الأحد 1 سبتمبر 2019 / 13:19

ما مصير ممر إيران البري نحو المتوسط؟

تعتبر الغارات الجوية على العراق في 19 يوليو( تموز) و20 أغسطس( آب) محاولات لاعتراض "ممر بري" إيراني يمتد عبر العراق، وسوريا، إلى لبنان. وهو ما أظهرته صور نشرها موقع إيميج سات إنترناشونال في 22 أغسطس( آب) تحت عنوان "المعبر البري الإيراني من طهران إلى سوريا ولبنان يتعرض لهجوم في العراق".

إيران عدلت مسار طريقها نحو ساحل المتوسط لتجنب قوات أمريكية

ويعود تاريخ هذا الممر البري لسنوات عديدة خلت، وفق ما يؤكده سيث فرانتزمان، كاتب رأي لدى موقع "ميديل إيست فورم"، ومؤسس مركز الشرق الأوسط للتحرير والتحليلات.

ويقول فرانتزمان إن اتهام إيران ببناء مساحة نفوذ تمتد من إيران نحو لبنان أين حليفها حزب الله، قد نما في ظل تعزيز إيران نفوذها في العراق، وسوريا في العقود الأخيرة. وثبتت حقيقة ذلك بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، وظهور داعش، ما وفر لفيالق الحرس الثوري الإيراني مبرراً للتدخل في العراق وسوريا.

ونما نفوذ إيران من خلال تعاملها مع ميليشيات شبه عسكرية في العراق، ومع النظام السوري وحزب الله.

مشاريع 

وحسب كاتب المقال، كان الصحفي مارتن تشولوف، الصحافي لدى صحيفة "غارديان" في 16 أكتوبر( تشرين الأول)، أول من كتب عن الأمر تحت "طريق نحو البحر" وقال إن ميليشيات شيعية مدعومة إيرانياً تستخدم الحرب على داعش لإقامة "هلال من النفوذ عبر العراق وسوريا". وتضمن تقرير تشولوف خريطةً كشفت امتداد نفوذ إيران عبر بعقوبة، وشريقات، وسنجار، والقامشلي نحو كوباني، ومن ثم إدلب، وحمص، وصولاً إلى البحر.

وكان ذلك لافتاً لأنه أظهر مناطق تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ، التي تعاونت مع أمريكا في الحرب ضد داعش، محوراً أساسياً في الطريق. وفي ديسمبر( كانون الأول) وصفت حنين غدار، في موقع "ذا تاور"، الممر بأنه محاولة إيرانية للسيطرة على سوريا، والعراق، ولبنان.

تعديل الطريق
وفي مايو(أيار) 2017، كتب تشولوف أن إيران عدلت مسار طريقها نحو ساحل المتوسط "لتجنب قوات أمريكية".

وكان يُفترض أن يمر الطريق الجديد عبر تلعفر قريباً من الموصل، ومن ثم نحو الميادين، ودير الزور في سوريا، قبل عبور الصحراء نحو دمشق، ومواصلة الطريق إلى اللاذقية.

وحسب كاتب المقال، تزايد تسليط الضوء على مشروع إيران في 2017، مع تقلص الحملة ضد داعش.

وبعدما استردت قوات فدرالية عراقية، بدعم ميليشيات شيعية، منطقتي كركوك وسنجار من حكومة كردستان العراق في أكتوبر تشرين الأول) 2017، بدا بن إيران اكتسبت مزيداً من النفوذ.

وأوضح فرانك ميلبورن، في تقرير نشره في أكتوبر(تشرين الأول) 2017 بموقع "ستراتيجيك أسيسمنت" احتمال استخدام مسارات أخرى للمعبر البري. وشمل التقرير خريطة تظهر ثلاث مسارات كانت تستخدمها إيران، أحدها يمر عبر بغداد، ومن ثم نحو بلدة التنف السورية، وآخر عبر بغداد ومدينة القائم عند الحدود مع سوريا، وثالث عبر كركوك، ثم إلى شمال شرق سوريا.

لكن عمر النداوي لدى "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" يرى أن الممر  ليس ذا أهمية كما يظن بعضهم. ولفت إلى أنه موجود منذ سنين، وربما لا يشكل أولوية عند إيران.

أقرب إلى الواقع
ولكن حسين إيبيش، الباحث الأمريكي من أصل لبناني، كتب في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أن معبر إيران البري يتقدم حتى أصبح "أقرب إلى الواقع".

وفي يونيو( حزيران) الأخير، نشر مركز الدفاع عن الديمقراطيات دراسة خلصت إلى أن" فكرة المعبر البري أصبحت ركناً أساسياً في تقييم واشنطن لأهداف طهران الاستراتيجية".

وركزت الدراسة على سجل من الطرق المختلفة لممر النفوذ الذي بنته إيران. ورأى معدو الدراسة أن" تقطيع أوصال هذا المعبر البري، يفترض أن يكون هدفاً هاماً ضمن استراتيجية شاملة".

ويرى كاتب المقال أن مجموعة خرائط وصور التقطتها أقمار صناعية، فضلاً عن تقارير ترسم صورة واضحة لطموحات إيران الناشئة، تبين أيضاً أن خريطة الطريق نحو البحر عُدلت قليلاً بمرور الوقت.

فهل تفيد غارات جوية في اعتراض ذلك الممر البري؟ سؤال يطرحه الكاتب في ختام مقالته.