بيلاوال متحدثاً من على سطح نفس الحافلة التي اغتيلت عليها والدته قبل 7 أعوام(أ ف ب)
بيلاوال متحدثاً من على سطح نفس الحافلة التي اغتيلت عليها والدته قبل 7 أعوام(أ ف ب)
الأحد 19 أكتوبر 2014 / 00:51

باكستان: الظهور الأول للابن الوحيد لبينظير بوتو على الساحة السياسية

قال الابن الوحيد لرئيسة الوزراء الباكستانية التي اغتيلت، بينظير بوتو، أمام مئات الآلاف من المؤيدين، اليوم السبت، إنه سيقاتل من أجل النهوض بحزبه، في ظهور استهدف الإشارة إلى البداية الرسمية لمشواره السياسي.

في دلالة رمزية لا تخلو من مغزى وقف بيلاوال على سطح نفس الحافلة التي اغتيلت عليها والدته قبل 7 أعوام في هجوم بالأسلحة والقنابل

وصرّح بيلاوال بوتو زرداري (26 عاماً)، أمام تجمع حاشد في مدينة كراتشي الساحلية، والتي يقطنها 18 مليون نسمة: "الشعب هو مصدر قوتنا".

وأضاف: "إذا أردتم إنقاذ باكستان، فإن المبدأ الذي وضعته عائلة بوتو وحزب الشعب الباكستاني هو الحل الوحيد".

وأشارت الشرطة إلى أن حوالي 150 ألف حضروا هذا التجمع.

رمزية لذكرى حادثة 2007
وفي دلالة رمزية لا تخلو من مغزى، وقف بيلاوال على سطح نفس الحافلة التي اغتيلت عليها والدته قبل 7 أعوام في هجوم بالأسلحة والقنابل، بعد أن عقدت مؤتمراً انتخابياً في مدينة روالبندي عام 2007، وقتل 180 شخصاً على الأقل في ذلك اليوم.

ولعائلة بوتو تاريخ مضطرب يعكس صعود باكستان وتراجعها في العقود المنصرمة.

 ففي عام 1979، نفذ الحاكم العسكري السابق لباكستان، ضياء الحق، حكم الإعدام شنقاً، الذي صدر ضد ذو الفقار علي بوتو، جد بيلاوال ومؤسس حزب الشعب الباكستاني.

وحكم حزب الشعب باكستان في الفترة بين عامي 2008 و2013، عندما هزم في انتخابات تاريخية، والتي شهدت لأول مرة في تاريخ باكستان المليء بالانقلابات العسكرية, تسليم السلطة من زعيم مدني منتخب إلى مدني آخر جاء أيضاً عن طريق الانتخابات.

قلق بسبب بيلاوال

ويثير ظهور بيلاوال بوتو كزعيم معارض قلق رئيس الوزراء الحالي نواز شريف، الذي اهتز موقعه بسبب الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع، وقادها لاعب الكريكيت السابق عمران خان، ورجل الدين الثائر طاهر القادري.

لكن حكم حزب الشعب الديمقراطي، الذي دام 5 سنوات، شهد أيضاً سلسلة من المواجهات مع المحكمة العليا التي تتمتع بنفوذ قوي، وعدداً كبيراً من قضايا الفساد، ونفور الناس تدريجياً من سياساته.

وحضر مع بيلاوال، الذي يشبه والدته كثيراً، في مؤتمر اليوم السبت المئات من كبار مسؤولي حزب الشعب، بينهم والده رئيس باكستان السابق والرئيس المشارك لحزب الشعب الآن، آصف زرداري.

حشود غفيرة
ووقف عشرات من ضباط الشرطة، بينهم أفراد من الشرطة النسائية، لتأمين المنصة، أثناء إلقاء بوتو وكبار مسؤولي الحزب الكلمات.
ويقول مراقبون سياسيون إن هزيمة حزب الشعب العام الماضي قلصت الحزب ليصبح حزباً محلياً، تتمركز كتلته التصويتية في إقليم السند، حيث قاعدته السياسية، وسيسعى بيلاوال لتغيير تلك الصورة عن الحزب.

ولم تحل حداثة سن بيلاوال دون حضور حشود غفيرة لمؤتمر الحزب اليوم، ولم يكن قد بلغ سن 25 عاماً في عام 2008 ليخوض الانتخابات العام الماضي، لكن سيكون في وسعه الترشح في الانتخابات القادمة التي ستجرى في عام 2018.