فتى على ركام منزل في رفح
فتى على ركام منزل في رفح
الأربعاء 24 أبريل 2024 / 14:30

كيف تستعد إسرائيل لاجتياح رفح؟

أفاد مسؤول عسكري إسرائيلي أنه إذا بدأت إسرائيل غزو مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يقيم مليون نازح فلسطيني، فسيتم توسيع "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل على طول الساحل لاستيعاب المزيد من المدنيين.

الغزو الإسرائيلي لرفح قد يجبر مئات الآلاف من الأشخاص على محاولة الفرار

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه التعليقات كانت من بين المؤشرات الأولى لخطط الجيش الإسرائيلي بشأن المدنيين إذا شن هجوماً برياً كبيراً في رفح.

وحضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على التخلي عن مثل هذه العملية بسبب المخاطر التي قد تشكلها على الفلسطينيين النازحين.
ويستعد الفلسطينيون الذين لجؤوا إلى رفح منذ أشهر لمواجهة التوغل الإسرائيلي، حيث يتجمعون في خيم ومدارس وشقق مكتظة. وقبل وصولهم إلى رفح، كان العديد منهم قد استجابوا لنداءات إسرائيلية سابقة لإخلاء مناطق أخرى في غزة، لكنهم واجهوا القصف في تلك الأماكن أيضاً. 

وقال مسؤولون إسرائيليون مراراً إن الجيش سيدخل رفح لمحاربة كتائب حماس هناك، مخالفين بذلك الضغوط الدولية للتراجع عن أي عملية.
وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي أن إسرائيل ستطلب من الفلسطينيين في حالة الغزو أن يذهبوا إلى "المنطقة الإنسانية" الموسعة، والتي ستشمل شريطاً ضيقاً من الأراضي الواقعة على شاطئ البحر يعرف باسم المواصي، ومناطق أخرى غير محددة في غزة.
وقال محمد الحاسي (48 عاماً) وهو مسعف يقيم في المواصي، إن المنطقة مكتظة بالفعل بالنازحين، مبدياً قلقه من أن يؤدي تدفق آخر إلى تفاقم الأوضاع، لافتاً إلى أنه "لا توجد حمامات كافية، ولا مياه نظيفة كافية، ولا مساحة كافية.. البنية التحتية الحالية بالكاد يمكنها استيعاب عدد الأشخاص الموجودين هنا بالفعل".
ولم يكن واضحاً حجم الأراضي التي ستسعى إسرائيل إلى تخصيصها في المواصي لتكون "منطقة إنسانية" للمدنيين.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية من Planet Labs عن زيادة كبيرة في عدد الأشخاص هناك خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأظهرت صورة جوية التقطت يوم الأحد مخيمات الخيام التي تشغل الأراضي التي كانت فارغة في منتصف يناير (كانون الثاني). 

واستمر القتال في أماكن أخرى من غزة يوم الثلاثاء، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عدة غارات جوية في بيت لاهيا، إحدى المدن الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة.
وقتلت الغارات الإسرائيلية شخصاً واحداً على الأقل وأصابت آخرين في بيت لاهيا وألحقت أضراراً وأضرمت النيران في عدة منازل في مدينة غزة القريبة، وفقاً لوكالة وفا للأنباء الرسمية للسلطة الفلسطينية.

وتم تنفيذ الغارات رداً على إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه جنوب إسرائيل، وتم اعتراضها جميعاً بنجاح، بحسب الجيش.

مراكز إيواء

وأمر السكان بالانتقال إلى مراكز إيواء في مناطق أخرى. لكن العديد من سكان غزة قالوا إنه لا توجد منطقة آمنة من القصف العسكري الإسرائيلي.
وقد ألحق الجيش الإسرائيلي أضراراً جسيمة ببيت لاهيا خلال هجماته السابقة.

والمدينة، التي كانت تُعرف سابقاً باسم سلة الخبز في غزة، هي جزء من شمال غزة، حيث حذر مسؤولو الإغاثة الإنسانية من خطر المجاعة حيث تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وفي معرض الحديث عن المخاوف بشأن غزو رفح، قالت ساندرا رشيد، مديرة مكتب أنيرا، وهي مجموعة إغاثة في القدس، إن إسرائيل لم تخبر مجموعة الإغاثة عن عملية وشيكة هناك، لكن المنظمة وجدت مأوى لموظفيها وللانتقال إلى المواصي مع عائلاتهم. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة أيضاً إن إسرائيل لم تبلغهم بالغزو الوشيك.
وأكد الجيش الإسرائيلي في البداية أن على سكان غزة الانتقال إلى المواصي في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) وكرر هذا الطلب في ديسمبر(كانون الأول)، عندما أصدر أوامر إخلاء لمدينة خان يونس القريبة، وطلب من السكان التوجه إلى المواصي وبعض المناطق في رفح.

صور جوية

كما يبدو أن صور الأقمار الاصطناعية تظهر مجموعة جديدة من مئات الخيام التي يجري بناؤها غرب خان يونس.

وأظهرت الصور التي التقطت يوم الخميس أكثر من 100 خيمة في المنطقة، بينما أظهرت الصور التي تم التقاطها يوم الأحد أكثر من 400 خيمة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال جيمي ماكغولدريك، الذي كان آنذاك مسؤولاً رفيع المستوى للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في القدس، إن الغزو الإسرائيلي لرفح قد يجبر مئات الآلاف من الأشخاص على محاولة الفرار.