الإثنين 15 سبتمبر 2014 / 01:47

صحيفة إيرلندية: كيف سيكون شكل الدولة الإسكتلندية المقبلة؟

24 - إعداد: فاطمة غنيم

أكد الكاتب الصحفي الفيلسوف الإيرلندي فينتان أوتول، في مقال له نشرته صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية اليوم الأحد، ضرورة أن يعي الإسكتلنديون الخطوة التي سيقدمون عليها في تصويت الاستقلال عن بريطانيا يوم 18 سبتمبر (أيلول).

وأوضح الكاتب في مستهل مقاله، أن الدولة الحرة لا تعني امتلاك القدرة على أن تفعل ما تريد، فالحكومات والدول الكبيرة أو الصغيرة منها تمتلك مساحات ضئيلة للمناورة.

ولفت الكاتب إلى أن إسكتلندا المستقلة ستواجه نفس القيود على حرية عملها كما هو الحال الآن، إذ سيظل الخيار الديمقراطي مقيّداً بقوة الأقليات الحاكمة والأسواق وعدم المساواة.

وقال الكاتب إنه لا يمكن امتلاك الحرية بمجرد إعلانها، وإذا امتلكتها فهي عمل معقد ومقيد ومتنازع عليه، مضيفاً أنه يعتري الإسكتلنديون، الذين في طريقهم إلى الاستقلال الوطني متأخراً، بعض الأوهام، إذ يعتقد أكثرهم أن التحرر الوطني هو لحظة عظيمة من التحول التي سيصير كل شيء بعدها أسهل وأنقى وأفضل.

وذكر الكاتب أن: "الحرية الوطنية ليست بلا معنى، فمساحة المناورة يمكن توسيعها، وخيارات الديمقراطية يمكن تنويعها، وشروط الصراع بين المصالح العامة والخاصة يمكن إعادة التفاوض حولها، كما يمكن للمواطنين أن يصبحوا أكثر قوة من جانب إصرارهم على اللياقة والكرامة".

وأضاف: "يمكن لمكان أن يصبح مجتمعاً وثقافة فضلاً عن اقتصاد، وكلما زادت القيود، تعرّت أكثر قوة النخب غير الخاضعة للمساءلة، وزادت حيوية المجتمع في اغتنام كل ما تبقى من الحرية الجماعية".

وشدد الكاتب على أن "الحرية الوطنية ليست مرادفاً لعدم خسران أي شيء، وإنما مرادفاً لعدم وجود من تلقي عليه باللائمة سوى نفسك، فهذه الحرية لها ثمن، مثلما نضع الخسائر أمام الأرباح، لهذا فإن المراجعة تصبح ذات أهمية على المدى البعيد، فإذا قمت بإجراء الخيارات الخاصة بك، فإنك تصبح مسؤولاً عن نتائجها".

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "هناك ارتياح عميق عندما نتخيل قدر الروعة في أن يتركنا هؤلاء الأوباش الأجانب وشأننا، خاصة بالنسبة للدول الصغيرة التي تكون جزءاً من إمبراطورية أكبر، إن الشعور بالحرية يعني أن نضطر إلى العيش مع الإدراك بأن هذا قد لا يكون رائعاً على الإطلاق، والحرية بهذا المعنى ليست وهما، وإنما خيبة أمل متعمدة".