مقاتلة إسرائيلية.
مقاتلة إسرائيلية.
الإثنين 15 أبريل 2024 / 16:46

لهذه الأسباب لا ترغب روسيا بحرب بين إسرائيل وإيران

أدت غارة جوية إسرائيلية على سفارة إيران في العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي إلى مقتل ثلاثة جنرالات في الحرس الثوري الإيراني وأربعة ضباط عسكريين إيرانيين آخرين، وردت إيران على الهجوم بسرب من المسيرات والصواريخ.

روسيا ستخسر الكثير في حال تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أوسع نطاقاً

وتوعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأن إسرائيل "ستندم على هذه الجريمة". وهناك مخاوف كبيرة من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي أوسع وربما مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل.
وعلى الرغم من أن هناك من يقول إن موسكو تستفيد من الفوضى في الشرق الأوسط، حيث تحول انتباه الغرب وموارده عن أوكرانيا، ترى ميشي غريسيه، باحثة أولى في مجال السياسات في مؤسسة راند البحثية الأمريكية والمختصة بالشأن الإيراني والاستراتيجية العسكرية الروسية، في تحليل بموقع "ناشيونال إنترست" أن روسيا ستخسر الكثير في حال تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أوسع نطاقاً.

روسيا وتعزيز نفوذها في المنطقة

وقال الباحث: "أمضت روسيا العقد الماضي في تعزيز نفوذها في المنطقة خاصة في سوريا". 

وأنشأت روسيا وجوداً دائماً بقواعد عسكرية لها في طرطوس وحميميم، وبعد الانسحاب الأمريكي من سوريا في عام 2019، تدخلت روسيا، وساعدت قوات الحكومة السورية على استعادة السيطرة على شمال شرق البلاد.

وفي العام نفسه، أجرت روسيا مناورات بحرية مشتركة مع مصر، وأظهر بناء محطة نووية روسية الصنع في مصر في وقت سابق من هذا العام النمو المستمر للعلاقات بين البلدين.
وفي حين استفادت روسيا من عدم الاستقرار في سوريا وليبيا لترسيخ نفسها كضامن للأمن الإقليمي، فإنها ليست في وضع يسمح لها بجني فوائد مماثلة إذا تصاعدت الحرب بين إسرائيل وحماس. ويعكس هذا جزئياً انشغال روسيا بغزو أوكرانيا. 

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فشلت روسيا، التي انشغلت بالحرب، في التدخل نيابة عن حليفتها السابقة أرمينيا عندما اجتاحت القوات العسكرية الأذرية منطقة ناغورنو قره باغ العرقية الأرمينية. ويشير هذا إلى أن روسيا تفتقر حالياً إلى القدرة على العمل كقوة لتحقيق الاستقرار في منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي، ناهيك عن الشرق الأوسط.

بوادر تضاؤل النفوذ الروسي

ولفت الكاتب إلى وجود علامات أخرى تدل على أن نفوذ روسيا في الشرق الأوسط قد يتضاءل.

وقال إن تطور العلاقة بين روسيا وإيران قد يحمل أدلة حول وضع موسكو المستقبلي في المنطقة. فمنذ بداية الغزو قبل عامين، عملت روسيا على تعميق شراكتها مع إيران، وسعت إلى تحقيق قدر أكبر من التعاون الدفاعي والاقتصادي.

ووجدت روسيا مورداً عسكرياً مهماً في إيران، حيث زودت موسكو بأنظمة جوية بدون طيار وصواريخ باليستية وطائرات مقاتلة. كما أدت العلاقة الوثيقة مع إيران إلى تحسين قدرة روسيا على تحمل العقوبات الدولية.
وأضاف الكاتب: "قد تشير صداقة موسكو المتنامية مع طهران إلى أن النفوذ الروسي في الشرق الأوسط ما يزال قوياً. ومع ذلك، قد يشير الأمر أيضاً إلى عكس ذلك: فقد تدرك روسيا أن دورها المستقبلي في المنطقة سيكون مشروطاً لصالح إيران ذات القدرات المتزايدة. ولكي تحقق موسكو أهدافها الاستراتيجية طويلة المدى في الشرق الأوسط، يجب أن تقيم علاقة عمل وثيقة مع طهران.
وقال الكاتب: "من الممكن أن يؤدي تصاعد الصراع الحالي في الشرق الأوسط إلى ظهور توترات جديدة. إن الصراع الإقليمي الأوسع، وخاصة إذا كان ينطوي على صراع مباشر بين إسرائيل وإيران، من شأنه أن يحد من قدرة إيران على الاستمرار في العمل كمورد عسكري لروسيا. وقد تطلب طهران المزيد من الدعم عندما تكون لدى روسيا قدرة محدودة على تقديمه."
وأضاف: "مما يثير القلق أيضاً بالنسبة لروسيا أن الصراع الأوسع في الشرق الأوسط يمكن أن يمنح الصين فرصة للعمل كوسيط، كما فعلت في التفاوض بين المملكة العربية السعودية وإيران في مارس (آذار) 2023. وقد ساهمت حرب أوكرانيا بالفعل في اعتماد روسيا المتزايد على الصين. وسيكون هناك رد فعل روسي حساس بشكل خاص للمحاولات الصينية للتعدي على نفوذها في الشرق الأوسط.

قواعد اللعبة

في الوقت الحالي، يقول الكاتب، يبدو أن "روسيا تتبع قواعد اللعبة المتوقعة: فقد أدانت إسرائيل لانتهاكها سيادة سوريا ونشرت المزيد من القوات في المنطقة التي تسيطر عليها سوريا في مرتفعات الجولان، ويبقى أن نرى ما إذا كنا سنشهد تصعيداً كبيراً في الأيام المقبلة وما إذا كانت روسيا ستكون قادرة على إدارة المخاطر المصاحبة".