فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية (أرشيفية)
فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية (أرشيفية)
الأربعاء 3 يناير 2024 / 15:11

"ترويدة الشمالي".. الفن عندما يصبح لغة بين الأسرى وعائلاتهم

على وقع القصف المأساوي في قطاع غزة، تُرافِق المشاهد الدموية المنتشرة عن الحرب مؤخراً، أغنية بكلمات رغم غرابتها تحمل الهم والمأساة والحزن والرثاء والشوق الفلسطيني.

ففي ذاكرة اللجوء، عانى الشعب الفلسطيني أشكالاً استعمارية عديدة، وبالرغم من تعددها، اعتاد الفلسطينيون الصمود بوجهها بكل ما يملكون من أدوات، وكان الفن خير وسيلة.
وفي الطريق لطرح الظلم الواقع، أنتجت هذه الذاكرة الكثير من الفنون الفلكلورية الفلسطينية، وإحدى هذه الأغنيات تُعرف بـ "ترويدة الشمالي" وتعرفُ أيضاً بالملولة، وهي جزء من الأغنية التراثية التي غنتها السيدة الفلسطينية الحرة لأسراها.


وهو نوع من الفلكلور الفلسطيني كلماته بنيت على أساس أن تبدو كشيفرة، لكن في حقيقة الأمر أن تلك الكلمات غير المفهومة، هي لغة تم اختراعها حتى لا يستطيع المستعمر البريطاني الذي يفهم بعض الكلمات العربية أن يفهمها.

شيفرة الأسرى

 وباتت اللغة للتحدث مع الأسرى، تقوم على أساس قلب الحرف الأخير من كل كلمة وإضافة حرف اللام في نهايتها، واستمر التعامل بتلك الترويدة حتى بعد النكبة، وإلى الآن يوجد كثير من سكان المخيمات لا يزالون يجيدون التحدث بتلك اللغة بطلاقة.
واستخدمت أمهات الأسرى هذه الكلمات لتبشير المعتقلين الفلسطينيين في السجون البريطانية باقتراب خلاصهم، إذ أعادت الحرب الأخيرة على غزة ذكرى هذا الفن إلى الساحة، لكن هذه المرة بوقع أقسى وأشد كارثية.

ومع اندلاع الحرب على غزة مرة أخرى، انتشرت هذه الأغنية بشكل ملحوظ عندما أعادت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية أداءها، كصورة لرفض الحرب.