الإثنين 20 يوليو 2020 / 14:12

صخور بازلتية في الجولان المحتل تسلط الضوء على ثقافة غامضة

تقدم نقوش منحوتة على ألواح صخور بازلتية ضخمة، اكتُشفت صدفةً في محمية طبيعية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة، رؤية جديدة عن ثقافة غامضة ازدهرت في المكان قبل آلاف السنين.

وتتشكّل هذه البنية المعمارية من صخور صوانية ضخمة أو ما يعرف بالدولمن، وقد استخدمت كمقابر قبل حوالى 4000 إلى 4500 عام وتحديداً في العصر البرونزي الوسيط، وهي أشبه بغرفة صغيرة مسقوفة تفتح على الشرق.

ولا تزال هوية ومعتقدات الأشخاص الذين بنوا هذه الآثار غامضة إلى حد كبير، لكن اكتشاف تلك الخطوط الذي حصل من طريق الصدفة قد يغير ذلك.

يقول العالم الأثري، أوري بيرغر "قبل نحو عامين وعندما كانت إحدى الحارسات تقوم بنزهتها اليومية في المحمية، وقع نظرها على شيء منحوت في الجدران في الداخل".

وبعد أن اتصلت الحارسة بسلطة الآثار "وجدنا أن ذلك الشيء لم يكن مجرد خطوط منحوتة أو بعض البقع على الحائط بل هو فن صخري".

وتؤلّف الخطوط المنحوتة على إحدى الصخور، أشكال ستة حيوانات بقرون ذات أحجام مختلفة، ثلاثة منها تواجه الشرق ومثلها تواجه الغرب، مع اثنين منها -على الأرجح ذكر وأنثى- في مواجهة مباشرة.

وفي الجزء الداخلي من لوح الدولمن، وُجدت نقوش تمثل حيوانا آخر ذا قرون، يقابل الستة البقية.

وهذه الصخور هي من بين آلاف صخور الدولمن المنتشرة في شمال إسرائيل والمنطقة، ولطالما كانت الصور ذات الشكل الحيواني مخفية منذ البدء بدراسة صخور الدولمن في المنطقة قبل حوالى مئتي عام.

ومن بين المواقع التي أعاد الباحثون استكشافها في منطقة صناعية قريبة من كريات شمونة في غرب مستوطنة شامير، ثلاثة هياكل دولمن صغيرة نجت من التغييرات التي طرأت على المنطقة، محاطة بأشكال دائرية من الحجارة.

وعلى الحجر الموجود المستدير نسبيا عند أكبر دولمن هناك، نُقشت مجموعتان من الخطوط القصيرة المتوازية على الجوانب الخارجية، مع خط أطول منحوت أسفلها، توحي جميعها بصورة لعيون مغلقة وفم يواجه السماء.
ولكن وعلى مر السنين كانت المنطقة، هدفاً لسارقي الآثار الذين جردوا الموقع من بقايا أثرية كانت لتشكّل مادة بحثية جيدة.

وذكر باحثون العثور في المواقع بين الفينة والأخرى على قطع صغيرة من الخزف وخناجر معدنية وقطع من المجوهرات والخرز وبعض العظام بين صخور الدولمن.

ويوفر هذا الاكتشاف رؤية جديدة عن هذه الثقافة القديمة الغامضة، كما يثير تساؤلات جديدة بشأن هوية من أنجز هذه الأعمال.

ويعد هذا الأمر أشبه برسالة من الماضي تشير إلى ما كان عليه عالم الثقافة والرمزية بما يتجاوز مجرد نصب أحجار ضخمة.