أفراد من الشرطة الفرنسية (إكس)
أفراد من الشرطة الفرنسية (إكس)
الجمعة 13 أكتوبر 2023 / 12:37

حملات فرنسية لحظر تنظيم الإخوان الإرهابي في الاتحاد الأوروبي

أطلقت شخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية ومُجتمعية ومنظمات غير حكومية فرنسية دعوات وحملات تهدف إلى حظر نهائي لجماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وتصنيفها كتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى حلّ جميع الجمعيات المُرتبطة بالإخوان، مُحذّرين من قُدرة الجماعة على إشعال نيران الفتنة في الضواحي الفرنسية في الوقت الذي تختاره.

وعبر منصّاته في وسائل التواصل الاجتماعي، تساءل ستيفان رافير، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، "هل ستحلّون جماعة الإخوان المسلمين؟ هل ستأمرون بحلّ الجماعات المتعاونة مع حماس؟ هل ستضعون هذا الطابور الخامس بعيداً عن الأذى؟ الغرغرينا موجودة بالفعل في كل مكان بيننا، وهي إمّا أن نقضي عليها أو نموت!"

ولقيت منشورات رافير تفاعلاً كبيراً وتأييداً واسعاً بين العديد من الفرنسيين الذين أعادوا نشرها وطالبوا بطرد الإخوان واصفين الاتحاد الأوروبي بأنّه متواطئ معهم. ومُذكّرين بأنّ النمسا أوّل دولة أوروبية تحظر جماعة الإخوان والعديد من منظمات الإسلام السياسي من خلال سنّ قانون جديد لمكافحة الإرهاب في عام 2021.

من جهتها أطلقت عدّة منظمات أوروبية، منها منظمة "كريتيانتي-سوليداريتي" الفرنسية السويسرية، حملة شعبية ورسمية للتوقيع على عريضة تُطالب بحظر تنظيم الإخوان في كافة دول الاتحاد الأوروبي، مُحذّرة من استمرارية الدعم المالي الذي تُقدّمه مؤسسات بروكسل لمنظمات وشبكات تتبع للإخوان في أوروبا.

ودعا المُشاركون في الحملة إلى فصل الإخوان عن الاتحاد الأوروبي، وإلى أن يكون ذلك بمثابة التزام واضح من المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الأوروبية المقبلة، بالإضافة إلى منع تقديم أي أموال أو تسهيلات لأي جمعية يُشرف عليها تنظيم الإخوان.

وحذّرت العريضة من أنّ الميليشيات الجهادية المتعطشة للدماء التابعة لجماعة الإخوان، تُهدّد الفرنسيين أيضاً، لذا فمن المُهم التوقيع على العريضة لطردهم من فرنسا. ووصفت تلك الميليشيات بأنّها جماعات إسلاموية جهادية، وليست حركات تحرر وطني أو ثورية.

ومن جهتها حذّرت الباحثة الفرنسية فلورنس بيرجود-بلاكلر، مؤلفة كتاب "الإخوان وشبكاتهم" في تصريحات صحافية لها، من أنّ جماعة الإخوان هي التي ستقرر متى يحين الوقت لإشعال النار في الضواحي الفرنسية، وذلك بالتزامن مع التوتر غير المسبوق الذي يشهده الشرق الأوسط.

كما ونبّهت إلى أنّ حظرهم ومُراقبة أنشطتهم في فرنسا غير كافٍ، إذ أنّهم نظّموا أنفسهم لمواجهة مثل هذا الحظر، حيث يُمكن أن يسقط فرع، وينمو آخر، بينما يُمكنهم بسهولة أن ينتقلوا إلى بلجيكا التي ما زالت تُحسن استقبالهم، وحيث تبعد بروكسل عن باريس نحو ساعة ونصف بالقطار فقط.

على صعيدٍ آخر، تساءلت مجلة "مرصد الحياة السياسية والبرلمانية" في فرنسا، في عنوان لها "متى تقرر فرنسا حظر جماعة الإخوان؟" داعية لاتخاذ قرار نهائي بحظر الجماعة الإرهابية ومراقبة عشرات الجمعيات التابعة لها عن كثب.

وكانت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، جاكلين أوستاش برينيو، قد دعت مؤخراً إلى وجوب التحرّك بسرعة حيث تتأثر غالبية مناطق فرنسا اليوم بأفكار الإسلام السياسي المتشددة، مُحذّرة من قيام بعض المناطق والأحياء بنزعات انفصالية عن الجمهورية في المستقبل القريب.

ويرى مراقبون سياسيون أنّ الدوائر الإخوانية في فرنسا بدأت تفقد نفوذها منذ العام 2020 في أعقاب مقتل مدرس التاريخ صامويل باتي إثر تحريض ديني إخواني عبر منصّات التواصل الاجتماعي. ويُسابق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزمن بالفعل لتحجيم نشاط جماعات الإسلام السياسي ودعاة الانعزالية، ومنعاً لاستغلال القضية من قبل اليمين المُتطرّف.