رئيس جامعة كولومبيا خلال جلسة استماع في الكونغرس (رويترز)
رئيس جامعة كولومبيا خلال جلسة استماع في الكونغرس (رويترز)
الخميس 25 أبريل 2024 / 15:11

من هي نعمت شفيق.. صاحبة شرارة الغضب في جامعة كولومبيا؟

أصبحت نعمت شفيق، الرئيس الـ20 لجامعة كولومبيا والمعينة منذ الأول من يوليو (تمّوز) 2023، حديث وسائل الإعلام العربية والعالمية، بعد مطالبتها بوضح حد للمظاهرات الطلابية المنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة، بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

من هي نعمت شفيق، وما هو الدور الذي لعبته، وكيف أشعلت شرارة الاضطرابات خلال تظاهرات مؤيدة لفلسطين داخل حرم جامعة كولومبيا؟.

أثارت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، مصرية الأصل، الجدل منذ أيام بعد أن طلبت تدخّل الشرطة لتفريق جموع المحتجين المؤيدين للفلسطينيين داخل الحرم الجامعة، ما أدى إلى توقيف أكثر من 100 طالب.

قرارات شفيق وتصريحاتها الأخيرة أثارت جدلاً واسعاً، حيث قالت في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي وطلاب الجامعة، الإثنين، إن الجامعة ألغت حضور الطلبة، وانتقلت إلى التدريس عبر الإنترنت، "لتخفيف الضغينة ومنحنا جميعاً فرصة للنظر في الخطوات التالية".

وفي خطوة استثنائية استنكرها بعض أعضاء هيئة التدريس، استدعت شفيق الأسبوع الماضي شرطة نيويورك لإخلاء خيام أقامها محتجون في الحديقة الرئيسية، لمطالبة الجامعة بسحب الاستثمارات المتعلقة بأنشطة إسرائيل.

تعليمها وعملها

أصبحت نعمت شفيق الرئيس الـ20 لجامعة كولومبيا، وتحمل حالياً أيضاً لقب أستاذ الشؤون الدولية والعامة في كلية كولومبيا للشؤون الدولية والعامة.

ولدت شفيق في الإسكندرية بمصر، وانتقلت في الرابعة من عمرها مع عائلتها، خلال منتصف الستينيات، إلى الولايات المتحدة، ودرست في العديد من المدارس في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ماساتشوستس، بدرجة البكالوريوس في الآداب والاقتصاد والسياسة عام 1983.

حصلت شفيق على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، وبعدها الدكتوراه في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد عام 1989.

بعد سنواتها في أكسفورد، بدأت شفيق حياتها المهنية في البنك الدولي، وبحلول عامها الـ36 أصبحت أصغر نائب رئيس للبنك على الإطلاق، وكان ذلك خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما شغلت مناصب أكاديمية في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا، وقسم الاقتصاد بجامعة جورج تاون.

وفي عام 2008 تم تعيينها سكرتيرة دائمة لوزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، حيث قادت عملية إصلاح شاملة للمساعدات الخارجية البريطانية، كما شغلت منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نائباً لمحافظ بنك إنجلترا، وواكبت شفيق جميع لجان السياسات النقدية والمالية والاحترازية، وكانت مسؤولة عن ميزانية عمومية تزيد عن 500 مليار جنيه إسترليني، ما يعادل حوالي 605 مليار دولار تقريباً، وفي عام 2017، عادت إلى الأوساط الأكاديمية رئيساً لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.


"أجعل الفقر تاريخاً"

ساهمت شفيق في ذروة حملة "أجعل الفقر تاريخاً" في تأمين التزام المملكة المتحدة بمنح 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي كمساعدات وتركيزها على مكافحة الفقر في أفقر البلدان في العالم وعملت على أزمة الديون الأوروبية والربيع العربي في الشرق الأوسط أثناء عملها في صندوق النقد الدولي. وفي بنك إنجلترا، قادت العمل على مكافحة سوء السلوك في الأسواق المالية وكانت مسؤولة عن التخطيط للطوارئ حول استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

قالت شفيق عن حياتها المهنية: "لقد عملت في وظائف تهدف إلى فعل الخير، مثل مكافحة الفقر أو المؤسسات التعليمية الرائدة، بالإضافة إلى وظائف تتعلق بمنع حدوث أشياء سيئة، كما هو الحال في صندوق النقد الدولي وبنك إنجلترا.. كلاهما أمر حيوي إذا أردنا تحقيق التقدم وتأمينه للبشرية".

مؤلف وكاتب

قامت نعمت شفيق بتأليف وتحرير والمشاركة في تأليف عدد من الكتب والمقالات وكانت واضحة في كتاباتها وخطاباتها، حول الرؤية والكيفية التي يجب بها على المؤسسات العالمية الرائدة أن تتجاوز الخبرة التكنوقراطية للمشاركة بشكل أكمل مع الأشخاص الذين تخدمهم كما دعت إلى "عقد اجتماعي" أفضل لدعم النظام الاقتصادي العالمي، ولا سيما في كتابها الأخير، والذي يحمل عنوان "ما ندين به لبعضنا البعض": عقد اجتماعي جديد حيث تتحدى المؤسسات والأفراد لإعادة التفكير في كيفية عملها.

وحصلت شفيق على الدكتوراه الفخرية من جامعة وارويك وجامعة ريدينغ وجامعة غلاسكو والجامعة الأمريكية في بيروت، وتم اختيارها "امرأة العام" في حفل توزيع جوائز القيادة العالمية والتنوع العالمي في عام 2009، كما دخلت قائمة "أقوى 100 امرأة" في مجلة فوربس خلال 2015، ولقب "100 امرأة رائدة في الصناعة المالية الأوروبية" في 2018، و"100 امرأة أفريقية الأكثر تأثيراً" في 2021 بحسب مجلة "نيو أفريكان"، وهي متزوجة من عالم الأحياء الجزيئية رافائيل غوفين، ولديها 5 أبناء، اثنين منهم على مقاعد الدراسة الجامعية حالياً.