نازحون فلسطينيون من مدينة رفح للمناطق الإنسانية (رويترز)
نازحون فلسطينيون من مدينة رفح للمناطق الإنسانية (رويترز)
الخميس 9 مايو 2024 / 16:01

إسرائيل تضع رفح في أوج العاصفة

طوال أسابيع، أصدرت العديد من الدول تحذيرات حول "هجوم إسرائيلي مرتقب" أو "يلوح في الأفق" على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي مواجهة الغضب العالمي واسع النطاق والمخاوف الإنسانية المتزايدة، يبدو أن هذه الخطوة قد بدأت بالفعل.

وحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس، ظلت رفح لعدة أشهر آمنة نسبياً، ومركزاً لعمليات الإغاثة ومنطقة يمكن للفلسطينيين الفارين من أجزاء أخرى من غزة أن يجدوا فيها مأوى.

ولكن حكومة الحرب الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء المحاصر بنيامين نتانياهو، ترى أن التحرك بشأن المدينة هو جزء أساسي من تفكيك القدرة العسكرية لحماس - وهي ضرورة تتفوق على المخاوف المعلنة لمجموعة من الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تخشى الحرب.

كارثة بحق المدنيين

وبحلول يوم الثلاثاء، سيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي وقامت بإغلاقه، وذكرت أن معبراً آخر في كرم أبو سالم لا يزال مفتوحاً لنقل الإمدادات الحيوية إلى غزة. ولكن الجماعات الإغاثية شككت في التصريحات الإسرائيلية، وقالت إن الطرق ليست آمنة لمرور الإغاثة الإنسانية، مشيرين إلى أن عدم القدرة على الوصول إلى مدينة رفح من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الكوارث.

وقالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون الفلسطينيين (أونروا)، لويز ووتردج، الموجودة حالياً في رفح: "تشهد منطقة المعبر عمليات عسكرية مستمرة وهي منطقة حرب نشطة. نسمع القصف المستمر في هذه المنطقة طوال اليوم. ولم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة، وهذا أمر كارثي على الاستجابة الإنسانية".

وبدوره، قال رئيس المنظمة الدولية للاجئين جيريمي كونينديك: "كل الوقود الذي دخل غزة مر عبر معبر رفح"، مضيفاً "عملية المساعدات برمتها تعمل بالوقود، لذلك إذا انقطع ستنهار العملية الإنسانية. وبالتالي لا يمكن ضخ المياه. ولا إبقاء الأضواء مضاءة في المستشفيات، كما لا تستطيع المركبات توزيع المساعدات".

وقال المتحدث باسم اليونيسف، وكالة الأمم المتحدة للطفولة، ريكاردو بيريس: "مع إغلاق هذا المعبر الآن، فإن عمليتنا الإنسانية برمتها على الأرض معرضة للخطر. إذا لم يتم إعادة فتح المعبر بشكل عاجل، فإن جميع السكان المدنيين في رفح وقطاع غزة سيكونون أكثر عرضة لخطر المجاعة والمرض والموت".

انتهاك للقوانين

من جهتها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن إسرائيل تنتهك الأوامر الملزمة قانوناً والصادرة عن محكمة العدل الدولية، من خلال عرقلة دخول المساعدات المنقذة للحياة. مشيرة إلى أن "أمر المحكمة الصادر في مارس (أذار) الماضي، يتطلب من إسرائيل تقديم تقرير إلى محكمة العدل الدولية بشأن تنفيذ إجراءات المحكمة في غضون شهر واحد".

وأضافت "مع ذلك، واصلت السلطات الإسرائيلية عرقلة الخدمات الأساسية ودخول الوقود والمساعدات المنقذة للحياة، وهي أفعال ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وتشمل استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب".

كما أثارت الحملة الإسرائيلية الحالية، رد فعل غاضباً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال: "ألم يعاني المدنيون ما يكفي من الموت والدمار؟ لا يخطئن أحد، فإن الهجوم الشامل على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية".