أوكرانيون يعاينون خراباً في بناية سكنية خلفه هجوم روسي (وكالات)
أوكرانيون يعاينون خراباً في بناية سكنية خلفه هجوم روسي (وكالات)
الأربعاء 17 أبريل 2024 / 09:45

سقوط خاركيف الأوكرانية.. مسألة وقت

يتعمق الجيش الروسي أكثر فأكثر في أوكرانيا المجاورة، مدعوماً بتفوق السلاح والأعداد، مقارنة مع خصمه الغارق في البحث عن دعم غربي جديد، حتى تفاقمت الأمور، وباتت المدافع الروسية تحاصر مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، منتظرة اللحظة المناسبة لتحويلها لقمة سائغة، وفرض سيطرتها المطلقة عليها.

ومع دخول الحرب عامها الثالث في فبراير (شباط) الماضي، حققت روسيا تقدماً كبيراً، وسيطرت على عدد من المدن والبلدات المهمة في شرق أوكرانيا، تحضيراً لدخول خاركيف، المدنية الاستراتيجية، التي تقع على بعد أميال فقط من الحدود الروسية، وتعتبر هدفاً شهياً لموسكو باعتراف كييف، بحسب ما أكدته مجلة "نيوزويك". 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة "بيلد" الألمانية في وقت سابق من هذا الشهر، إن "خاركيف هي إحدى عواصم أوكرانيا، لذا فهي تحمل معنى رمزياً كبيراً". 

وأضاف الرئيس الأوكراني، أن كييف "تبذل كل ما في وسعها" لمنع القوات الروسية من اجتياح ثاني أكبر مدينة في البلاد والسيطرة عليها.
وتبقى تعهدات زيلينسكي بالدفاع عن ثاني أكبر مدن بلاده محط تساؤلات كثيرة، خصوصاً في ظل ما يعانيه الجيش الأوكراني، إذا ظل محروماً من المساعدات العسكرية الأمريكية الحيوية، وإذا وضعت روسيا أنظارها على المدينة الكبرى، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو مليوني نسمة. 

مهمة كبيرة 

ويؤكد جاكوب باراكيلاس، الباحث والخبير في السياسة والقدرات الدفاعية بالاتحاد الأوروبي، أنه حتى مع توقف تدفق المساعدات إلى أوكرانيا، فإن "الهجوم الناجح على خاركيف سيكون بمثابة مهمة كبيرة بالنسبة لروسيا، لكنه ليس مستبعداً تماماً". 

وأضاف باراكيلاس أنه مع وجود خاركيف على بعد أقل من 20 ميلاً من الحدود الروسية، فإن "هجوماً بطيئاً وطاحناً، قد يمكن موسكو من السيطرة على المدينة في غضون أشهر. 

وأوضح الخبير الأوروبي أن موقعها القريب من الأراضي الروسية يمنح موسكو الأدوات اللازمة لوضع ودعم قواتها المهاجمة بشكل أفضل.

وأضاف أن الأمر المهم أيضاً هو أن ترسانة الأسلحة الأوكرانية أصبحت الآن أقل بكثير مما كانت عليه في العام الماضي. 
ومنذ عدة أشهر، والكونغرس الأمريكي يعطل تسليح أوكرانيا بمعدات عسكرية جديدة قيمتها تزيد على 60 مليار دولار. 

ورغم ما تعانيه أوكرانيا من ضعف وتراجع في ترسانتها العسكرية، إلا أن مسؤوليها أبدوا حماسة شديدة للدفاع عن المدينة المهمة بكل السبل الممكنة.

وقال الكولونيل الأوكراني أندريه زادوبيني رداً على سؤال حول ما إذا كانت بلاده قادرة على صد هجوم روسي على المدينة دون دعم أمريكي وغربي، بالطبع نحن نستطيع، لكن ذلك سيكون على حساب عشرات الآلاف من أرواح الجنود الأوكرانيين. 

وقال زادوبيني: "بدون المساعدة الأمريكية سنواجه أوقاتاً عصيبة، لكن ليس لدينا خيار. علينا أن نقف حتى الموت".
وتتزايد التحذيرات في أوكرانيا حول استعداد روسيا لشن هجوم كبير على المدينة. ويؤكد باراكيلاس أنه ربما يكون لدى الكرملين زمام المبادرة في ساحة المعركة، لكنه لا يزال يكافح من أجل تنفيذ تكتيكات عسكرية فعالة، لتجنيب جيشه خسائر فادحة.
وأضاف "يستطيع الجيش الروسي تحمل المزيد من الخسائر لفترة أطول مما يستطيع الأوكرانيون تحمله".

وكان الجيش الأوكراني يتنافس على كيفية إعادة ملء صفوفه، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع زيلينسكي على خفض سن التجنيد إلى 25 عاماً، بدلاً من 27 عاماً. 

وحذر زيلينسكي من أن "روسيا تستعد لحشد 300 ألف جندي إضافي في الأول من يونيو (حزيران)". وقال رئيس القيادة الأمريكية الأوروبية، الجنرال كريستوفر كافولي، للمشرعين الأمريكيين الأسبوع الماضي، إن الجيش الروسي أصبح أكبر بنسبة 15% عما كان عليه في فبراير (شباط) 2022، وإنه يتعلم دروساً من أخطائه السابقة.

تشكيك 

كما أنه ليس من الواضح تماماً ما إذا كانت موسكو ستعطي الأولوية لخاركيف، وسحب مواردها بعيداً عن منطقة دونيتسك، ويشكك الخبراء الغربيون في قدرة موسكو على الحفاظ على وتيرة عملياتها في الشرق، بينما تتقدم شمالًا بالقرب من خاركيف. 

وقال زادوبيني إن "الجهود الرئيسية لروسيا تتركز في دونباس، ومع ذلك، لا يمكننا استبعاد أي خيارات". 

وبغض النظر عن ذلك، فقد شهدت خاركيف تزايداً كبيراً في الهجمات الجوية الروسية، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في المدينة، وعدد كبير من المباني.
وقال زادوبيني: "بسبب قربها من الحدود، تتعرض منطقة خاركيف لنيران روسية منتظمة كل يوم تقريباً"، مضيفاً أن الضربات تهدف إلى زرع الخوف في أعماق سكان المنطقة.