طائرات أمريكية تقصف "داعش" في العراق (أرشيف)
طائرات أمريكية تقصف "داعش" في العراق (أرشيف)
الإثنين 1 سبتمبر 2014 / 13:44

مجلة أمريكية: أوباما متردد "كعادته" في مواجهة داعش

24 - إعداد: ميسون جحا

نشرت مجلة "نيو ريببلك" الأمريكية في عددها الأخير تقريراً حول الفوائد الكبيرة، المعنوية والعسكرية، للعمليات الإنسانية التي تنفذها القوات الأمريكية في العراق.

الرئيس الأمريكي لا يزال متردداً كعادته، إذ حفلت أذوناته بإنزال مساعدات غذائية، وتوجيه ضربات جوية بشروط وتقييدات وتبريرات زاخرة بتطمينات بشأن عدم تحمسه لعمل عسكري في العراق

وفي بداية التقرير، الذي حمل عنوان "أوباما مخطئ، عصر المعونات الإنسانية لم ينته"، قال الكاتب ليون ويسيلتير: "عندما سمعت أن الطائرات الأمريكية حلقت في أجواء العراق، شعرت بسرور عارم. ها نحن قادمون لإنقاذ رجال ونساء وأطفال كانوا سيقضون، في غيابنا، جوعاً وعطشاً. ليست عمليات الإنقاذ عبئاً، بل شرفاً لنا. عند تذكر حالة الأيزيديين فوق جبل سنجار، ندرك أن قواتنا شكلت ميزة كبيرة، وكما ملأت تلك العملية قلبي بفرح عارم، لشعوري أن أعداء أولئك الضحايا هم أعداء لنا أيضاً، فإن رفع علم داعش الأسود يستفز حتى أكثر الواقعيين لطفاً. نحن لم نخرج للبحث عن وحوش لنقتلهم، بل هؤلاء موجودون، ويسعون هم إلى قتلنا مع آخرين كثر".

هروب مقاتلي داعش

وبعد أن تتساءل "نيو ريببلك" عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ساعية فعلياً إلى القضاء على "داعش"، تضيف أنه عندما أذٍن أوباما باستخدام القوة لإيصال المساعدات الإنسانية للأيزيديين، ولحماية الأمريكيين في أربيل وبغداد، كان لا بد من تهنئته، لأنه تصرف على غير عادته، ونما في نفوس الأمريكيين أمل بأن يستقي رئيسهم أوباما دروساً مفيدة من فعالية أعمالهم العسكرية والإنسانية المحدودة، إذ تم إنقاذ ضحايا، وتأمين سد الموصل، وهروب مقاتلي الدولة الإسلامية إلى سوريا. وإذا لم يكن ممكناً تحقيق تلك الإنجازات من دون مساعدة القوات العراقية والكردية المنتشرة على الأرض، فإنه لم يكن بمقدور تلك القوات تحقيق ما تم تحقيقه من دون مساعدة الطائرات الأمريكية.

وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكي لا يزال متردداً كعادته، إذ حفلت أذوناته بتأمين مساعدات غذائية، وتوجيه ضربات جوية محدودة ومقيّدة، بشروط وتبريرات زاخرة بتطمينات بشأن عدم تحمسه لعمل عسكري، كأنه يعتذر عما سمح بتنفيذه. وهو اهتم بذكر نتائج التحرك العسكري، وليس بأسبابه.

مبررات استراتيجية وأخلاقية
ولفت تقرير المجلة النظر إلى حقيقة أن معظم الضربات الجوية في شمال العراق تمت من أجل تأمين وحماية سد الموصل، قبل أن تساءل كاتبه: "هل جاءت الضربات انطلاقاً من الخوف على الأمريكيين من البلل فيما لو انفجر السد؟ بالطبع يجب حماية الأمريكيين، لكن لا بد من التعامل بجدية مع العملية العسكرية ضد "داعش"، إذ برِّرت المعركة ضد "الدولة الإسلامية" على أسس استراتيجية وأخلاقية".

سياسة احتواء
كما تساءلت "نيو ريببليك": هل يعقل أن تتبع واشنطن سياسة الاحتواء وحسب تجاه تنظيم إرهابي، اعتمد قطع الرؤوس، وصلب من يعتبرهم كفاراً، واغتصب مقاتلوه نساء، وباعوا أخريات كإماء في سوق نخاسة دولة "داعش"، فضلاً عن زرع الرعب، وإطلاق التهديدات الإرهابية في المنطقة، وحول العالم؟

وذكرت المجلة حالة مشابهة في كمبوديا، عندما قتل مسلّحو "الخمير الحمر"، في سبعينيات القرن الماضي، مئات آلاف المدنيين. آنذاك، اقترح مؤرخ وسناتور أمريكي يدعى جورج ماكغوفيرن تنفيذ عمل عسكري غربي ضد "الخمير الحمر". واعتبرت المجلة أن اقتراح ماكغوفيرن لا بد من أن يجد صداه اليوم إزاء السياسة الأمريكية المترددة في القيام بعمل عسكري جاد في العراق.

معالجة الأسباب لا النتائج
وأضافت المجلة أن مشكلة الإدارة الأمريكية في تعاملها مع خطر "داعش" تكمن في تفادي معالجة أسباب ظهوره وتماديه، إذ لم تحرك واشنطن ساكناً على الرغم من مقتل أكثر من ٢٠٠ ألف سوري، وتهجير ملايين آخرين، ثم ظهور التنظيم وتمدده، حتى أعلن عن "دولته الإسلامية". هكذا أدى تقصير واشنطن في التحرك ومواجهة الإرهاب في سوريا، إلى ارتكابها خطأ كبيراً، حتى بات تنظيم "داعش" يهدد أمنها، ويهدد أيضاً بقتل كل أمريكي تطاله قبضته.

وختمت "نيو ريببليك" تقريرها بدعوة أوباما إلى التحرك عسكرياً، بشكل يتجاوز المساعدات الإنسانية، التي على الرغم من جدواها في إنقاذ آلاف المحاصرين، لن تُنهي خطراً كبيراً يمثله تنظيم "داعش" الإرهابي.