أمل حاجي (أرشيف)
أمل حاجي (أرشيف)
الإثنين 22 أبريل 2024 / 21:14

نصوص "في ظل أغنية".. وجدانية ذات شعرية عالية

24 - إعداد: نجاة الفارس

استهلت الكاتبة أمل حاجي إصدارها "في ظل أغنية" بكلمات الشاعر المعروف طاغور، وصدر ديوانها عن دار عشتار للنشر في 2023، واشتمل على 34 نصاً نثرياً، جاءت في 82 صفحة من الحجم الوسط.

"أغنيتي ستجلس في بؤبؤ عينيك
وستحمل نظرك إلى جوهر الأشياء
وحين يسكن صوتي في الموت
أغنيتي ستتحدث في قلبك الحيّ"
بكلمات الشاعر طاغور هذه، استهلت الكاتبة أمل حاجي إصدارها "في ظل أغنية" الذي ضم نصوصاً بينها  "أمنية، لا سبيل للخلاص، بيني وبينك، أنشودة سكرى، يد المسافة، أمسك يدي، آدم وإيما، حلم الزهر" وهي نصوص عاطفية وجدانية، تبوح بخلجات عاشقة مرهفة، كتبتها بلغة شعرية عالية.  
ومنذ كلمة الإهداء التي تقول فيها "إلى الروح التي تشبهني كثيراً"، يدرك القارئ أنه مقبل على كلمات تعكس حالة حب دافئة ورومانسية، وتحت عنوان" أنشودة سكرى" كتبت المؤلفة:
 "يا وجه المساءات/ حلّق في سمائي/ اقتنص موجاتي/ ودعني أرفرف/ على وزن اشتياقي/ يا سيدي/ ويا دهشتي/ قل ما تشاء/ أنا في الهوى/ بقدر عمر لا يقاس/ عيناك أغنية/ وفمي تشكل/ من حروف الليل/ وهدهدات الناي".
تخللت النصوص صور بيانية جميلة، استخدمتها الكاتبة، كما في نص "يد المسافة" حيث تقول:
سأبدأ معك/ أول فصولي/ وسأخمد جمر لوعتي/ وأطفئ أدغال حزني في متنك/ سأرخي الستار/ وأمحو تجاعيد الزمن/ سأبتر يد المسافة/ وأتلو في عينيك لهفتي".

و"في ظل أغنية" هو الإصدار الثالث في النصوص النثرية لأمل حاجي ،  التيسبق أن صدر لها "أنفاس أنثى" عن دار المؤلف، لبنان، في 2016، و"مريضة بك" عن دار هماليل، أبوظبي، في 2019، ولها أيضاً "أصوات" نصوص مشتركة، دار مداد، الإمارات، في 2019.
ومن تابع مسيرة أمل حاجي الأدبية، منذ بداياتها واطلع على جميع إصداراتها، يرى بوضوح، تطور تجربتها، من حيث اللغة، والأسلوب، والصور البيانية، وهذا ما يبدو جلياً في نص "قرص مهدّئ" الذي ختمت به نصوصها، والذي تقول في مطلعه:
"أناديك يا حلمي
باتت تضيء قصائدي
بعضي مشتاق وفي شتائي
هذا كلّ التفاصيل تنادي
يحملني إيقاع خطوك وفي كل أغنية
آهات في صدري تمر
ولأني أحبك يا زهو روحي
سأكتب كيف أشاء
حروفي المتعبة تناديك
وأشياء أخرى بداخلي تحترق
وذكريات ثمينة على كل غصن".
ثم تقول في ذات النص أيضا:
"أنا العاشقة الصامتة
أواجه أرقي
وأبتلع الضحكات
كقرص مهدئ
أضم الفرح
نتقاسم الأحلام
أمنيات العمر
ورغيف الحب".
أما على ظهر الديوان، فنقرأ مقطعاً تقول فيه المؤلفة:
"أصابعي المنهكة/ معلقة بأفلاك الغيوم/ وما كنت أعلم/ لحن النايات يعزف/ الرؤى الهائمة/ في ظل أغنية/ وفي الجانب الآخر/ رعشة الليل/ تحتضن معصمي/ ارتعاش فمي/ والكثير من بعضي".