الخميس 28 ديسمبر 2023 / 08:39

19 قاعدة عسكرية في «باب المندب» بلا فائدة!

بلال الدوي- صحيفة الوطن المصرية

انشغلت مراكز الفكر والأبحاث فى جميع دول العالم بالبحث عن إجابة على السؤال الذى يتردد على ألسنة الصحافيين والإعلاميين والسياسيين والمسئولين منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة فى (٧ أكتوبر) وهو: هل ستتسع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط لتشمل دولاً أخرى؟.

بمعنى آخر: هل ستتسع المواجهات لتمتد لدول الجوار؟ أو بمعنى آخر: ما هو رد فعل الميليشيات المسلحة التى تصف نفسها بأنها (محور المقاومة) تجاه الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة؟.. للرد على هذه الأسئلة -تحديداً- يجب علينا الرجوع للوراء قليلاً ورصد الأوضاع فى المنطقة قبل (٧ أكتوبر) لمقارنتها بالأوضاع الآن.
(قبل ٧ أكتوبر) كانت الأوضاع كالآتى: «إسرائيل» تسمح بتسهيل مرور الأموال إلى حركة حماس شهرياً ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو -شخصياً- يشدد على ضرورة استمرار وصول الأموال لحركة حماس بعد تقارير رسمية من الجهات المعنية فى تل أبيب تؤكد أن: حركة حماس حريصة على السيطرة على قطاع غزة ومنشغلة بالهيمنة على القطاع وتعمل على استمرار الوضع كما هو.. التوافق بين إسرائيل ولبنان -بعلم وموافقة وتأييد ومباركة من «حزب الله»- على تقسيم الغاز فى المياه الإقليمية فى البحر المتوسط بعد وساطة فرنسية مع الاتفاق على قواعد اشتباك بين إسرائيل وحزب الله فى مسافة تتعدى (٤٠) كم.. إعلان «أمريكا» عن فقدان أسلحة حديثة فى اليمن بقيمة (٥٠٠) مليون دولار كانت قد أعطتها للحكومة اليمنية لكن بعد مدة قليلة أعلنت أنها قد وقعت فى يد الحوثيين.. وصول عدد القواعد العسكرية فى مضيق باب المندب إلى (١٩) قاعدة للدول الكبرى ومنها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا والصين وإسرائيل واليابان وتركيا، وهذه القواعد تتركز فى (إريتريا وجيبوتى والصومال)، وهذه الدول تتحمل تكلفة القواعد العسكرية بمليارات الدولارات التى تضم دبابات وطائرات ومضادات طائرات ومدفعية ورادارات ومطارات، وهدف هذه القواعد العسكرية حماية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية التى تهم كل دول العالم.
(بعد ٧ أكتوبر) إسرائيل ترفع شعار: نريد القضاء على حكومة حماس والعودة للسيطرة على قطاع غزة.. حزب الله يعلن الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل فى ثانى أيام اعتداءاتها على قطاع غزة وتحديداً يوم (٨ أكتوبر) لكن بلا أنياب حقيقية وكل ما قام به هو ضرب أعمدة الكهرباء والاتصالات الموجودة فى صحراء منطقة قواعد الاشتباك.. «الحوثيون» فى اليمن الذين يبعدون عن إسرائيل مسافة (٤٤٠) كم أطلقوا صواريخ طائشة قالوا إنها على إسرائيل لكنها سقطت فى صحراء نويبع المصرية وصحراء الأردن رغم أن جزيرة دهلك الإريترية بها قاعدة عسكرية إسرائيلية وتبعد عن الحوثيين مسافة لا تتعدى (٣٣) كم، فإذا كان «الحوثيون» جادين لمواجهة إسرائيل أليس من الأولى أن يستهدفوا القاعدة العسكرية القريبة منهم؟ لكن إسرائيل أكدت فى بيان رسمى أنها لن ترد إلا فى الوقت والمكان المناسبين رغم أن لديها قاعدة عسكرية قريبة من مواقع الحوثيين بمسافة (٣٣) كم.. «أمريكا» تعلن عن تشكيل تحالف دولى لحماية حركة التجارة الدولية فى «مضيق باب المندب» من مشاغبات «الحوثيين» رغم وجود الـ(١٩) قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، إذن ما فائدة القواعد العسكرية الكامنة على شواطئ البحر الأحمر؟ لماذا تنفق الدول الكبرى مليارات الدولارات فى هذه القواعد لصد أى أضرار تمنع التجارة الدولية وحينما تقع الأضرار يقفون متفرجين ويظلون يلهثون وراء تحالف دولى بلا قيمة؟
على ما يبدو أننا أمام صفحة جديدة من (لعبة تقسيم الأدوار) فى منطقة الشرق الأوسط، وأصبح الهدف واضحاً جداً أمامنا، هم يريدون عدم استقرار وإحداث قلاقل فى المنطقة بالتعاون مع عدد من (الفاعلين من غير الدول)، يريدون تحقيق أكبر استفادة لإسرائيل وتوسعها وسيطرتها على أراضى قطاع غزة وتهجير أهالى القطاع على حساب دول أخرى.