صاروخ على شاحنة في شمال طهران (أرشيف)
صاروخ على شاحنة في شمال طهران (أرشيف)
الأحد 21 أبريل 2024 / 12:23

هل انتهت حقاً الردود النارية بين إيران وإسرائيل؟

كان الرد الإسرائيلي على إيران مفاجئاً بحجمه. وقللت طهران من أهمية الهجمات الجوية على قاعدة عسكرية قرب أصفهان وعلى أهداف أخرى، نافية أن تكون موجهة من الخارج. ولزم المتحدثون الإسرائيليون الصمت على نحو غريب. وبدا الأمر كأن هناك اتفاقاً سرياً ثنائياً للتقليل من شأن المسألة، من أجل خفض التصعيد بهدوء.

تحطمت أسطورة إسرائيل الحصينة المنيعة

وكتب سايمون تسيدال في صحيفة "غارديان" البريطانية،  أن الدولتين أرادتا استعادة هيبتهما، ولكنهما أرادتا تجنب خلاف عام صاخب آخر. وقد أطلق كل منهما النار مباشرة على الآخر، ما تسبب في أضرار رمزية. والآن تشيران إلى أن الأمر قد انتهى، على الأقل في الوقت الحالي.
وإذا كان هذا صحيحاً، فهو يمثل ارتياحاً كبيراً، وإن كان مؤقتاً. ويشير ذلك إلى أن الضغوط الأمريكية المكثفة على إسرائيل لحملها على ضبط النفس، بتحريض من بريطانيا وآخرين، نجحت. وحض الرئيس جو بايدن إسرائيل على "تقبل الانتصار" بعد صد الهجوم الجوي غير المسبوق وواسع النطاق، الذي شنته إيران في نهاية الأسبوع الماضي بنجاح. لكن قادتها لم يتفقوا بشكل كامل على المسألة.

رد قوي

ويقول الكاتب إن جينات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليست مركبة على مبدأ إدارة الخد الآخر. وبصفته عنصراً في فريق كوماندوس، فإنه يلجأ غريزياً إلى القوة. وحضه حلفاؤه المتشددون على رد "قوي". ويعزز رده المحسوب من الرافعة الأمريكية. ولا يمكن تجاهل المساعدة الأمريكية الأساسية في الدفاع عن إسرائيل الأسبوع الماضي.

لكن سيكون منافياً للعقل اعتبار أن الأمر انتهى هنا. ولا يزال العداء العميق، السياسي والأيديولوجي، يفصل بين العدوين. وتعاني الحكومتان من الانقسامات الداخلية التي تغذي الفشل في التنبؤ والاستفزاز. وقد تحققت سابقة قاتمة. لقد انفتح صندوق باندورا للمواجهات المباشرة وجهاً لوجه.
خرجت سنوات من حرب الظل بين البلدين إلى العلن. ويمكن لإيران أن تضرب مجدداً في أي وقت، مباشرة أو غير مباشرة. وإسرائيل التي أظهرت الجمعة، قدرة على أنها يمكن أن تضرب المنشآت النووية الإيرانية، إذا اختارت ذلك، يمكن أن تعاود الكرة أكثر من مرة. والمرة المقبلة قد تكون الأكثر سوءاً.

تشابك مع حرب غزة

وتتشابك هذه المواجهة بين إسرائيل وإيران بشكل لا ينفصم مع الصراع الفلسطيني، دون أن يكون ذلك لمصلحة أي منهما. وتبدو معضلة الغرب أكثر وضوحاً من ذي قبل. ويجسد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون هذه المعضلة. لقد واصل الضغط بقوة لتقديم المساعدات لغزة، ولكن متأخراً، ومن لوقف النار، ولكن دون نجاح يذكر.

وأحد الأسباب التي أدت إلى ذلك، ربما كان رفض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك استخدام مبيعات الأسلحة لإسرائيل، رافعة. والسبب الآخر قد يكون رفض كاميرون التنديد بالغارة الإسرائيلية على المجمع الدبلوماسي الإيراني في دمشق، وهي الغارة التي لم تعترف بها إسرائيل، والتي أدت إلى مقتل قادة عسكريين وكانت سبباً في رد طهران في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وزعمت إيران أنها نجحت في معاقبة إسرائيل على تفجير القنصلية في دمشق. وفي الواقع، كان هجومها بمثابة كارثة كشفت حدودها العسكرية. إن النبذ المتزايد والعقوبات الإضافية هي الثأر الفوري. ومن المؤكد أن إيران لم تقدم أي خدمة للفلسطينيين، ولا يعني ذلك أن قادتها يهتمون كثيراً حقاً.
ومع ذلك، فإن الإسرائيليين ليس لديهم سبب للاحتفال أيضاً. فمن المؤكد أن إسرائيل صدت إيران، هذه المرة، وفرضت ثمناً باهظاً. لكن سياسة الردع الشهيرة التي تنتهجها أصبحت ممزقة، وتحطمت أسطورة إسرائيل الحصينة المنيعة. ومن ناحية أخرى، لا تزال هناك أكثر من 130 رهينة في غزة، ولم تُهزم حماس، ولم ترتفع معدلات تأييد نتانياهو المتشدد في استطلاعات الرأي.
وخلص الكاتب إلى أن  الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل وصولاً إلى أصفهان، أثبتت كيف أن النزاع في غزة يغذي التوترات العالمية.