مقاتلة "أف 15" إسرائيلية فوق القدس.
مقاتلة "أف 15" إسرائيلية فوق القدس.
الثلاثاء 16 أبريل 2024 / 16:20

لماذا ساعدت أمريكا إسرائيل في التصدي لهجمات إيران؟

لفت المحلل السياسي جورج فريدمان إلى أن الولايات المتحدة تبنت استراتيجية وطنية مصممة لاستخدام القوة من دون المخاطرة بوقوع خسائر بشرية بين صفوفها.

استخدمت واشنطن ولندن أصولاً بحرية مسلحة بأنظمة مضادة للصواريخ

 وظهرت هذه الاستراتيجية بشكل كامل في أوكرانيا حيث لعبت واشنطن دوراً مهماً وربما حاسماً، لا من خلال إرسال قوات، بل عبر تسليح الجيش الأوكراني مع استخدام إشارات سياسية وإمكانية وجود عسكري متزايد لمحاولة تشكيل التحرك الروسي.
وأضاف الكاتب في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن هذه السياسة تتناقض بشكل صارخ مع تلك التي تبنتها في فيتنام حيث تكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة وتداعيات سياسية حادة في الداخل. وكانت السياسات خلال العمليات في العراق وأفغانستان عبارة عن تنويعات في تلك الاستراتيجية.

حاجة إسرائيلية؟

وتابع الكاتب أنه إذا كان هناك اعتقاد بأن التدخل في أوكرانيا كان فريداً من نوعه، فإن الأحداث التي وقعت ربما ربما توحي بخلاف ذلك. 

وردت إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع على قصف سفارتها في دمشق، بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، ويبدو أنها لم تسبب سوى أضرار قليلة للغاية، حيث يظهر أن النظام الدفاعي الإسرائيلي المتعدد الطبقات اعترض معظم القذائف، بكلمات أخرى، لم تكن إسرائيل بحاجة بالضرورة إلى مساعدة خارجية في هذه المرحلة.
مع ذلك، استخدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أصولاً بحرية مسلحة بأنظمة مضادة للصواريخ من أجل اعتراض الصواريخ الإيرانية فوق سوريا والعراق والأردن.

وفي هذا الوقت، ليس هناك ما يشير إلى أن إيران كانت تستهدف أصولاً أمريكية أو بريطانية – أو أن الإسرائيليين كانوا بحاجة إلى المساعدة.

ليست مسألة اصطفاف

التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن ذلك كان إشارة إلى إيران بأن الهجوم على إسرائيل قد يستدعي تدخلاً أمريكياً وبريطانياً، ولو بدون قوات على الأرض، بحسب الكاتب، للولايات المتحدة تاريخ طويل وغير سار مع إيران، وقد أرادت تذكير طهران بأنها ستواجه أكثر من عدو إذا واجهت إسرائيل. 

وكان المشروع النووي الإيراني يثير قلق الولايات المتحدة لبعض الوقت، وكذلك محاولات إيران لإعادة تشكيل المنطقة بحسب رغبتها، وتعتبر الولايات المتحدة القوة الإيرانية تهديداً للمصالح الأمريكية. وقد تكون إسرائيل حليفة لأمريكا، لكن الدفاع عن إسرائيل لم يكن الدافع الأساسي لواشنطن، كان دافعها الأساسي هو ردع السلوك التوسعي من جانب إيران.

أحداث أوكرانيا

إذن، إن تصرفات واشنطن تتماشى مع رغبتها بعدم نشر قوات في حرب مع عدو متحمس للغاية ويقاتل على أراضيه. فعندما يكون مُدافع متحمساً ومسلحاً بشكل معقول، كما كانت الحال في فيتنام على سبيل المثال، تصبح الولايات المتحدة غير قادرة لأسباب استراتيجية وسياسية على تحمل الصراع والخسائر إلى أجل غير مسمى.

ومع ذلك، يرى استراتيجيون أمريكيون أنه من الضروري إظهار أن الصراع مهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأنها مستعدة لتشكيل القتال وفقاً لذلك – لكن ليس باستخدام قوات على الأرض.
بعبارة أخرى، تشبه استراتيجيتها في الصراع الشرق الأوسطي تلك التي اتبعتها في أوكرانيا عبر تعزيز حلفائها بأسلحة قوية مع تجنب وقوع إصابات.

ويرى المراقبون الآن أن شيئاً مماثلاً قد يظهر في الشرق الأوسط، فكما أن اهتمام الولايات المتحدة في أوكرانيا لا يتعلق بأوكرانيا بمقدار ما يتعلق باحتواء روسيا، لا يتعلق التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط بدعم إسرائيل ببساطة بمقدار ما يتعلق باحتواء إيران، إن اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية لا يقدم الكثير لزيادة القدرة الدفاعية لإسرائيل، لكنه يفعل الكثير لإظهار نوايا الولايات المتحدة في المستقبل.