الحدود الإسرائيلية اللبنانية. (أرشيف)
الحدود الإسرائيلية اللبنانية. (أرشيف)
الجمعة 29 مارس 2024 / 20:22

كيف تؤثر الضغوط الداخلية على حزب الله؟

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه بعد موجة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت معاقل تنظيم "حزب الله" اللبناني، يعترف الجهاز الأمني الإسرائيلي بأن هناك ضغوطاً على السكان في الشمال الذين يدفعون ثمن حرب ليسوا طرفاً فيها على الإطلاق.

وقالت "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي يعترف بوجود ضغوط داخلية على حزب الله لكن الحرب لم تنته بعد"، إن أسبوع القتال على الجبهة الشمالية كان الأعنف منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن ذلك لم ينعكس في التغطية الإعلامية ولا في اهتمام المواطن العادي، ولكن السكان في جنوب لبنان والمنطقة الشمالية لإسرائيل شعروا به جيداً، حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ على كريات شمونة ومرتفعات الجولان، كما أطلقت صواريخ مضادة للدبابات على قواعد للجيش الإسرائيلي ومستوطنات بالقرب من السياج.

ومن ناحية أخرى، زاد الجيش الإسرائيلي من هجماته وضغوطه على حزب الله والتنظيمات المسلحة الأخرى، ففي اليومين الأخيرين فقط قتل الجيش الإسرائيلي 16 ناشطاً في هجمات مستهدفة. وفي المقابل، هناك ضغوط داخلية تنعكس في وسائل الإعلام اللبنانية، بالإضافة إلى الأصوات التي تُسمع من لبنان بأن  المواطنين يدفعون ثمن حرب حزب الله.

 وقف القتال

وأشارت إلى تقارير نُشرت، أمس الخميس، بأن حزب الله مستعد لوقف القتال في جنوب لبنان وإعلان المنطقة الحدودية على طول الخط الأزرق منزوعة السلاح، على أن يكون هناك تواجد عسكري لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني على الحدود، وعلى أن يتم، بعد وقف إطلاق النار، الاتفاق على ترسيم الحدود البرية، كما حدث من قبل مع الحدود البحرية.

وقالت الصحيفة، إن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين لم يقدم بعد عرضاً ملموساً على الطاولة، في الوقت الذي يربط فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله استمرار الحرب باستمرار زعيم حماس في غزة يحيى السنوار في القطاع، وتابعت: "هنا يجب القول بحذر، إن الضغوط الداخلية على حزب الله تتزايد،  لو كان التنظيم المسلح يريد الدخول في حرب شاملة لكانت هناك فرص أفضل بكثير للقيام بذلك، حزب الله يحافظ على المعادلات ولا يوسع القتال، وربما هناك فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الشمال، لأن نهاية الحرب في غزة ليست في الأفق".

إسرائيل و3 جهود رئيسية

وأشارت إلى أن القيادة الشمالية حالياً تدير 3 جهود رئيسية، معركة دفاعية ضد احتمال تسلل قوات حزب الله وإطلاق الصواريخ، وهجوم أكبر  على قدرات حزب الله، وتسريع الاستعداد للحرب.
وفي هذا السياق، أجرى الجيش الإسرائيلي تمريناً متعدد الأسلحة بشكل مفاجئ لتحسين الاستعداد لمختلف السيناريوهات القتالية في الساحة الشمالية، بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تدريبات استعداداً للمناورة في لبنان، مع استخلاص الدروس من غزة، وتم إجراء مناورات في هضبة الجولان.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن الخطط يتم تحديثها باستمرار وفقاً لآخر التطورات والمعلومات الاستخبارية الجديدة التي تم جمعها، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الطرفين يتصرفان من منطلق إحجام تدهور الأوضاع، ومحاولة إبقاء الوضع في إطار المعادلات بين القوى.
وتقول الصحيفة إنه من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي فإن رفع المستوى هو خطوة محسوبة، إلا أنها قد تخرج دائماً عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى توسيع نطاق إطلاق النار على المستوطنات البعيدة عن الحدود.
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية شنت هجمات في عمق لبنان مرتين، وتستهدف إضعاف قدرات الدفاع الجوي لحزب الله، ولذلك تحاول إيران تسريع عمليات تسليم أسلحة الأنظمة البديلة إلى لبنان، فيما يحاول الجيش الإسرائيلي إحباط عمليات التهريب في سوريا. 

 الخسائر في جنوب لبنان

وقالت الصحيفة: "من الصحيح أيضاً تسليط الضوء على الدمار الواسع في جنوب لبنان وعلى الخطاب الداخلي هناك، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد المنازل المدمرة في لبنان يبلغ نحو 700 منزل، إضافة إلى نحو 10 آلاف منزل كتدمير جزئي، ويعتزم لبنان دفع مبلغ 20 ألف دولار تعويضاً لكل عائلة فقدت شهيداً ومبلغ 40 ألف دولار تعويضاً عن كل منزل دمر بالكامل"، ووصفت تلك المبالغ بالمرتفعة، وقالت إنه من غير المتوقع أنهم سيحصلون عليها في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان.

واستطردت: "حزب الله تراجع، ولكنه لا يزال على درجة عالية من الاستعداد للحرب، وهناك خوف واضح بين اللبنانيين من اتساع نطاق القتال"، مشيرة إلى أن إسرائيل حققت انتصارات تكتيكية تمثلت في قتل 350 عنصراً من حزب الله، وقمع كتائب الرضوان، وتدمير البنية التحتية، ومستودعات أسلحة، إلا أن التنظيم حقق إنجازاً استراتيجياً بإخلاء عشرات المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية لمدة ستة أشهر، وعلقت: "فقط عندما نرى السكان في منازلهم يمكننا أن نقول أن المهمة قد اكتملت".