ميليشيا حزب الله الإرهابية (إكس)
ميليشيا حزب الله الإرهابية (إكس)
الثلاثاء 16 أبريل 2024 / 15:28

حزب الله في أمريكا اللاتينية.. مخدرات وإرهاب وفساد

كشفت سلسلة من التحقيقات الصحافية الفرنسية، عن نسج أعضاء في حركة ميليشيا حزب الله اللبنانية وراعيها الإيراني، شبكة كثيفة من الاختلاس والفساد وتجارة المخدرات ودعم الإرهاب في أمريكا اللاتينية.

ورأى محللون سياسيون أنّه مثل أيّ جماعة إرهابية، فإنّ هؤلاء بحاجة إلى التمويل، وتُعتبر المخدرات أحد أكثر الأنشطة ربحاً لهم.

وكشف تحقيق شامل أجراه كبير المراسلين في مجلة "ذا بوينت" الفرنسية، غيوم بيرييه، عن أنظمة مُعقّدة تتراوح بين نشر التطرّف وأعمال الإرهاب والفساد المالي بما في ذلك تهريب المخدرات وغسل الأموال، وخاصة في كولومبيا التي تُوفّر اليوم حوالي 70% من الكوكايين في العالم، لدرجة أنّ أموال تجارة المخدرات أصبحت اليوم المصدر الرئيسي الثاني لتمويل حزب الله بعد الدعم المالي الكبير الذي تُقدّمه له طهران.

وتعتمد الشبكات الغامضة للحزب اللبناني، وفق الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي لوك دي باروشيز، على جاليات كبيرة من الشتات من أصول عربية يتراوح تعدادها ما بين 12 و 18 مليون في جميع أنحاء قارة أمريكا اللاتينية، حيث تمكّن حزب الله من اختراق العشائر العائلية القوية بما سمح له بالاعتماد على قائمة اتصالات طويلة من الشخصيات المؤثرة في تلك الدول من التي ترجع أصولها إلى عدد من دول منطقة بلاد الشام.

تقنيات تهريب

من جهته، ذكر بيرييه أنّ المخدرات التي يُتاجر بها داعمو حزب الله، قد تكون مُخبّأة في صناديق الأناناس أو شحنات الموز لشحنها إلى أوروبا أو إلى أمريكا الشمالية. كما ويُمكن تحويل المخدرات إلى فحم حيث طوّر الكيميائيون المحليون هناك تقنية لتشويه المسحوق الأبيض وتغيير مظهره ورائحته لجعله غير قابل للاكتشاف عبر الكلاب البوليسية المُدرّبة.

وتحدّثت سلسلة التحقيقات الفرنسية التي ما زالت تُنشر تباعاً عن صلة نشاط حزب الله اللبناني في أمريكا اللاتينية باغتيال المدعي العام في الباراغوي مارسيلو بيتشي، أحد رموز مكافحة الجريمة المنظمة، في عام 2022.

وكذلك في فنزويلا حيث تمّ مؤخراً اعتقال نائب الرئيس ووزير النفط السابق طارق العيسمي، وهو مهندس التقارب بين كراكاس وطهران، ويخضع للعقوبات الأمريكية بسبب ضلوعه في تهريب المخدرات.

وتصل التحقيقات في نشاط حزب الله وتجارته بالمخدرات إلى فرنسا حيث تمّ اعتقال بعض أعضائه فيما تمكّن آخرون من الفرار إلى لبنان.

ستار اللغة والدين

وفي بوغوتا على سبيل المثال، يقول غيوم بيرييه إنّ السلطات الكولومبية تُراقب مركزاً دينياً لحزب الله باعتباره بمثابة ستاراً للنفوذ الإيراني، حيث يُقدّم المركز بشكل ظاهري دورات في اللغة العربية والتعريف بالإسلام، لكن خلف هذه الواجهة سيكون المركز أيضاً ناقلاً لنفوذ إيران في أمريكا اللاتينية، وحتى مركزاً لتجنيد أعضاء في حزب الله في العاصمة الكولومبية.

وبحسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإنّ الدعم لحزب الله ونظام الملالي قائم بقوة في دول أمريكا اللاتينية باعتبارها مُعادية تاريخياً للولايات المتحدة، وخاصة من قبل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، لكنّ هذه التحالفات هي أقرب إلى ما يُطلق عليه مناهضة الإمبريالية وليس تعاوناً استراتيجياً فاعلاً.

وتؤكد بنهاس الكاتبة في مجلة "ماريان" أنّه "لن نرى أيّ دعم عسكري ملحوظ من دول أمريكا اللاتينية هذه لحزب الله، لكنّ علاقاتهما الواسعة تعني أنّ وكلاء إيران، وعلى وجه الخصوص، الحزب اللبناني له حضور كبير في أمريكا اللاتينية حيث هناك جسور مالية وشتات عربي كبير.

خلايا نائمة ولكن جاهزة

وكانت مصادر فرنسية كشفت العام الماضي، نقلاً عن معلومات من الشرطة الفيدرالية البرازيلية، أنّ حزب الله اللبناني يقوم بعمليات تجنيد مكثفة لعناصر موالية له في البرازيل والدول المُجاورة لها، حيث تمّ البدء بتدريب هؤلاء لشنّ هجمات على أهداف مُحددة في كل من كولومبيا والإكوادور وبوليفيا.

وأثارت هذه العمليات مخاوف جديدة، من وجود ميليشيات ناشئة تتبع حزب الله في بعض دول أمريكا اللاتينية. كما وسبق وأنّ أعلنت السلطات الأرجنتينية توقيف أجانب يحملون جوازات سفر كولومبية وفنزويلية ينحدرون من أصول عربية للاشتباه في قيامهم بالتخطيط لعمل إرهابي.

ونبّهت تلك المصادر إلى أنّ "حزب الله" يُحاول توسيع إنشاء شبكة سرّية في مختلف أنحاء العالم من خلال تأسيس خلايا نائمة جاهزة للعمل عند صدور التعليمات، وذلك على الرغم من أنّ بعض العناصر الذين يتم تجنيدهم لصالح حزب الله ليس لديهم أيّ انتماءات دينية أو سياسية أو ولاءات محددة، ولكن يتم جذبهم بمغريات مالية كبيرة.