راجمات صواريخ لحزب الله على الحدود مع إسرائيل (أرشيف)
راجمات صواريخ لحزب الله على الحدود مع إسرائيل (أرشيف)
الخميس 25 مايو 2023 / 20:40

هل استعدت إسرائيل لإحباط خطط إيران وحزب الله؟

أثنى الكاتب الإسرائيلي آري شافيت على الحياة في إسرائيل "بسبب القدرة الرائعة على العيش على الحافة"، لافتاً إلى أن هذه القدرة مصدر قوة إسرائيل، ولكن "هناك لحظات قد تصبح فيها الجنة التي أنشأناها على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، جنة حمقى".

قد لا يكون نصر الله مهتماً بالحرب، لكنه أقل خوفاً من التصعيد،

وقال شافيت في مقال بموقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي بعنوان "إسرائيل غير مستعدة لخطط إيران الحربية"، إن في أواخر 2005  وصلت رسالة غير عادية إلى رئيس الوزراء يومها، أرئيل شارون، بتحذير من طريقة  استعداد الجيش الإسرائيلي لصراع محتمل على الحدود الشمالية، ومع ذلك، انشغلت إسرائيل بقضية اعتبرها الكنيست أكثر أهمية.
وبعد هذا التحذير،  اندلعت حرب لبنان الثانية، وكان يمكنا إنقاذ أرواح وتعزيز أمن إسرائيل لو أخذت التحذيرات على محمل الجد.

 

حرب كبرى

في مايو (أيار) الجاري، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أهارون حليفا: "حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني يقترب من ارتكاب خطأ قد يؤدي بالمنطقة إلى حرب كبرى". وفي الوقت نفسه قال رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي: "هناك تطورات سلبية في الأفق قد تؤدي إلى تحرك ضد إيران".
وخارج إسرائيل، قال رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي، إن إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون أشهر، ويدعم هذه الأمور الصعبة تطوران جديدان، استفزازات حزب الله قرب الحدود الشمالية، وكشف المنشأة النووية الإيرانية تحت الأرض قرب نطنز.


سيناريو متكرر

وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل تُكرر ما حدث في 2005، بالاهتمام بأمور أخرى على حساب وضع استراتيجي يزداد سوءا، مستطرداً، أن "الوضع الاستراتيجي يزيد سوءاً بالفعل، فبعد سنوات تمكنت فيها إسرائيل والولايات المتحدة من تأجيل التسلح النووي الإيراني، تقترب لحظة الحقيقة، هذا هو السبب الذي جعل رئيس الأركان الإسرائيلي، ورئيس الأركان الأمريكي يتحدثان بهذه الطريقة".


إيران وحزب والله

وتابع "بعد عقد من العزلة الشديدة لإيران، أصبحت قوة إقليمية قوية ومعترفاً بها، وأقامت تحالفات مقلقة مع الصين وروسيا، وبعض العلاقات المزعجة مع دول عربية، إضافة إلى القواعد الصاروخية والطائرات دون طيار التي تحيط بإسرائيل والتي تزيد إحكاماً".

وفي نفس الوقت، لا يبدو  أن حسن نصرالله مثل البارحة، فكانت هناك محاولة خطيرة على مفترق مجدو في مارس (أذار) الماضي، وأطلقت الصواريخ من جنوب لبنان في عيد الفصح اليهودي، و المعنى واضح، وهو أن الردع الإسرائيلي آخذ في التآكل، وزعيم حزب الله مستعد للمخاطر التي تجنبها في الماضي.
وتابع الكاتب "قد لا يكون نصر الله مهتماً بالحرب، لكنه أقل خوفاً من التصعيد، ليس مستحيلاً بعد ربع قرن من الخطاب الشهير الذي تحدث فيه عن شبكة العنكبوت، أن يبدأ الاعتقاد أنه ربما كان على حق"، وتساءل الكاتب "هل هذه هي الحكومة التي ستعرف كيف تمنع الحرب، إن أمكن، وتديرها، إذا لم يكن هناك خيار؟ هل الروح الإسرائيلية الحالية هي تلك التي نحتاجها لمواجهة لحظات تاريخية من الحقيقة واختبارات وطنية عليا؟".
واستطرد  "هناك قدرة إسرائيلية على العيش على الحافة، فهي مصدر قوة، ولكن قد تنهار الجنة، كما في صيف 1973، ويجب أن نتأكد حتى لا يكون الأمر كذلك في صيف  2023".