عبير البريكي (من المصدر)
عبير البريكي (من المصدر)
الأربعاء 20 ديسمبر 2023 / 17:53

عبير البريكي لـ24: الأدب يشكل العقول ويرسم الخيالات

أكدت الكاتبة والشاعرة الإماراتية عبير البريكي "أن الترجمة خيانة للنص كما يقال، لكنها وسيلة للمثاقفة والتأثر والتأثير بين الثقافات، وسفر الأدب ضرورة لخلق هذه المثاقفة والتواصل مهما اعترى النص من تغيير".

الترجمة وسيلة للمثاقفة والتأثر والتأثير بين الثقافات

تظل الترجمة وسيلة متاحة لسفر الأدب وتحريكه، ونقله من الجمود والمحدودية، والانغلاق على ذاته

وفي حوار خاص لـ24 أضافت "إن خلق نص مماثل بلغة بديلة يكاد يكون ضرباً من المستحيل، ذلك أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل فكر وحياة وطرق تفكير، ويزيد الأمر صعوبة عند ترجمة الشعر، فلغة الشعر موحية موشاة بالخيال، لكن تظل الترجمة وسيلة متاحة لسفر الأدب وتحريكه، ونقله من الجمود والمحدودية، والانغلاق على ذاته، وفي سفره تأثير في الآخر، وهذا التأثير المغاير قد يولّد نتاجاً أدبياً جديداً لدى تلك الشعوب، وهنا يكمن جمال المثاقفة، وعلى سبيل المثال، توفيق الحكيم تأثر بلوحة فنية في متحف اللوفر، فأبدع مسرحية جميلة نتيجة ذلك، وهكذا تصنع الترجمة".
وحول مشاركتها في الموسم السادس من مسابقة شاعر المليون، قالت: "كل حدث ثقافي أو شعري هو إثراء مهم لتجربة الشاعر، من خلال التقائه بشعراء آخرين، واختباره لمواقف عدة وأحداث جديدة، تنشئها هذه البرامج التي تجمع شعراء من عدة دول عربية، كما أن الزخم الإعلامي الذي يرافق هذه البرامج يصب في مصلحة الشعراء ونقل تجاربهم للمتلقي بشكل أفضل، ومن أهم ما تفرزه هذه البرامج، هو خلق نوع من التواصل القوي بين شعراء الوطن العربي، وهو أمر مهم جداً، ووسيلة ممتازة لتقوية الأواصر وإنشاء أنواع من التعاون والمشاركة في أعمال ناجحة"، مؤكدة أن هذه "البرامج تصقل تجربة الشاعر من خلال محك التحدي الذي يضع نفسه فيه فيشكل حافزاً قوياً للكتابة والإنتاج الشعري".
وبالنسبة لنشاطها على وسائل التواصل ذكرت "الميديا" اليوم أصبحت في يد الشاعر، يوظفها في نقل تجربته وعرضها، وهذا ييسر الوصول والتواصل مع المتلقي، دون اللجوء للقنوات الإعلامية التقليدية التي كانت تسلط الضوء على من يستطيع الوصول لها فقط، فقنوات "الميديا" اليوم تنوعت، وأصبح استخدامها نوعاً من الابتكار الذاتي للشاعر، ومن خلالها يتمكن من اختيار طرق التواصل مع الجمهور بشكل مباشر، وهذا يلقي بالمسؤولية كاملة على عاتق الشاعر، فهو رقيب نفسه كلياً، وبالتالي يعرض نتاجه الشعري وفق فلسفته الخاصة وبصمته الذاتية.

وعن اهتمامها بأدب الطفل، قالت: "معنية بأدب الطفل من خلال دراسته، وخوض تجربة الكتابة له، فقد قمت بعمل استقرائي لعدد كبير من النتاج الأدبي الموجه للطفل، وسلطت الضوء عليه بطريقة ناقدة، ولي تجارب في الكتابة للطفل، مع إيماني بصعوبة ذلك، فالكتابة للطفل مخاطرة ومسؤولية يجب أن يرافقها وعي كبير بأهميتها وضرورة الحذر من خلالها، فالأدب يشكل العقول ويرسم الخيالات ويؤثر بشكل عميق، لذلك تعج الساحة الأدبية بكثير من الأعمال المتباينة بين الغث والسمين، لذا لابد من الاهتمام بشكل أكبر، فهذه وسيلة تربية مؤثرة جداً، وبالنسبة لأعمالي القادمة فهي رهن لحالة تجلٍّ وإلهام".

ضيفة الحوار

يشار إلى أن عبير البريكي كاتبة وشاعرة إماراتية، تحمل درجة الماجستير في الأدب، وبكالوريوس علوم إنسانية واجتماعية من جامعة الإمارات، لها عدة إصدارات منها كتاب "نفحات من وحي الخاطر" الذي أصدرته وهي على مقاعد الدراسة الجامعية، وكتاب "متكا قلب" وكتاب "تراتيلي" عام 2014، كما صدر لها ديوان شعر شعبي صوتي بعنوان "صنعة ظبي"، وترجمت بعض قصائدها إلى اللغة الإسبانية والفرنسية والإنجليزية، وكانت لها صفحة ثابتة في مجلة بيت الشعر لمدة عام.
ونشرت مجموعة كبيرة من المقالات والقصائد والخواطر والرسائل في دوريات محلية وخارجية كجريدة الاتحاد والرؤية ومجلة جواهر والمرابع وجريدة الجزيرة وكثير من الدوريات الخليجية والعربية والصحف الإلكترونية، كما صدرت لها مسرحية اجتماعية حول قضية المخدرات وتم تنفيذها على المسرح، وكتبت عدة سيناريوهات، لمشاهد تمثيلية تم أداؤها لاحقاً، وشاركت في لجان تحكيم مسابقات ثقافية عديدة، كما حصلت على جوائز أدبية عدة في مجال الشعر والقصة، وقدمت عدداً من الأمسيات داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية وصحفية.
وشاركت عبير البريكي في عدة مهرجانات منها مهرجان الشارقة للشعر الشعبي 2014، وملتقى عمان الشعري 2015، وكذلك شاركت في مسابقة شاعر المليون الموسم السادس، وهي تمارس الكتابة بكل قوالبها منذ أكثر من 15 عاماً، وهي كاتبة نشطة في برامج "السوشيال ميديا" ومهتمة بأدب الطفل.