السبت 23 أغسطس 2014 / 20:55

تجدد الغارات الجوية على طرابلس..والفاعل مازال مجهولاً

تعرضت المناطق الجنوبية للعاصمة الليبية لغارة جوية جديدة ليلة الجمعة السبت استهدفت مواقع لمليشيات إسلامية، لكن لا أحد بوسعه أن يحدد بوضوح هوية هذه الطائرات الغامضة التي يبدو واضحاً أنها تدعم المقاتلين الوطنيين الذين يدافعون عن مطار طرابلس.

تكثر في طرابلس التكهنات حول هوية الطائرات الغامضة. ويذهب البعض إلى القول إنها غربية. إلا ان الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا نفت تماما أي علاقة لها بها.

وتأتي هذه الغارة الجديدة بعد 5 أيام على غارة ليلية أخرى أثارت فزع السكان في طرابلس وأبقت الكثير من الأسئلة من دون أجوبة حول هوية الطرف الذي يقف وراء الغارتين.

وإثر الغارة الأولى التي حصلت الإثنين وقامت بها طائرتان، لم يكن بوسع المليشيات الإسلامية المستهدفة ولا الحكومة الموقتة الضعيفة التي تتخذ حالياً من طبرق مقراً لها على بعد 1600 كلم شرق العاصمة، تقديم معلومات حول هوية الطائرتين.

وإثر الغارة الثانية السبت التي استهدفت مواقع لإسلاميين قرب مطار طرابلس كرر متحدث باسم المليشيات الإسلامية الكلام نفسه حول جهله لهوية القاصف.

وقال محمد الغرياني المتحدث باسم مجموعة "فجر ليبيا" الإسلامية السبت: "لم نتمكن بعد من تحديد هوية الطائرة التي شنت الغارة الأولى، كما لم نتمكن من تحديد هوية الذين هاجمونا الاثنين".

وقال إن الطائرة استهدفت السبت مقراً للجيش ومخزناً مجاوراً للبضائع، ما أدى إلى مقتل عشرة مقاتلين إسلاميين وإصابة عشرين آخرين بجروح.

وكان المقاتلون الإسلاميون الذين قدم قسم منهم من مصراتة شرق طرابلس طردوا قبل أيام المقاتلين الوطنيين المتحدرين من منطقة الزنتان (غرب العاصمة) من مقر الجيش الذي تعرض للقصف.

وتبنى اللواء المنشق خليفة حفتر المناهض للإسلاميين والمؤيد لمسلحي الزنتان مسؤولية الغارة الأولى، إلا أن خبراء شككوا بقدرته على القيام بهجمات من هذا النوع.

وحسب هؤلاء الخبراء فإن الطائرات التي تملكها قوات حفتر الذي يتخذ من بنغازي مقراً على بعد ألف كلم شرق طرابلس لا تستطيع الوصول إلى العاصمة، كما أنها غير مجهزة بالمعدات اللازمة للتمكن من شن غارات ليلية.

أما الحكومة الليبية فأعلنت من جهتها أنها تحقق في هوية الطائرات التي شنت الغارة الأولى، ولم تعلق بعد على الغارة الثانية.

وبالنسبة للغرياني المتحدث باسم المليشيات الإسلامية من المؤكد أن الهدف من هذه الغارات هو تخفيف الضغط عن مليشيات الزنتان التي تجد صعوبة في صد هجمات جماعة "فجر ليبيا" التي تريد السيطرة على مطار طرابلس الدولي.

وتعتبر المعارك الجارية حالياً للسيطرة على مطار طرابلس الأعنف في العاصمة منذ ثلاث سنوات. وأقفل المطار في الثالث عشر من يوليو (تموز) بعيد بدء هذه المواجهات.

وتكثر في طرابلس التكهنات حول هوية الطائرات الغامضة. ويذهب البعض إلى القول إنها غربية. إلا ان الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا نفت تماما أي علاقة لها بها.

ولا يستبعد الإسلاميون أن تكون السلطات الليبية طلبت تدخل دول أجنبية في ليبيا خصوصاً أن البرلمان الليبي الجديد طالب بتدخل دولي في الخامس والعشرين من يونيو (حزيران) لحماية المدنيين.

ويشير البعض الآخر بأصابع الاتهام إلى الدول المجاورة مثل مصر التي تناهض الإسلاميين. إلا أن السلطات المصرية لم تعلق على الأمر.
كما أن الجزائر تكرر على الدوام عدم رغبتها بالتدخل في الشؤون الليبية.

ويذهب البعض إلى القول إن اللواء حفتر قد يكون نجح في إصلاح عدد من الطائرات العسكرية من نوع سوخوي في روسيا، وهي طائرات قادرة على شن غارات من هذا النوع.

أما آخر الفرضيات بشان هذه الغارات الغامضة، فتذهب إلى حد القول إن مليشيات الزنتان استأجرت مرتزقة وطائرات من جيش لم تحدده لشن هذه الغارات.