جانب من المشاركين في الندوة عن "الترجمة والتأويل" في الرباط (فيس بوك)
جانب من المشاركين في الندوة عن "الترجمة والتأويل" في الرباط (فيس بوك)
الثلاثاء 6 يونيو 2023 / 13:25

في معرض الكتاب بالرباط.. مثقفون عرب يدعون إلى ترجمة خلاقة

طالب مثقفون مغاربة وعرب في الرباط بأن تكون الترجمة "خلاقة" قريبة من لغة المتلقي وثقافته لا مجرد نقل "بأمانة" لنص أو خطاب.

 وقال الروائي المغربي محمد الشيكر في ندوة عن "الترجمة والتأويل" على هامش الدورة الثامنة والعشرين لمعرض الكتاب والنشر الدولي بالرباط: "الترجمة ليست مجرد نقل لنص أو خطاب أو مدونة ما.. من لغة إلى أخرى، كما أنها ليست مجرد تراوح بين لغتين".
ومضى بالقول: "كل ترجمة خلاقة إنما هي عملية استضافة للنص الذي يترجم إلى لغة أخرى".
وأضاف أن الترجمة الخلاقة "هي الترجمة التي تجعل النص قريباً من لغة المتلقي، ولكن كما هو بغيريته وغرابته".
واعتبر شيكر أن "الترجمة الخلاقة هي الترجمة التي تزيح المترجم نفسه وتزيح القارئ الذي يتلقى الترجمة عن هويتهما وثقافتهما، وتجعلهما قريبين من النص في لغته الأصلية وفي ثقافته".
وقال الشاعر والمترجم الفلسطيني سامر أبوهواش في الندوة التي عقدت الليلة الماضية: "النص المترجم متقن لدرجة.. لا يعرف بأنه نص مترجم، وبذلك تحقق الغاية والمراد، إذ تعاود إنتاج النص كأنك تكتبه لأول مرة".
كما تحدث عن رأي الجاحظ، أحد كبار الأدباء في العصر العباسي، في الترجمة في كتاب "الحيوان" حيث اعتبر من الاستحالة ترجمة الشعر العربي "بسبب إعجازه" في الأوزان والقوافي، فلو نقله إلى لغة أخرى "يفقده إعجازه".
كما تحدث عن المترجم الإنجليزي وليام تيندال الذي أعدمته الكنيسة في 1536 لترجمته الكتاب المقدس إلى الإنجليزية "بسبب (الهرطقة) الكلمة الفضفاضة التي علق الآلاف بسببها على الصليب، والتي توازي كلمة الكفر بالترجمة وتجعلهما جريمة واحدة".
وأضاف "إشكالات نقل الكلمات كبيرة لأن كل كلمة في لغتها الأصلية لها ذاكرة مثقلة بالمعاني والرموز والمرجعيات الفكرية، وحين ننتقل من نص إلى لغة أخرى تفرض هذه الإشكالات على المترجم أن يكون مؤولاً".

 إشكالية الترجمة

وتناول الناقد المغربي عبداللطيف محفوظ دلالة وقيمة الألفاظ داخل اللغة وقال: "الترجمة تصير إشكالية في بعض الحالات  للغات أخرى لا تملك نفس الروح ونفس الشكل".
وضرب مثلاً بكلمة "الخوف" في العربية ومرادفاتها مثل "هاب" التي لا نستعملها إلا إذا كنا أمام ذات اعتبارية سامية إنسانية، وخشي وتوجس وغيرها".
كما أعطى أمثلة من ترجمات مختلفة لنصوص الأديبين اللبنانيين ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران "فحتى وإن ترجم المعنى بطريقة مختلفة عما أنتجه صاحب النص، وأفقد النص الأصلي بعض المعاني. لكن قد يضيف إلى النص المنقول معاني أخرى أكثر عمقاً واتساعاً".
وقال الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن المتخصص في التراث العربي الإسلامي إن الترجمة هي مدخل للإبداع، وعاب على التراث الإسلامي الفلسفي "أنه ظل متحجراً ويكرر ما أنتجه أرسطو واليونانيون".
وتابع حتى "الفلاسفة العرب الذين يترجمون لفلاسفة الحداثة، هناك اتفاق بينهم أن الترجمة إبداع وتحرر".