الأحد 1 مارس 2020 / 12:23

انتخابات إيران مؤشر لمزيد من التشدّد.. داخلياً وخارجياً

يرى محمد خليل، كاتب رأي لدى موقع "ذا ليفانت نيوز"، أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران اكتسبت أهمية خاصة لعدة اعتبارات، أولاً كونها الأولى تجرى بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد سياسات حكومية اقتصادية غزت عدداً من المدن والمناطق في إنحاء إيران، وواجهتها قوات الأمن برد فعل عنيف.

ما يمكن استنتاجه أيضاً مباشرة من نتائج تلك الانتخابات هو مواصلة النهج الصارم في التعامل مع أية احتجاجات شعبية في إيران

كذلك، كانت الانتخابات الأولى بعد إنهاء الإدارة الأمريكية التزامها بالاتفاق النووي الإيراني، والأولى بعد اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني، قائد عسكري إيراني، وما تبعه من تصعيد للتوتر بين البلدين.

مؤشر
وينظر عدد من المراقبين إلى تلك الانتخابات بوصفها مؤشراً لمسار السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية، وسط غياب واسع للأمل بقرب إجراء تغييرات إيجابية داخلياً أو خارجياً، وفي ظل منع السلطات الإيرانية لآلاف المرشحين من الحركة الإصلاحية للترشح في السباق، ومع ضعف الإقبال على صناديق الانتخاب. وقادت كل تلك الأسباب لسيطرة شبه كاملة للمتشددين على البرلمان الإيراني، وهو ما يؤكد، وفقاً لكاتب المقال، استمرارية النهج المتشدد في السياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً.

استنتاجات
ويرى كاتب المقال أن ما يمكن استنتاجه أيضاً مباشرة من نتائج تلك الانتخابات هو مواصلة النهج الصارم في التعامل مع أية احتجاجات شعبية في إيران، لأن التيار المتشدد وأدواته الموجودة حالياً على الساحة الإيرانية لن يسمحوا بأية وسيلة  لتطور تلك الاحتجاجات التي يرى عدد من المراقبين أنها تمثل خطراً حقيقياً على استقرار النظام في طهران.

ولا يتوقع، وفقاً للكاتب، أن تقود نتائج الانتخابات لتغيير واسع في السياسة الخارجية الإيرانية، وقد تصبح هذه السياسة أكثر صرامة في التعامل مع قضايا متعلقة بالملف النووي. ولكن بشكل عام لا يمكن أن نتوقع تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية الإيرانية سواء على المستويات الديبلوماسية أو العسكرية.

استعداد
إلى ذلك، يعتقد الكاتب أن سيطرة المتشددين واستمرار ذات النهج في السياسة الخارجية لا يوحي بالضرورة بانسداد الأفق أمام التوصل إلى تفاهمات بين طهران وقوى إقليمية ودولية، تقودها الولايات المتحدة، وذلك رغم أن البلدين يخوضان حالياً حرباً غير كلاسيكية على مختلف الأصعدة. ويشهد الماضي القريب لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرجل على استعداد لعقد صفقات في أوقات وظروف غير متوقعة، ولدينا في الاتفاق مع نظام كوريا الشمالية فضلاً عن الاتفاق مع حركة طالبان في أفغانستان خير مثال على الطريقة التي يفكر فيها سيد البيت الأبيض.

ومن جديد، تشير كيفية إجراء تلك الانتخابات إلى أن الأزمة السياسية في إيران أزمة داخلية، وأن جميع الإجراءات التي اتخذت، وخاصة بالنظر لمنع آلاف الإصلاحيين من الترشح، لوجود مؤشرات على أزمة داخلية حقيقة ترتبط في المقام الأول، بملفات اقتصادية واجتماعية