الخميس 9 أكتوبر 2014 / 14:21

خبراء أمريكيون يشككون في جدوى الحرب الجوية على داعش

عندما سئلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي آخر مرة عن الأماكن التي حقق فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مكاسب على الأرض في حربه ضد مليشيات تنظيم داعش تلعثمت وقالت: "لحظة، سأعثر عليها" وهو ما دفع أحد الصحفيين لسؤالها: "هل يعني ذلك أنها لم تحقق مكاسب؟" ثم ضجت القاعة بالضحك.

ولكن الأمر أكثر خطورة من ذلك، فهل تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها تركيع تنظيم داعش أم أنهم لا يستطيعون ذلك؟.

تلقي الولايات المتحدة منذ نحو 60 يوماً قنابل على العراق ثم على الجارة سورية، ورغم أن هذه الغارات الجوية عطلت الزحف المخيف لداعش إلا أن الغارات الأمريكية التي تتم على استحياء لا يمكن وصفها بالناجحة بأي حال.

وهناك مخاوف من أن تحدث مذبحة على أيدي الجهاديين بحق الأكراد المحاصرين في مدينة "عين العرب" (كوباني) شمال سوريا حيث بدأت صحيفة لوس أنجليس الأمريكية التحدث بالفعل عن "هزيمة صريحة".

وإذا صدقنا الاستراتيجيين العسكريين والمحللين العاملين بالمؤسسات البحثية المتخصصة في واشنطن فإن المتطرفين تكيفوا بسرعة على الغارات الجوية التي تشنها أمريكا وحلفاؤها.

بل إنه وقبل بدء الغارات على تنظيم الدولة اللا- إسلامية كان هناك خلاف في الولايات المتحدة بشأن النجاح الذي يمكن أن تحققه المقاتلات الأمريكية وقاذفات القنابل وصواريخ توماهوك الموجهة والطائرات التي بدون طيار وبقية ترسانة العتاد الأمريكي المتطورة ضد مقاتلي التنظيم الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل والذين يسعون لإقامة دولة الخلافة في المنطقة.

وتعتمد الحرب الأمريكية على التنظيم في العراق وسوريا على الاستراتيجية التي طورها الكولونيل الأمريكي كلينته هينوت أثناء الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية واليابان والتي يتم من خلالها انتقاء أهداف هامة للعدو واستهدافها.

كما تعتمد هذه الاستراتيجية التي قدمها هينوت في ورقة بحثية لمجلس العلاقات الدولية على استهداف قادة العدو، وأنه كلما تم التخلص من أكبر عدد ممكن منهم كلما كانت الحرب أقصر وأقل خسائر للطرفين.

وتم التوسع في هذه الاستراتيجية في ثمانينيات القرن الماضي واستخدامها خلال حرب الخليج الثانية من خلال زيادة تطوير أسلحة ذات قوة أكبر على التخفي ودقة أكبر.

ولكن وبعد التخلص من الدكتاتور صدام حسين ظل هناك خلاف بشأن ما إذا كانت الحرب الجوية وحدها قادرة على شل حركة العدو فعلاً حسب الخطط الموضوعة، أم أن هذه الغارات يمكن أن تتسبب في المزيد من الفوضى والتهديدات على الأرض.

ولأن نقص القوات الخاصة على الأرض السورية يؤدي إلى عدم توفر معلومات مهمة تؤدي إلى قتل قيادات تنظيم داعش فإن التحالف الدولي يسعى للضغط على التنظيم، وذلك من خلال تنفيذ غارات جوية على مقار القيادة الرئيسية ومعسكرات التدريب والمركبات المسلحة و مواقع القتال "وبينما يعتقد البعض أن هذه الغارات ستشل التنظيم فإن معظم القيادات العسكرية لا تعتقد ذلك" حسبما أوضح هينوت.

ولكن الحقيقة هي أن تنظيم داعش يتكيف مع هذه الغارات من خلال إخلاء مراكز القيادة وتوزيع القوات وعدم تركيزها في مكان واحد والعثور على طرق أخرى للتدريب والإمدادات.

كما يرى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، جون كيربي أن مقاتلي التنظيم يتناثرون ويختبئون بين السكان ويتواصلون بشكل مختلف، على أية حال لم يعد هؤلاء المقاتلون يتحركون بحرية.

ولكن الكثير من الخبراء العسكريين يرون أن تحقيق نجاح عسكري حاسم يحتاج على الأقل إلى قوات برية أمريكية محدودة يمكنها تحديد الأهداف التي يجب استهدافها من الجو، فهذا الدور لا تستطيع طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية القيام به وحدها.

ورأى وزير الدفاع الأمريكي السابق ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، سي أي ايه، ليون بانيتا، ضرورة ألا يستبعد رؤساء الولايات المتحدة أي خيار عسكري، منتقداً بذلك استبعاد خيار القوات البرية.

ويخشى بانيتا أن يتسع خطر تهديدات تنظيم الدولة اللا - إسلامية إلى بلاد مثل نيجيريا والصومال واليمن وليبيا. وقال مشيراً لذلك: "أعتقد بأننا نواجه بذلك نوعاً من الحرب التي يمكن أن تستمر 30 عاماً".