الجمعة 26 أبريل 2024 / 00:26

من عهد تحتمس الثالث.. اكتشاف "استراحة ملكية محصنة" في سيناء

كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع آثار تل حبوة "ثارو" بمنطقة آثار شمال سيناء عن بقايا مبنى مشيد من الطوب اللبن يمثل أحد الاستراحات أو القصور الملكية الواقعة بنطاق البوابة الشرقية لمصر، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أهمية هذا الكشف، إذ أنه يزيل النقاب عن المزيد من المعلومات الهامة عن تاريخ مصر العسكري خلال عصر الدولة الحديثة لاسيما في سيناء.

من جانبه، قال الدكتور هشام حسين مدير عام آثار سيناء والمشرف على البعثة الأثرية، "إنّ المبنى المكتشف مكون من صالتين مستطيلتين متتاليتين، ملحق بهما عدد من الغرف، وتوجد البوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال بالمنتصف وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل يتوسطها ثلاث قواعد أعمدة من الحجر الجيري".

وأضاف أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة الى مجموعة من الغرف الصغير والملحقة بالمبنى من الخارج في اتجاه الشرق.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار د. محمد إسماعيل خالد، في بيان وزارة السياحة والآثار عن الكشف الأثري، إن الدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللقى الأثرية التي تم اكتشافها داخل المبني أوضحت أن هذا المبنى يرجع إلى عهد الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وأنه من المرجح أن هذا المبنى كان قد استخدم كاستراحة ملكية بسبب التخطيط المعماري للمبنى وندرة كسرات الفخار داخله.

وأكد الدكتور محمود الحصري، مدرس الآثار بجامعة الوادي الجديد لوسائل إعلام محلية قائلاً: "إن شمال سيناء تمتلك عدة مواقع أثرية هي تل القنطرة شرق، تل أبو صيفي، مجموعة تلال حبوة،  تل البرج، تل المضبعة، العريش وغيرهم العديد من المواقع الأثرية".

فيما أفاد رمضان حلمي مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة أنه تم تأريخ المبنى بناء على تسلسل الطبقات والفخار المكتشف خارج المبنى، بالإضافة إلى العثور على جعران يحمل اسم الملك تحتمس الثالث، حيث من المرجح أن تكون الاستراحة استخدمت في فترة تواجد الملك تحتمس بالمكان خلال قيامه بإحدى حملاته الحربية لتوسيع الإمبراطورية المصرية في اتجاه الشرق، مضيفاً أن المبنى تم تحصينه في مرحلة لاحقة بسور محيط له بوابة رئيسية تقع تجاه الشرق.

يشار إلى أنه خلال عصر الانتقال الثالث بداية من الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 استخدم هذا المكان ككل "حبوة 2" كجبانة، جرى الكشف عن مجموعة مختلفة الأشكال من الأمفورات محلية الصنع في تسلسل طبقي مختلف استخدمت لدفن الأطفال، تؤرخ بداية من عصر الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 تقريباً.