكاتب في "ذا هيل" الأمريكي جيسون م. برودسكي، إن إيران تسلح روسيا بالطائرات دون طيار لاستخدامها ضد بلد مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، والإجماع بين دول خمسة زائد واحد، الذي أفرضى إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لم يعد موجوداً، ولا المساومات التي أدت إلى اتفاق 2015.

هذه الاتجاهات والاقتراب السريع من أكتوبر (تشرين الأول) موعد رفع القيود التي وضعها مجلس الأمن في قراره رقم 2231، على البرنامج الصاروخي لإيران، عند المصادقة على خطة العمل الشاملة المشتركة، يحتمان إعادة مراجعة السياسة الأمريكية الأوسع مع إيران، وأن الطريقة الأفضل للبداية تكمن في تشكيل لجنة من الحزبين لتقديم المشورة  من أجل استراتيجية مستدامة.

الامتثال المتبادل


استهلت إدارة بايدن عهدها في البيت الأبيض بالتركيز على العودة إلى امتثال متبادل الاتفاق النووي، مع تعهد باستخدامه منطلقاً نحو اتفاق أوسع. وأبدى الكثير من المحللين، وبينهم كاتب هذه السطور، شكوكاً في إحياء هذا الاتفاق، وأكدوا أن الديبلوماسية وحدها، دون خيارات إكراهية ذات مصداقية، ستفشل. وتبين أن ذلك كان صحيحاً.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، سُرب تسجيل لبايدن يقول فيه إن الإتفاق النووي مات"لكننا لن نعلن ذلك". ومع ذلك، فإن التردد في الإعلان رسمياً عن انتهاء الاتفاق معطوفاً على رفض إعلان الرئيس سلسلة إجراءات ملموسة في  السياسة مع إيران منذ توليه منصبه، أدى حكماً إلى إثارة انتقادات، وارتباك. ولا يمكن التغاضي عن لوم  الكونغرس أيضاً، فهو لم يعقد جلسة واحدة علنية للتركيز على إيران، منذ استماعه إلى الممثل الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي في مايو (أيار) 2022، رغم التغييرات السريعة في المشهد. وفي نهاية المطاف، كان هناك الكثير من الصمت أكثر من الجوهر  من واشنطن عن إيران.

خيارات


يلفت الكاتب إلى أن لدى إدارة بايدن والكونغرس خيارات، أحدها اعتماد السياسة الأمريكية مع الصين، نموذجاً. وللمفارقة، فإن المشرعين الأمريكيين يتوصلون بسهولة إلى اتفاق بين الحزبين لمواجهة التهديد من بكين، والذي يعتبر التحدي الاستراتيجي الأخطر الذي تواجهه واشنطن، أكثر مما يفعلون مع إيران. وأخيراً ألف مجلس النواب لجنة مختارة تختص بالتنافس الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني. لتطوير نهج شامل للحكومة إطاراً لتوجيه السياسة الأمريكية.


وعلى نحو مماثل، اقترح أعضاء في مجلس الشيوخ إنشاء لجنة للاستراتيجية الكبرى عن الصين بمهمات مشابهة. وإذا تشكلت ستضم 20 عضواً، ورئيسين مشاركين يختارهم الكونغرس والرئيس، مع فرع تنفيذي من ستة أعضاء، وسناتورين ونائبين، وخمسة أعضاء من القطاع الخاص.
ويتعين تطوير هذا النوع من الإطار مع إيران. لجنة مختارة من الحزبين وتضم أعضاء من مجلسي الكونغرس لتوجيه السياسة الأمريكية لمواجهة إيرانعلى نحو شامل، الشؤون النووية وغير النووية. كما يتعين استشارة خبراء وناشطين، بمن فيهم الجالية الإيرانية الأمريكية، التي أثبتت درجة غير مسبوقة من الفعالية، عن إيران وسط التظاهرات التي نظمت العام الماضي.

الديبلوماسية المنهارة


وخلص الكاتب إلى أن ثمة درساً أساسياً يتعين استخلاصه بعد انهيار الاتفاق النووي، وهو أن الإخفاق في الانخراط في العمل السياسي في واشنطن قبل إلزام الولايات المتحدة بإتفاقات دولية رئيسية، هو بمثابة وصفة للديبلوماسية المنهارة. وأدى ذلك إلى تبادل الاتهامات المعتادة في خضم الجدل حول إيران، وإطلاق شعارات دون استراتيجية.

إن  لإدارة بايدن والكونغرس فرصة لإعادة تصويب السياسة مع إيران. وعليهما انتهازها.