الإثنين 18 أغسطس 2014 / 19:16

هل تنسف حماس مفاوضات القاهرة بناء على رغبة التنظيم الدولي للإخوان؟

كشفت مصادر رفيعة، على اطلاع بمجريات مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني الموحد والجانب الاسرائيلي، عن عدم ممانعة حركة حماس التوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الفلسطينيين في القطاع المحاصر، إذا كانت باقي الفصائل متوافقة على بنوده.

رفضت حماس بشكل قاطع المقترحات المصرية الجديدة على الرغم من وجود شبه إجماع من باقي الفصائل على هذه البنود بناءً على تعليمات من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين

وكانت المفاوضات غير المباشرة، بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، استؤنفت أمس الأحد بعد عودة الجانبين إلى القاهرة، التي تم الاتفاق فيها على تهدئة لمدة 5 أيام، تنتهي مساء اليوم الإثنين.

رفض حماس وإجماع الفصائل الأخرى
وأكدت المصادر أن "حماس" رفضت بشكل قاطع المقترحات المصرية الجديدة، على الرغم من وجود شبه إجماع من باقي الفصائل على هذه البنود، وذلك بناءً على تعليمات من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين

وحسب المصادر، فإن خلافات نشبت بين أعضاء وفد حماس إلى القاهرة قبل التوصل إلى اتفاق التهدئة الأخيرة (الخمسة أيام)، على خلفية إبداء مرونة من بعض أعضاء الوفد، المحسوبين على تيار عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، بما يمثله من تقارب مع مصر من جانب، ومن جانب آخر بين أعضاء محسوبين على تيار رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، الذي يفضل نسف المفاوضات رغبة بدور أوسع لكل من الإخوان وتركيا.

وأشارت المصادر إلى حادثة وقعت بعد انتهاء لقاء الوفد الفلسطيني مع الجانب المصري في مقر المخابرات العامة المصرية، وأثناء نقل الوفد في أحد الباصات التابعة لجهاز المخابرات، بين محمد نصر الموالي لموسى أبو مرزوق، وعزت الرشق الموالي لتيار خالد مشعل الذي ينفذ تعليمات التنظيم الدولي للإخوان.

مرونة وتحفظ
ونقلت المصادر أن الرشق كان متحفظاً على المرونة التي أبداها محمد نصر خلال اللقاء مع الجانب المصري، وفور انتهاء الاجتماع توجه الرشق بالسؤال: "على أي أساس توافق على تأجيل البحث بقضية الميناء والمطار، هذا شيء غير مقبول ولن يتم الموافقة عليه في غزة وتركيا".

يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر أخرى أن اجتماع جناح خالد مشعل، الذي عقد قبل أيام وشارك فيه قادة من الحركة من الداخل والخارج، التزم بقرار التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ومقره تركيا، بالانسحاب التدريجي من المفاوضات بالقاهرة.

وحسب المصادر، فإن التنظيم الدولي يريد فك الحصار بالكامل عن غزة، واستبعاد مصر والسلطة الفلسطينية من أية مسؤوليات مستقبلية، وإنجاز اتفاق سياسي مع إسرائيل، وترك الأمر بين حماس وإسرائيل فقط، بمساعدة تركيا.

البديل الغائب
ولم تطرح تركيا حتى الآن بديلاً لمفاوضات القاهرة، لكن من المرجح أنهما تسعيان إلى وساطة أمريكية أوروبية بهذا الشأن.



وأضافت المصادر أن حماس وضعت تحفظات على كل بنود الورقة المصرية، بما فيها البنود التي أضافتها السلطة وحماس، ما يجعل من الصعب على الاحتلال قبولها، حيث إنها واردة في اتفاق التهدئة لعام 2012، واتفاق أوسلو، لكن حماس تريد تنفيذها دون الاعتراف باتفاق أوسلو.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت، مساء أمس الأحد، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية بأن الوسيط المصري قدم اقتراحاً جديداً للأطراف المعنية في المفاوضات في القاهرة، مشيرة إلى أن الاقتراح الجديد ينص على التوصل لتهدئة مستمرة، ومن ثم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم بعد شهر. ووفقاً للمقترح المصري الجديد، فإن المفاوضات التي ستجري بعد شهر ستتناول الميناء والمطار، إضافة إلى إعادة جثث الجنود، وهو ما توافق عليه إسرائيل، على أن تُناقَش تلك القضايا بعد شهر.

ولفتت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المقترح المصري الجديد لا يتطرق إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وإنما فتح للمعابر.