الخميس 25 أبريل 2024 / 20:54

أبوظبي.. أصوات أدبية متناغمة في المجلس الأدبي بـ"كتاب وأدباء الإمارات"

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأربعاء فعالية "المجلس الأدبي" بمشاركة مجموعة من الأصوات الأدبية، قدمت نصوصاً متنوعة ما بين الشعر العمودي والتفعيلة، والنصوص النثرية، والقصة القصيرة، في تناغم جميل نال إعجاب الجمهور.

وشهد الأمسية عدد من الكتاب والإعلامين وجمهور الثقافة، وكان الافتتاح مع الشاعر نـزار النّداوي بقراءة قصيدته "تأويل اللون الثالث" والتي تنتمي لشعر التفعيلة، موضحاً أن هناك اختلاف في تأويل اللون الثالث، البعض اعتبروه اللون الأصفر، وآخرون قالوا أنه اللون الأزرق.
ويقول النَداوي في مطلع القصيدة:
طهرتُ دميْ بالعشقِ
وكلُّ دمٍ يتسلّلُ خلفَ العشقِ
فلستُ بعنصرهِ أثقُ
ولذاكَ قصائديَ البيضاءَ
أعمّدُها بالحبّ
وحرفٌ لا يقترفُ الحبَّ
يموتُ وينكرهُ الورقُ.

ثم يختتمها بقوله:
فعروسُ العاشقِ 
خلفَ خمارِ حضورِ الذّاتِ
وتلكَ ـ إذا اتسقتْ ـ طرقُ
طوّفتُ بعيني في المحرابِ
وقيل: انظرْ
فرأيت قرنفلةً
في روضِ الخلقِ الأولِ تأتنقُ
لوْ أذنَ الله لها
أوْ أذنَ الله لنا
لانثال بغرفتها الحبقُ
يا لجّةَ نورِ النّورِ
ومَنْ طوّقَهَا صبرينِ عذاباً يحترقُ
مِنْ أين تعلمتِ الأزرارُ خصالَ الشّمعِ
فراحتْ في سببِ النّشأةِ تنزلقُ
ويقولُ الرّاوي: دمثٌ طبعُ الماءِ
فقلت: بذاكَ الماءِ
أنا غرقُ.

ثم شارك الشاعر أبو بكر محمد بقصيدة حزينة من الشعر العمودي، موضحاً أنه بطبعه يميل للحزن ويعشق الشعر التقليدي القديم، ومما جاء بقصيدته:
يا لقلبي كلما روضتُّهُ
عاودَ الجرحُ فقضَّ مضجعهْ
حاولَ الوصلَ وأرخى روحَهُ
والليالي شأنها أن تقطعهْ
والبلايا شاخصاتٌ ويلها
من فتىً لا يبالي مصرعهْ
ضمَّد الجرحَ ولبَّى مسرعًا
واحتمى بالموتِ مما أوجعهْ
يذكرُ الموتَ ضحوكًا باسمًا
أي قلبٍ في البلا ما أشجعهْ
يدفعُ الدهرَ بقلبٍ مُثقلٍ
ذاهلٍ عن حتفه أن يدفعهْ.

عقب ذلك شاركت الكاتبة غالية حافظ بنصيين الأول غلبت عليه أجواء مناجاة المولى عز وجل، والنص الآخر نثري عاطفي تقول فيه:
سرى الدرب
والرؤى حكمت
هذا الهوى عذب
وحبيبي صفاته أعشق
لست ممن يبوح لكن
في قلبي حب
من المدى أوسع
كبير قلبه كهذي السماء.
ثم تقول:
أنا وهو روح كُتبَت
لن ينالها النوى  
وجْدٌ لا ينضب
وحكاية عصفورين
كان حبهما حراً
كان الأسمى
كان الأصدق.

أما الشاعر مهند الشيخ فقد شارك بقصيدة قال فيها:
 إذ قد بلغنا المفترق
بالرغم من صفوِ الطريق
وعزم أنفسنا
فبعض من هوانا قد نفقْ
إذ قد بكت في حائط الأيام أحلام الصبا
وكذا الفراق لنا اتسق
هذي الحياة لنا هنا
ما عاد يحيها البكاء
وإن صدق
لا يعذُب البحر المحيط بمائه
اذ لا يماثله الودق
كل له أصل له
وكذا السكينة والأرق
ضدان يجتمعان في أصل الهوى
سبحان من جعل ابن آدم من علق
لتعلق الأزمان فيه صروفها
فيشد أوتار العذاب على ورق.

وشارك الشاعر ياسر سعيد دحي بمقتطفات من حوارية شعرية نثرية تحت عنوان: " أغاني النفري" الوقفة نار، ومما جاء فيها:
وقال لي:
سيمشي بك معك،
هذا الذي خرج منك
ليتبعك.
إن لم ترني في الأضداد، لن تعرفني.
اذهب عنك، تجدُني، تعال إليك، أختفي.
أنا بين كل شيء وبينك،
أنا في كل شيء و "أينك".
ثم قال:
ستراني حينما لا تكن "معك".
ف "معك" سواك.
ويختمها الشاعر بقوله:
من رأى الحب في كل شيء
فقد رأى،
ومن رأى فقد رآني.
بدايةُ الحبِّ، استواءُ الأضدادِ.
وقال لي:
أنتَ منكَ.
أنت حدُّ نَفسِكَ
وأنت حِجابُك عنكَ.
ثم قال:
تعال دون علم،
تعال دون معرفة،
تعال ناراً
أشعلت الحرائقَ في كل شيء. 

وشاركت الشاعرة نجاة الفارس بقصيدة "حبك طيران" من ديوانها الرابع "طوفان العشق" الذي ما زال قيد النشر، تقول فيها:
"ماذا أقولُ بيوم ميلادك؟
لا الشعر يسعفني
 لا البديع ولا البيان
أمامَ حبِك تنحني البلاغةُ
تلوذُ بصمتها الكلماتُ
يعجزُ اللّسان.
حبكَ ليس حصاراً
هو نورٌ أستضيء به
وأحيّا بأمان،
تفاصيلُه عذبةٌ تزهو
تعانقُ القلبَ والجنان".

من جهتها قرأت الكاتبة آمال الأحمد نصاً نثريا، أوضحت أنها كتبته على أثر سؤال أحد الأصدقاء عن معنى " الأسى"، مبينة أنها احتارت ماذا تكتب فهي لا تعرف معنى الأسى، ولكن تعلم أنه أكثر ألماً وفتكاً من الحزن .
تقول الأحمد: "الأسى يا صديقي هو ذلك النحيب الليلي الموجع، من رفع أنينه المكلوم لمحكمة السماء، وهو يحتضن فلذة كبده وينتظر برضاً جميل وصبر كبير قرار القاضي العادل، الأسى هنا ليس هذا المشهد، بل في عيوننا وهي تنظر إليه وهي الضعيفة البالية الحمقاء، ترتجف من هول ماتراه، تارة تحمد الله أنها ليست هو، وتارة تتمنى لو أنها قادرة على ضمه بقوة، ليكون المشهد في عقلك المثقل بالدهشة القاسية كالآتي (جسدك المثقل بالعجز يضمّ جسداً مقدساً يحتضن شهيداً فوق أرض منكوبة)، الأسى هو أنك تحتضن في نهاية الأمر نفسك من خلف شاشة المحمول، تلتف ذراعاك حول نفسك بكل قوة وتهرب إلى سريرك لتخفي الجسد تحت لحاف يجلدُ الدفء فيك ويهمس !!لك بأسى أكبر: إنهم يموتون برداً، لا تنسى ذلك".

أما الكاتب أحمد عبد القادر الرفاعي، فقد قرأ قصة "العين المسروقة" وهي من مجموعته القصصية الصادرة سابقاً " بوح الياسمين" ومما جاء في القصة:
"الشمس لا ترحل عند الغروب فقط، فقد رحلت شمسي منذ ولادتي ولم أجد طريقي إليها لذلك اليوم، أما روحي فقد عانت فقدها الأبدي مذ غرقت في يتمي وهربت من الميتم ليوهمني أحد مستغلي القاصرين من المشردين والتائهين بأن الكون يلاحقني بسبب فعلتي البريئة وأنني لا أملك من هويتي سوى اسم قد يكون مزيفاً، اسم دون أصل وغصن يابس دون جذر وعمر دون سنوات، لا أدري إذا كنت لقيطاً أم يتيماً أم تائهاً فنحن نعيش في كهف أحاطه هذا الوحش بخرافات الجن والعفاريت كي لا يقترب منه أحد حيث لا تسمح لنا ظلمته حتى بالتفكير وفق نظام معيشي كل دستوره، اعمل تأكل وإلا ستنام بين أحضان الكلاب الشاردة حيث أنيابها ومخالبها بانتظار إحشائك".
إلى أن يقول: "وفي اليوم التالي كانت المفاجأة عارمة عندما دخل الوحش الكهف حاملاً عشرات الكتب والنظارات ووزعها على الأبرياء طالباً منهم أن يفعلوا ما فعلت تماماً، وعلى الرغم من دناءة ما فعل إلا أنني كنت أكبر المستفيدين حيث قرأت كل هذه الكتب وكانت السبب في يقظتي وهروبي أنا وبقية الأبرياء من هذا الكهف بعد أن عرفنا أن الكون يتسع لنا وأن في الوجود أناسا ليسوا وحوشاً، وها أنا أجد نفسي بعد 20 عاماً المسؤول الأول عن جمعية تُعنى بحماية الأطفال من جريمتي الاستغلال والتسول وأتقدم بنيل رسالة الماجستير مستعداً لمناقشة أطروحتي والتي هي بعنوان العين المسروقة".