رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
الثلاثاء 23 مايو 2023 / 18:33

هل تُفعّل إسرائيل الخيار العسكري ضد إيران؟

رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن إيران تواصل تعزيز علاقاتها في المنطقة رغم جهود إسرائيل لـ"تطويقها"،وتبذل جهوداً لربط الساحات ضد إسرائيل، معتبرة أن ذلك نتيجة لتراجع قبضة الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات عنها، الأمر الذي يُعزز أكثر من أي وقت الحاجة إلى وضع الخيار العسكري على الطاولة.

 

قالت يسرائيل هيوم في تحليل تحت عنوان "الحرب الدبلوماسية الكبرى.. إيران وإسرائيل تناضلان من أجل قلب الشرق الأوسط المتغير"، إن إسرائيل لم تعد تلعب وحدها على خريطة آسيا الوسطى، ففي الأشهر الأخيرة تخرج إيران ببطء من الحظر المفروض عليها من خلال خلق شراكات استراتيجية مع روسيا والصين وبعض دول المنطقة.


سياسة التطويق

وأوضحت أن سياسة التطويق التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والأحزاب السياسية في إسرائيل، بدأت في عام 2009 بهدف عزل إيران سياسياً والضغط عليها اقتصادياً وخلق مقاومة من الداخل الإيراني لإسقاط النظام الذي يسعى إلى تدمير إسرائيل، معلقة: "لم يكن ذلك كافياً لردع  النظام الإيراني".
ولفتت "يسرائيل هيوم" إلى أن المسؤولبن السياسيين السابقين يوجهون اللوم تجاه الوضع الجديد الذي نشأ أمام الأعين بسبب الولايات المتحدة وتخفيف قبضتها على المنطقة، مستطردة: "الشيء الوحيد المتبقي على الطاولة هو التهديد العسكري الذي يمكن أن يبطئ إيران".
وتابعت: "وزارة الخارجية لا تقول إنها يئست، فمنذ أن تولى إيلي كوهين منصب وزير الخارجية، سعى لمواصلة قيادة الجهود الدبلوماسية لعزل إيران، وقبل شهر واحد افتتحت أذربيجان سفارة في إسرائيل، وبعد ذلك مباشرة، سافر كوهين إلى تركمانستان لافتتاح سفارة على بعد 20 كيلومتراً فقط من الحدود الإيرانية".

 

 


تحدي العقوبات

ويقول رئيس قسم أوراسيا وغرب البلقان في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال فوكس: "في وزارة الخارجية، حددنا الوضع والفرص، ووزير الخارجية يولي أهمية كبيرة لمنطقة أوراسيا، ونحن في خضم جهود لتحقيق اختراقات جديدة في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا استمرار مباشر للاتفاقات الإبراهيمية التي أوجدت واقعاً جديداً تجاه العرب، وتابعت: "النظام الإيراني الذي كان حتى الآن يراقب إسرائيل بلا حول ولا قوة، بات يشن هجوماً سياسياً متكرراً بتحدي نظام العقوبات ضده".


وكلاء إيران

وبحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن هذا هجوم سياسي متبادل، إسرائيل لا تلين في جهودها، ومن ناحية أخرى، لم تعد إيران تقف على الهامش، كما أنها تحاول خلق "طوق عسكري" حول إسرائيل من خلال تفعيل ودعم تنظيم حزب الله اللبناني، وحركة الجهاد في غزة، والمليشيات الأخرى في لبنان، وبذلك أصبحت لاعباً دبلوماسياً قوياً.

 


المصالحة

وقالت سيما شين، رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن هناك عملية إيرانية واسعة تجاه المصالحة الإقليمية، لافتة إلى أن إسرائيل لا تستطيع إيقاف هذه العملية لأنها تعكس مصالح كل الأطراف فيها. ولم يختلف رأي مئير بن شبات، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي ورئيساً لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عن حديث شين، حيث أشار بأصابع الاتهام إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلاً: "لم تكن القيادة في إيران تحلم بوقت أكثر ملاءمة من الوقت الحالي، لتسير دون عوائق نحو تعزيز موقفها السياسي وجهودها في المجال النووي".