الخميس 17 يناير 2019 / 21:54

"أبوظبي الأول للمخطوطات" يختتم أعماله ومستقبل التراث يتصدر النقاشات

اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر أبوظبي الأول للمخطوطات الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في منارة السعديات تحت عنوان "المخطوطات العربية: واقع وقضايا"، بعد نقاشات غنية تتعلق بمستقبل حفظ وفهم التراث ونقله للأجيال القادمة.

وشهد المؤتمر الذي انعقد على مدى يومين زخماً فكرياً، حيث جمع تحت سقفه نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميينَ من مختلف أرجاء العالم، تناولوا واقع ومستقبل حفظ التراث والحلول المتبعة لتوثيق المخطوطات وتحقيقها، وذلك من خلال عدد من الجلسات الحوارية التفاعلية.

وقال المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، عبدالله ماجد آل علي: "النجاح الكبير الذي شهده المؤتمر على مدار يوميه ما هو إلا دلالة على تضافر الجهود الساعية إلى حفظ التراث لأجيال".

وأكد آل علي أن المؤتمر يعد رسالة راسخة تعكس الهدف الموّحد المتمثل في بناء التاريخ المشترك في المنطقة ، وإثراء البحوث الأكاديمية وتشجيع العمل الدولي في هذا المجال.

ولاقى المعرض الذي يقام بالتوازي مع المؤتمر، والذي يستمر حتى 15 فبرايرالمقبل إقبالاً واسعاً من الزوار، حيث يعرض مجموعة نادرة من المخطوطات وأدوات الكتابة التقليدية، أبرزها مخطوط " الذريعة في مكارم الشريعة" للمؤلف الحسين بن محمد بن مفضل الراغب الأصفهاني، والتي يرجع تاريخ نسخها إلى القرن 6هـ-12م، وديوان المتنبي الذي يرجع تاريخ نسخه إلى القرن 12هـ.

الخط العربي
إلى ذلك، يقدم المعرض عدداً من ورشات العمل والتي تهدف إلى تعزيز التفاعل المجتمعي مع الزوار من كافة الشرائح العمرية، ومنها ورشة "حروفيات" والتي تقدمها الأستاذة مريم الجسمي وتستهدف الإلمام بماهية الخط العربي وأصوله ومعايير الجمال ومظاهر الإبداع فيه، وورشة "الخط العربي" والتي يقدمها الأستاذ حسام خورشيد وتتناول فن الخط بالزخرفة العربية وكيف يستعمل في تحلية المخطوطات والكتب وخاصة نسخ القرآن الكريم.

وتوجهت أنظار زوار المعرض إلى جدار الهواة، والذي يتيح الفرصة لهواة الخط العربي لعرض لوحاتهم في المعرض لتشجيعهم و دعمهم، وتشرف عليه الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، والتي تشارك بجدارية حروفية تشكيلية، دمجت من خلالها الحروف العربية وبرزت أصالتها و جمالياتها الفنية باستخدام ألوان الأكرليك والريشة، لتعبر بها عن رقي الحرف العربي.

الجلسات
وتضمن اليوم الختامي للمؤتمر ثلاث جلسات رئيسية، ناقشت الأولى مشكلات تحقيق النصوص، حيث أدارها الدكتور أحمد شوقي بنين من المملكة المغربية وشارك بها كل من الدكتور بشار عواد معروف من المملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور عبدالله يوسف الغنيم من الكويت، والدكتور لطف الله قاري من المملكة العربية السعودية، والدكتور عارف سليمان جمال من الولايات المتحدة الأمريكية حيث تناولت الجلسة تحديات تحقيق النص التاريخي والجغرافي والعلمي والأدبي، وماهية السبيل نحو إيجاد ميكانيكية فعّالة لضمان مواصلة توارث النصوص القيّمة عبر الأجيال.

أما عن الجلسة الثانية فتطرقت لموضوع المشاريع الكبرى لتحقيق كتب التراث، حيث أدارها الدكتور محمد إبراهيم حور من المملكة الأردنية الهاشمية، وشارك بها الأستاذ عبدالله بن يحيى السريحي من الجمهورية اليمنية، والدكتور فايز بن عبدالله الشاماني من المملكة العربية السعودية، والدكتور أنور عليان أبوسويلم من المملكة الأردنية الهاشمية، وشاكر لعيبي من سويسرا، وناقشت الجلسة أمثلة لمشروعات تاريخية رائدة في مجال تحقيق التراث ومنها معجم البلدان لياقوت الحموي، والفلاحة الأندلسية لابن العوام، بالإضافة إلى مشروع تحقيق التراث العربي ونشره في سلطنة عُمان، والرحلات المحققة في مشروع ارتياد الآفاق.

فيما تناولت الجلسة الثالثة مسألة تحقيق النص المجموع، والتي أدارها الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية، وشارك بها الأستاذ إبراهيم سعد الحقيل والدكتور علي بن ناصر الجماح من المملكة العربية السعودية، والأستاذ أحمد محمد عبيد من الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة حياة قارة من المملكة المغربية، وناقشت الجلسة جمع الكتاب التراثي المفقود وتحقيقه، ونموذجا نوري القيسي وحاتم الضامن في تحقيق الشعر المجموع في العراق، وجهود الدكتور عبدالعزيز الفيصل في جمع دواوين الشعر القديم، بالإضافة إلى جهود جمع الشعر الأندلسي وتحقيقه.