الشرطة الفرنسية بباريس. (أرشيف)
الشرطة الفرنسية بباريس. (أرشيف)
الثلاثاء 12 مارس 2024 / 20:24

إيران وحرب غزة تزيدان التهديدات في أوروبا

نقلت صحيفة "معاريف" عن السلطات الأوروبية أنها أحبطت عدة مخططات لعمليات هجومية، ما يثير المخاوف بشأن تهديدات متزايدة تشكلها العناصر المتطرفة في القارة على خلفية الحرب بقطاع غزة.

 

وقالت معاريف في تقرير تحت عنوان "بسبب إيران والحرب في غزة.. الهجمات الإرهابية تتصاعد في أوروبا"، إنه في تحقيق أجري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ألقت الشرطة في النمسا والبوسنة القبض على مجموعتين منفصلتين من اللاجئين الأفغان والسوريين الذين كانوا يحملون أسلحة وذخائر، بما في ذلك بنادق من نوع كلاشنيكوف، كما عثر المحققون على صور لأهداف "يهودية وإسرائيلية" في أوروبا على الهواتف المحمولة لبعض المشتبه بهم، وقالوا إنهم كانوا يعملون في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى عملية أخرى نفذت في نهاية العام الماضي، تم خلالها اعتقال مواطنين طاجيك يشتبه في تخطيطهم لهجمات على كاتدرائية كولونيا في ألمانيا وكاتدرائية سانت ستيفن في فيينا في فترة عيد الميلاد.

 

مصادر جديدة

وعلى نحو مماثل، اعتقلت السلطات في إيطاليا 3 فلسطينيين للاشتباه في انتمائهم إلى كتائب شهداء الأقصى، التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، حيث كان الثلاثة يستعدون لمهاجمة أهداف مدنية وعسكرية في أوروبا، حسبما قالت الشرطة الإيطالية.
وقال المحققون إن الحوادث المنفصلة تشير إلى أن التهديد بالعنف في أوروبا لا يتزايد فحسب، بل يأتي أيضاً من مصادر جديدة، وفقاً لما تعتقده الأجهزة الأمنية.
وأوضحت الصحيفة أن موجة الهجمات التي ضربت أوروبا ابتداء من عام 2015 كانت مستلهمة  إلى حد كبير من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي انتشر في سوريا والعراق، بينما التهديد الآن لا يأتي فقط من "داعش" ولكن من الجماعات التابعة لإيران في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها حماس وحزب الله.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الداخلية الألمانية حذرت المكتب الاتحادي لحماية الدستور، أواخر العام الماضي، من أن هؤلاء وغيرهم من الأطراف الفاعلة تحركهم الحرب في غزة، وأن اليهود والمؤسسات اليهودية في مختلف أنحاء أوروبا هم من بين الأهداف المحتملة.

مخزون أسلحة سري

وفي نهاية العام الماضي، شنت الشرطة الألمانية مداهمات في جميع أنحاء البلاد ضد حماس والجماعات التابعة لها، كما اعتقل محققون ألمان وهولنديون 4 أشخاص بزعم تلقيهم أوامر من حماس لفتح مخزون سري من الأسلحة ومهاجمة أهداف يهودية في برلين وأماكن أخرى في أوروبا الغربية، وقال ممثلو الادعاء الألمان إن حماس دفنت الأسلحة تحت الأرض في أوروبا منذ سنوات، لكن المشتبه بهم، وجميعهم أعضاء في حماس منذ فترة طويلة، والذين شاركوا في عمليات الحركة في الخارج، لم يكشفوا عن ذلك المكان.
وقال مسؤولون أمنيون ألمان، إن حماس وحزب الله ومنظمات أوروبية قريبة منهم استغلوا الحرب في غزة للدعاية والتجنيد وجمع الأموال، وأوضحوا أن التبرعات المقدمة من أفراد في أوروبا لحماس وحزب الله ارتفعت بشكل كبير منذ أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بالإضافة إلى زيادة في الأنشطة عبر الإنترنت التي شجعت الاحتجاجات ضد الحرب على غزة في جميع أنحاء المدن الأوروبية.

 

مركز لجمع التبرعات

وتقول الصحيفة إن حماس وحزب الله استخدما أوروبا حتى الآن كمركز لجمع التبرعات ومأوى آمن للناشطين التابعين لهما، إلا أن المداهمات الأخيرة لحماس تشير إلى أن هذه الجماعات تعمل على التخطيط لاغتيالات وتخريب في أوروبا، تستهدف بشكل أساسي أهدافًا يهودية وإسرائيلية، حسبما قال مسؤولون أمنيون من عدة دول.

استغلال إيراني

وفي الوقت نفسه، تثير قضية المشتبه بهم الطاجيك المخاوف من أن الجماعات المسلحة، بما في ذلك إيران والجماعات التابعة لها، تستغل مرة أخرى تدفق اللاجئين إلى أوروبا للتسلل إلى المنطقة، مشيرة إلى أن معظم عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي الذين هاجموا باريس في عام 2015 جاءوا من سوريا والعراق متنكرين كلاجئين، مستطردة: "هناك أكثر من مليون طالب لجوء تقدموا بطلب للحصول على وضع لاجئ في الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وهو أكبر عدد منذ ذلك الوقت".
وتقول الصحيفة إن السلطات الألمانية داهمت في نوفمبر (تشرين الثاني)، مركز هامبورغ الإسلامي ومنظمات أخرى في المدينة للاشتباه في دعمها لحزب الله، الذي تعتبره  برلين منظمة إرهابية. وأضافت أن هذا المركز، أحد أهم تمثيليات إيران في ألمانيا ومصدر مهم للدعاية لإيران في أوروبا، وفقاً لتقرير استخباراتي داخلي.
وأشارت معاريف إلى أن لإيران تاريخاً في استهداف المنشقين المحليين والمنشقين في الخارج، ولكن في الآونة الأخيرة استهدفت  أيضاً اليهود في القارة، وفي ديسمبر (كانون الأول)، حكمت محكمة ألمانية على رجل ألماني إيراني بالسجن لمدة ثلاث سنوات لمحاولته تفجير معبد يهودي. وفي عام 2017، حكمت محكمة في برلين على طالب باكستاني بالسجن أكثر من أربع سنوات بتهمة التجسس على الرئيس السابق للجمعية الألمانية الإسرائيلية نيابة عن الحكومة الإيرانية.
وفي محاولة أخرى، تم إحباطها في نهاية عام 2021، حاولت إيران نشر عميلين متنكرين في هيئة لاجئين على الأراضي السويدية، حيث تآمرا لاغتيال ثلاثة زعماء يهود بارزين، بحسب السلطات المحلية.