الإثنين 11 مارس 2024 / 12:23

هل اقتربت إيران من الحصول على سلاح نووي؟

هناك مخاوف متصاعدة في أوساط الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأوروبا من أن غياب الرقابة على البرنامج النووي الإيراني وعدم الاستقرار الذي يسببه النزاع في غزة، يعززان من قوة المتشددين الإيرانيين، الذين يدعمون تطوير أسلحة نووية.

إذا أصبحت إيران قوة نووية ستغير الشرق الأوسط إلى الأبد

وكتب المحرر الدبلوماسي في صحيفة "غارديان" البريطانية باتريك وينتور، أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، كرر في الأيام الأخيرة أن بلاده تواصل برنامجاً نووياً سلمياً في الوقت الحاضر.
ورغم ذلك، فإنه في الاجتماع ربع السنوي الذي عقدته هيئة التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، أصدرت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون تحذيرات شديدة اللهجة بشأن التهديد الذي يفرضه عدم تعاون إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي.

حجم الإنتاج

حتى إن المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، أقر بأن مفتشي الوكالة فقدوا "الاستمرارية في معرفة حجم الإنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي والمياه الثقيلة وخام اليورانيوم في إيران".
كما حذر مبعوث روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، من أن الوضع "مليء بالمخاطر واحتمال الخروج عن السيطرة"، على رغم أنه ألقى باللوم إلى حد كبير، على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015. 

وأتت هذه التحذيرات، بعد نجاح المتشددين المعارضين لاتفاق عام 2015 الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني، في الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي.

ولقد تمت إدارة الانتخابات بشكل جيد، وتميزت في طهران بشكل خاص بنسبة إقبال منخفضة للغاية، لكن مع ذلك يمكن لمجلس الشورى أن يساعد في تأطير النقاش السياسي الداخلي.
وتزايد الشعور بإلحاح الأمر، ليس فقط لأن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم على هذا المستوى العالي ـ الذي يقترب كثيراً من نسبة 90% التي تستخدم في تصنيع الأسلحة ـ ولكن أيضاً لأن شخصيات إيرانية بارزة شككت في الأشهر الأخيرة في مدى التزام طهران ببرنامج نووي مدني بحت.
ومن عوامل الخوف أيضاً، السياق الجيوسياسي الإقليمي، بما في ذلك المخاوف من توسع النزاع في غزة إلى حرب بين إيران وإسرائيل، فضلاً عن معرفة أن الاتفاق النووي لعام 2015 ينتهي في أكتوبر(تشرين الأول) من العام المقبل، أي خلال مرحلة يمكن أن يكون فيها دونالد ترامب رئيساً، مما سيؤدي إلى إزاحة القضية النووية عن أجندة مجلس الأمن.

تصعيد بلا عواقب

وقال مدير أبحاث الحرس الثوري الإيراني في منظمة متحدون ضد إيران النووية كسرى عربي، إن "رفض إدارة بايدن فرض عواقب مباشرة على إيران – على رغم أعمالها العدوانية المستمرة منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول)، بما في ذلك هجوم بالوكالة للحرس الثوري الإيراني أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين في الأردن، شجعت النظام الإيراني وجعلت المرشد الأعلى آية الله خامنئي والحرس الثوري الإيراني يعتقدان أن النظام قادر على التصعيد من دون مواجهة أي تداعيات". 

وحذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، لجنة القوات المسلحة الأمريكية، من أنه إذا أصبحت إيران قوة نووية، "ستغير الشرق الأوسط إلى الأبد".
وأضاف أن "مفتاح الردع هو أن تفهم طهران أن هذا السلوك ستترتب عليه عواقب"، موضحاً أن "الردع مؤقت".
وقالت المبعوثة الأمريكية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لورا هولغيت لهيئة التفتيش الأسبوع الماضي: "بعد 5 أعوام من التعاون المحدود فقط في اللحظة الأخيرة من جانب إيران، و5 أعوام من فشل إيران في الوفاء بالتزاماتها، و5 أعوام من الأسئلة التي لم يتم حلها والمتعلقة بوجود مواد نووية في مواقع غير معلنة في إيران، لا يمكننا أن نسمح باستمرار نمط سلوك إيران الحالي".

الترويكا الأوروبية

وقالت الترويكا الأوروبية المؤلفة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان شديد اللهجة الأسبوع الماضي: "يتعين على إيران اتخاذ خطوات جدية ذات معنى لإثبات رغبتها في خفض التصعيد. إن تصريحات علنية صدرت مؤخراً في الجمهورية الإسلامية في ما يتعلق بقدراتها التقنية على إنتاج أسلحة نووية، تذهب في الاتجاه المعاكس".
وتصر إيران على أنها راغبة في التفاوض على ملحق للاتفاق النووي، بينما تستمر المباحثات خلف الكواليس بين نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري ونظرائه الأوروبيين.