الإثنين 15 أبريل 2024 / 19:53

الحلفاء لا يرغبون برد إسرائيلي على الهجوم الإيراني

بدأت رغبة حلفاء تل أبيب من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، بالظهورعلناً بعدم رغبتهم بحدوث رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق، ومحذرة من أن الرد العسكري قد يدفع الشرق الأوسط إلى "حرب شاملة"، بينما تستعد حكومة الحرب الإسرائيلية للاجتماع ومناقشة خياراتها ضد طهران.

الجانب الإيراني أدعى أنه تصرف فقط دفاعاً عن النفس في مواجهة الانتقادات والتداعيات الدبلوماسية المحتملة

وبحسب تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أشار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الإثنين، لما قاله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه في حين أن الميل للرد على ما يقرب من 350 طائرة بدون طيار وصواريخ أطلقتها طهران له ما يبرره، إلا أن على إسرائيل التفكير ملياً بهذا الفعل إن أقدمت عليه وقررت تنفيذه.

تجنب الرد

وقال كاميرون إن المملكة المتحدة نصحت إسرائيل أنه سيكون من الأفضل "عدم الرد"، معلناً أن الهجوم كان "هزيمة مزدوجة" لإيران لأنه فشل في التسبب في أضرار جسيمة لإسرائيل بينما كشف في الوقت نفسه "للعالم أن إيران هي صاحبة النفوذ الخبيث في المنطقة والمستعدة للقيام بكل ما هو مطلوب لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تضغط على إسرائيل لإظهار ضبط النفس ووقف التصعيد، إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل ستتخذ في النهاية قراراتها الخاصة فيما يتعلق بكيفية حماية مواطنيها.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوسائل الإعلام الفرنسية، الإثنين، بأن فرنسا أيضاً تقدم المشورة لإسرائيل في أعقاب الهجوم الإيراني، مقترحة "سياسة العزلة" بدلاً من سياسة الانتقام. وقال إن الوضع في الشرق الأوسط “غير مستقر للغاية”، مضيفاً أن فرنسا تحث إسرائيل على ضبط النفس وتظل ملتزمة بضمان حمايتها.

وقال لقناة "بي.أف.أم.تي.في" الإخبارية: "سنبذل قصارى جهدنا لتجنب اندلاع حريق”، مضيفاً أنه من المقرر أن يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في وقت لاحق الإثنين، وأنه على اتصال مع دول أخرى في المنطقة.

الهجوم رد فعل

وشنت طهران هجومها على إسرائيل بعد غارة جوية دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل عدد من أعضاء الحرس الثوري الإسلامي، من بينهم جنرالان. وألقت كل من سوريا وإيران اللوم على إسرائيل في الهجوم، على الرغم من أن تل أبيب لم تعلق على هذه الاتهامات.

وفي إطار الدفع بسياسة عزلة مماثلة لتلك التي اتبعتها فرنسا، قال كاميرون إن حكومة المملكة المتحدة تدرس الخطوات الدبلوماسية التي يمكن أن تتخذها ضد إيران، بالإضافة إلى العقوبات الـ400 التي نفذتها بالفعل.

وضمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك صوتها إلى صوت نظيريها الفرنسي والبريطاني وقالت في مؤتمر صحفي في باريس إنه بعد "انتصارها دفاعياً" يتعين على إسرائيل الآن تأمين انتصارها بالوسائل الدبلوماسية. وأضافت "علينا الآن منع التصعيد في المنطقة"، مضيفة أنها تحدثت مع وزير الخارجية الإيراني، الأحد، وحذرته بوضوح من المزيد من التصعيد.

وبينّت الصحيفة، أن الجانب الإيراني أدعى أنه تصرف فقط دفاعاً عن النفس في مواجهة الانتقادات والتداعيات الدبلوماسية المحتملة، أنه تصرف فقط "دفاعاً عن النفس"، واقترحت أن الغرب "يجب أن يقدر ضبط النفس الذي تمارسه إيران في الأشهر الأخيرة" في تعاملها مع إسرائيل.

وذكرت في الخارجية الإيرانية أنه "بدلاً من توجيه اتهامات لإيران، يجب على الدول (الغربية) إلقاء اللوم على نفسها والرد على الرأي العام بشأن الإجراءات التي اتخذتها ضد... جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل" في حربها ضد حركة حماس المدعومة من طهران في غزة.

ضبط النفس

وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه في الوقت نفسه الذي يحث فيه الحلفاء على "ضبط النفس" ووقف التصعيد، استعدت حكومة الحرب الإسرائيلية للانعقاد مرة أخرى بعد انتهاء اجتماع استمر 3 ساعات بعد ظهر، الأحد، دون اتخاذ قرار بشأن أفضل السبل للرد على إيران وإلى جانب مداولات مجلس الوزراء الحربي بشأن تنفيذ هجوم انتقامي، حثت إسرائيل العالم على معاقبة إيران بعقوبات وإجراءات دبلوماسية أخرى.

وفي المنبر الدولي وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأحد، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان المجلس إلى إدانة إيران وإعادة فرض العقوبات وتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" وقال: "لم يعد زر الغفوة خياراً. الخيار الوحيد هو إدانة إيران واستخدام كل الوسائل اللازمة لجعلها تدفع ثمناً باهظاً لجرائمها الفظيعة".

وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، إن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً إلى محاسبة طهران من خلال استخدام القوة الدبلوماسية ودعا مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً إلى "إدانة الهجوم الإيراني" بشكل لا لبس فيه، قائلاً إن مجلس الأمن ملتزم بعدم ترك تصرفات إيران تمر دون رد.

وأضاف السفير الأمريكي: "في الأيام المقبلة، وبالتشاور مع الدول الأعضاء الأخرى، ستستكشف الولايات المتحدة إجراءات إضافية لمحاسبة إيران هنا في الأمم المتحدة".

في المقابل دافع السفير الإيراني أمير سعيد إرافاني، أمام مجلس الأمن عن حق بلاده في ضرب إسرائيل، مدعياً أن "العملية الإيرانية كانت بالكامل في إطار ممارسة حق إيران الأصيل في الدفاع عن النفس وأضاف أن "هذا الإجراء الذي تم التوصل إليه كان ضرورياً ومتناسباً".