الخميس 17 أبريل 2014 / 12:38

24 يكشف بالصور: أحد مستشاري الرئيس الأمريكي إخواني حتى النخاع

الميل الغريب لدى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى جماعة الإخوان المسلمين، والتصدي للترويج في وسائل الإعلام على أنها "الضحية"، في الوقت الذي تصنفها فيه دول عربية وغربية مؤثرة بين الجماعات الإرهابية، يبدو مفهوماً أكثر، بقليل من التدقيق في طاقم عمل الرئيس 44 للولايات المتحدة.

تضم الإدارة الأمريكية للرئيس باراك أوباما العديد من الموظفين القريبين من الأفكار الإخوانية، دون أن يتوقف الأمر عند حدود "الإعجاب" بتلك الأفكار.

من بين هؤلاء، شخص مصري الجنسية يدعى محمد الإبياري، ويعمل اليوم مستشاراً في مجلس الأمن الوطني الأمريكي، بعد أن كان خبيراً منذ 2005 بالسياسات الأمنية، مقدماً النصائح الاستخباراتية لعدة وكالات أمريكية وعلى رأسها مكتب التحقيقات الفيدرالي ومجلس الأمن الوطني الأمريكي وغيرها.



 أسس الإبياري في 2002 مؤسسة "الحرية والعدالة"، وهو الاسم نفسه الذي اختاره الإخوان في مصر ليكون عنوان حزبهم السياسي لاحقاً، وتزعم المؤسسة أن هدفها "تعزيز وتحسين العلاقات بين الأديان".

وفي هذا الإطار، يشير تقرير صحافي أعده ستيفن إميرسون، ضمن مشروع "التحقيق حول الإرهاب" والتي أفردها للحديث عن الإبياري، إلى أن "الحرية والعدالة" ليست مؤسسة ربحية تماماً، وقد نشأت بينها وبين مصلحة الضرائب الأمريكية في مايو (أيار) 2010 أزمة عندما لم تقدم التقرير المطلوب منها حول مصادر تمويلها.



ويلفت الكاتب إلى أن أحد مديري المؤسسة يدعى مصطفي كارول، يعمل بمنصب الإدارة التنفيذية لمجلس العلاقات الأمريكية - الإسلامية "كير" فرع مدينة هيوستن، ولاية تكساس، الذي يعد أحد المنظمات التابعة للإخوان المسلمين بأمريكا ويعمل به الإبياري عضواً أيضاً.

وأشار تقرير لقناة "سي. بي. أن."، إلى أن الإيباري كان كرم الإمام الإيراني آية الله الخميني خلال مؤتمر تكساس، واصفاً إياه بصاحب "رؤية إسلامية كبيرة".


مشكلات قانونية
ومن المشكلات القانونية التي عاناها الإيباري خلال عمله في الإدارة الأمريكية، الاتهامات التي وجهت إليه بتسريب معلومات ووثائق حساسة من الشرطة الفيدرالية عن لوائح تتعلق بأشخاص مسلمين، تم وضعهم تحت المراقبة بشبهة الإرهاب، للاستفادة بتسليط الضوء على "الإسلاموفوبيا - الخوف من الإسلام" التي كانت آنذاك تتركز، بشكل كبير، على نشاطات الإخوان على الأراضي الأمريكية، مستخدماً هذه المعلومات للتخفيف عن الضغوطات في سبيل إعطاء مجال أكبر للإخوان في التحرك والتنظيم.



التهم التي وجهت إلى الإيباري بكونه تابعاً لتنظيم الإخوان، وداعماً له في المحافل الأمريكية، لطالما أنكرها، وحاول التملص منها "أنا لا أنتمي لتنظيم الإخوان، ولا أحد من عائلتي عضو في التنظيم، إلا أنني أقف مع المطالب المحقة للإخوان"، يقول الإيباري.

لكن الفترة التي تم تعيينه فيها بمنصب مستشار للأمن القومي منذ سبتمبر (أيلول) 2010 حتى اليوم، تميَّزت بإشارات واضحة على دعمه الكامل لتنظيم الإخوان، خصوصاً من خلال نشاطه على موقع "تويتر".

إذ قام الإيباري في سبتمبر (أيلول) 2013، بالإعلان على "تويتر" بأنه تم إعادة اختياره للمنصب الذي يعمل به، وكان لافتاً أن صورته الشخصية تضمنت شعار "رابعة" الإخواني، إلا أن هذا الأمر لم يكن الدليل الوحيد، على قوته.

مع تفاعل الأزمة المصرية بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، دافع الإيباري عن الإخوان المسلمين بشدة، ما أثار انتقادات واسعة له في وسائل الإعلام الأمريكية، وكان للإيباري رده "إن بعض الإسرائيليين غضبوا من وضع شعار رابعة على بروفايلي الشخصي، الأمر لا علاقة له بكم، إنه فعل شخصي ولا يعبر عن موقف الحكومة الأمريكية".

وعلى الرغم من قيامه بإزالة شعار رابعة عن تويتر، بعد ضغوط كثيرة قيل إنها من الإدارة الأمريكية، استمر بالتغريد الإخواني، منتقداً المشير عبد الفتاح السيسي من جهة، والأقباط المصريين من جهة أخرى، موضحاً في تغريدة أنه قام بالفعل بإزالة الشعار وأنه الآن "يدعم حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية" مضيفاً إلى تلك التغريدة "Anticoup" أي ضد الإنقلاب.



وإن استمر الجدل حول انتمائه السياسي، فالإيباري لم يتوقف يوماً عن التغريد بصور الإخوان وبإظهار دعمه و"حبه" لهم، عندما قام بإعادة التغريد بصورة تظهر تظاهرة للإخوان على جسر النيل معلقاً بالقول "من مصر مع حبي".

وإلى جانب التغريدات، أفصح الإبياري في العديد من المرات عن تمثله بسيد قطب، الذي يعتبر من المؤسسين للإخوان وصاحب الفكر المتشدد في الجماعة "العديد من الغربيين الذين يقرؤون أفكار قطب وكتبه، يرون به شخصية روحية قوية جديدة، أنا أنصح الجميع بقراءة أفكار قطب من دون الخبث الموجود في قلوبنا ومع نظرة لتحسين أمريكا".