الإثنين 16 سبتمبر 2019 / 14:54

بعد الهجوم عليها..أرامكو عملاق النفط العالمي

24. إعداد: شادية سرحان

استيقظ العالم على هزة قوية في إمدادات النفط العالمية، السبت، بعد هجوم إرهابي على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو في مصفاة بقيق أكبر محطة لتكرير النفط في العالم، وخريص، ما أدى إلى اشتعال النيران في الموقعين.

وتمكنت السعودية، من استيعاب آثار الهجوم ونجحت أرامكو في تفعيل خطط الطوارئ، لتجاوز مخلفات الهجوم، بالتوازي مع إطلاق السلطات السعودية تحقيقاً لمعرفة الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ للهجوم الإرهابي.

عملاق النفط السعودي
تعد شركة أرامكو الحكومية عملاق النفط في العالم، ومن أضخم الشركات في العالم من حيث الأصول، وحجم الأرباح إن لم تكن أضخمها، وإحدى أعرق شركات النفط في العالم.

بدأت مسيرة أرامكو، منذ 86 عاماً، وتحديداً منذ 1933، عندما أبرمت السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنا، شراكة تحولت فيما بعد ملكيتها بالكامل إلى المملكة، وتسهم الشركة في دعم التجارة العالمية وتحسين الحياة اليومية للملايين من البشر حول العالم.

ويعتمد عمل أرامكو  على التنقيب، والإنتاج والتكرير، والشحن الدولي، وتأتي في مقدمة الشركات المنتجة للزيت الخام، والغاز الطبيعي، وتصديرهما إلى مختلف أنحاء العالم.

ووفقاً لمعايير وترتيب "فوربس"، تعد أرامكو أكبر شركة منتجة للبترول في العالم، وأنتجت في 2018،  12 مليون برميل من النفط يومياً.

ومنذ انطلاقتها حققت أرامكو، أرقاماً مالية مميزة، واستمر نموها على امتداد قرن تقريباً، لتصبح أكبر شركة طاقة وأكثرها ربحية في العالم، وتوفر 10% من إمدادات النفط عالمياً.

ويقع مقر الشركة في الظهران في المنطقة الشرقية، ولديها عمليات نفطية رئيسية في الولايات المتحدة، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، وفي العديد من الدول الأوروبية، والآسيوية الأخرى.



تاريخ طويل

في بداية الأربعينيات، ظهرت شركة أرامكو العربية، بعد تغيير اسم الشركة المسؤولة عن التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية، إلى شركة "الزيت العربية الأمريكية"، تتقاسم الحكومة السعودية ملكيتها مع شركات أمريكية كانت حصتها فيها 40% من أسهم الشركة.

وفي 1949 بلغ إنتاج النفط 500 ألف برميل يومياً، وفي 1950 أنشأت أرامكو خط الأنابيب عبر البلاد العربية "تابلاين" بطول 1212 كلم لتصدير النفط السعودي إلى أوروبا، عبر البحر المتوسط.

وفي 1988 أصبحت شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" ليكون المنعرج الكبير للشركة في مستهل التسعينيات من القرن الماضي، عندما استثمرت أرامكو مليارات الدولارات في مشاريع توسع ضخمة رفعت قدرتها الإنتاجية إلى أكثر من 12 مليون برميل يومياً، إضافة إلى عمليات استحواذ عالمية ومشاريع مشتركة.

وبعد اكتشاف آبار نفط برية وبحرية هائلة جديدة، إلى جانب حقل الغوار الذي يعتبر الأكبر في العالم، باحتياطي  يقارب 60 مليار برميل، والسفانية الذي يعتبر أكبر حقل بحري في العالم باحتياطي يقدر بـ 35 مليار برميل، ارتفع الإنتاج بشكل سريع ومتنامٍ.



الشركة الأكثر ربحية 
وتملك أرامكو اليوم نحو 260 مليار برميل من الاحتياطي المؤكد، الذي يُعتبر ثاني نفطي في العالم بعد فنزويلا، إضافة إلى 300 تريليون قدم مكعب من الغاز.

أرقام قياسية
في النصف الأول من 2019، أعلنت أرامكو تحقيق أرقام تاريخية، مقارنةً مع الفترة نفسها من 2018، وبلغ صافي الدخل 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار، في حين بلغت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب 92.5 مليار دولار، مقابل 101.3 مليار دولار، و38 مليار دولار للتدفقات النقدية مقارنةً بـ35.6 مليار دولار، فيما سجل الإنفاق الرأسمالي 14.5 مليار دولار، مقابل 16.5 مليار دولار.

أول تصنيف عالمي
وجمع عملاق النفط السعودي أرامكو إيرادات ضخمة في الماضي جعلته أكثر شركات العالم تحقيقاً للأرباح، وذلك في أول تصنيف عالمي له، بعد حصول الشركة على تصنيف ائتماني ‭A1‬ من موديز، و‭A+‬ من فيتش.

وكشفت وكالة موديز، من جهتها أن أرامكو كانت الشركة الأكثر ربحية في  2018 بنحو 111 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 300 مليون دولار ربح صافٍ يومياً للشركة.

وتعادل أرباح "أرامكو" أرباح "آبل" و"غوغل" و"إكسون موبيل" مجتمعة.

ومن جهتها، أفادت فيتش، بأن أرامكو السعودية هي أكبر منتج للنفط عالمياً من حيث الحجم.. في 2018 بلغ متوسط إنتاجها من السوائل ومن الهيدروكربون إجمالا 11.6 مليون و13.6 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً، على الترتيب، وهو ما يفوق بكثير إنتاج المنبع للمنتجين العالميين والإقليميين المتكاملين مثل أدنوك وشل وتوتال وبي.بي.

واستناداً إلى موارد أرامكو المالية ومخزونها الضخم من المواد الهيدروكربونية وتكلفة الإنتاج المنخفضة، فإن تصنيف الشركة، كان سيكون AA+ بلس لولا اعتماد الحكومة عليها، وهو أعلى تصنيف تتمتّع به شركات النفط العالمية.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية لنائب الرئيس في موديز، ريحان أكبر، قوله إن "أرامكو تتمتع بالعديد من خصائص الشركات المصنفة في الفئة AAA التصنيف الأعلى، ولديها مستوى متدن من الديون مقارنة بالتدفق النقدي".



الاحتياطي الأضخم عالمياً

وحسب تقارير الأعمال الصادرة عن أرامكو، فإن الشركة هي أكبر كيان إنتاجي متكامل في قطاعي النفط والغاز في العالم، من خلال إدارة احتياطيات من "النفط المكافئ".

ويقول رئيس الأبحاث في الراجحي كابيتال مازن السديري، إن شركة أرامكو تملك أكبر احتياطي من "النفط المكافئ" في العالم.

السندات
في أبريل (نيسان) 2019، حطم الإصدار الأول لشركة أرامكو السعودية رقماً قياسياً، بطلبات وصلت إلى 100 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 10 أضعاف المطلوب.

وبحسب التقارير الاقتصادية، إصدار السندات، كان بهدف تمويل استحواذ أرامكو على حصة الأغلبية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، المنتجة للبتروكيماويات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وستستخدم أرامكو أموال هذه السندات الدفعة الأولى من قيمة الاستحواذ على حصة الأغلبية في سابك البالغة مقابل 69 مليار دولار، مع دفع ما تبقى من قيمة الاستحواذ على أقساط.

ووفقاً لمحللين، اعتبر فتح أرامكو سجلاتها للمرة الأولى في أبريل(نيسان) الماضي، وإعلان أرباحها الصافية، خطوة تمهيدية، قبل الاكتتاب الأولي العام الذي يعتبر حجر الزاوية في "رؤية 2030" الإصلاحية التي طرحها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لزيادة الشفافية، وتعزيز الثقة في صلابة ومتانة العملاق السعودين قبل الاكتتاب الذي ينتظر المحللون أن يكون الأضخم على الأطلاق في تاريخ البورصات والأسواق المالية العالمية.