محمد شياع السوداني مصافحاً أردوغان (وكالات)
محمد شياع السوداني مصافحاً أردوغان (وكالات)
الأربعاء 24 أبريل 2024 / 13:29

تحول تاريخي في العلاقات بين تركيا والعراق

شكلت زيارة أردوغان الأخيرة للعراق والأولى منذ 2011، تحولاً في مسار العلاقات بين البلدين، ومدخلاً لتعاون أكبر في السياسة والاقتصاد، بعد 24 مذكرة تفاهم مشتركة بين البلدين الجارين.

ويرى المحللون أن أهمية الزيارة التي بدأها أردوغان يوم الإثنين الماضي، برفقة وفد من قيادات الصف الأول في تركيا، تكمن أولاً في توقيتها، ومحطاتها، ونتائجها، رغم اقتصارها على يوم واحد.  

توازن بين أربيل وبغداد 

كانت بغداد أولى محطات الرئيس التركي، حيث استقبله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وثانيها أربيل، أين التقى الرئيس التركي بمسؤولين في الحكومة المركزية لإقليم كردستان، في موقف يكشف سياسة توازن تركية جديدة بين أنقرة من جهة وأربيل وبغداد من جهة أخرى، فكلما كانت العلاقة أكثر تعارضاً بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، قل التعاون بين تركيا والعراق، التي تسعى للمساهمة في حلحلة المشاكل العالقة بين الحكومتين، وفق ما ذكرته صحيفة "صباح" التركية اليوم الأربعاء. 

وأكد أردوغان في تصريحاته على هامش الزيارة، أن أنقرة تتمتع بعلاقات تعاون مع جميع سكان العراق، بغض النظر عن خلفيتهم العرقية أو المذهبية، بما في ذلك العرب الشيعة والسنة والأكراد والتركمان وغير المسلمين. 

"العمال الكردستاني"

ومن نتائج الزيارة البارزة، اتفاق تركيا والعراق على تعاون أكبر ضد حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً من قبل أنقرة، وغير القانوني داخل العراق. وتتوقع تركيا أن يتخذ العراق خطوة أخرى ويعترف بحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية. 
وكشفت الزيارة عن اتفاقية جديدة بين بغداد وأنقرة لاتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ طريق التنمية، وهو مشروع بقيمة 17 مليار دولار، مصمم لربط المناطق النائية لخليج البصرة بأوروبا عبر تركيا، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، وقطر. 

وانعكست الزيارة على التعاون التجاري بين البلدين، إذ أعلنت أنقرة وبغداد هدفاً جديداً يتمثل في رفع حجم التبادل إلى 50 مليار دولار، مع إبداء تركيا استعدادها للعب دور محوري في إعادة بناء الدولة العراقية.

وأي تحسين يطراً على العلاقات الاقتصادية يؤثر بشكل غير مباشر على العلاقات السياسية والأمنية، ويسهل إقامة شراكة استراتيجية أكبر بين البلدين.

تعاون عسكري 

ومن نتائج الزيارة إقرار تعاون عسكري أكبر، يتاح للعراق من خلاله استيراد منتجات الصناعة الدفاعية التركية، بما فيها مسيرات بيرقدار المتطورة، وبحث إعادة تنشيط خط أنابيب النفط العراقي التركي، الذي ظل خاملاً طوال العقد الماضي، بسبب خلافات البلدين.  

علاوة على ذلك، اتفق البلدان على المساهمة في حل الأزمات الإقليمية واتخاذ مواقف مماثلة بشأن القضايا العالمية. 
كما اتفقت تركيا والعراق على إنشاء لجان عمل بين الوزارات المعنية لضمان التنفيذ الفعال للاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة، والتي ستمهد الطريق لتعاون أفضل في المستقبل. 

وختمت الصحيفة بالقول إن تركيا والعراق دولتان مترابطتان جغرافياً، وتحتاجان إلى بعضهما البعض، وتدرك القيادة على كلا الجانبين أنهما شريكان لا غنى لأحدهما عن الآخر.